أطلق الرئيس سعد الحريري ومن أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تصريحات إيجابية تشكل فاتحة لمرحلة سياسية جديدة في لبنان اذا ما تم التعامل معها بإيجابية من الطرف الآخر المتمثل بفريق الثامن من آذار وعلى رأسه حزب الله .
وتأتي هذه التصريحات الإيجابية للرئيس الحريري على عتبة المحكمة الدولية التي تعقد أولى جلساتها لمحاكمة خمسة متهمين من حزب الله باغتيال الحريري  لتعبر عن مسؤولية كبيرة في التعاطي مع هذا الحدث حيث اعتبر الحريري المتهم بريء حتى تثبت إدانته في رسالة مسؤولة ومواقف إيجابية تجاه هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان سواء على صعيد الاحداث الداخلية ام على صعيد المحكمات الدولية التي تجري .
وقد قال الحريري في تصريح لوكالة رويترز انه مستعد للمشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب الله باعتباره حزبا سياسيا وأعلن عن تفاؤله الكبير بتأليف الحكومة واعتبر ان تأليف الحكوة يشكل عامل استقرار للبنان .
وحول المحاكمات الجارية في لاهاي اعتبرالحريري ان المتهم بريء حتى تثبت إدانته وربما في محاولة لتنفيس الاحتقان الدائر لبنانيا حول المحكمة الدولة وعملها .
واعتبر الحريري ان حزب الله حزب سياسي لديه امتداداته ولديه تحالفات كبيرة مع آخرين على الساحة اللبنانية وقال
نحاول أن نحكم البلد مع الجميع فلا نريد أن نبقي أحدا خارجا، ونحن نريد أن يستقر البلد.
وحول ما اذا كانت هناك خطوط حمراء، قال الحريري الخطوط الحمراء تمليها احتياجات البلاد.
مسؤولية وطنية كبيرة حاول الرئيس سعد الحريري أن يعبر عنها بعد مرافعات المحكمة الدولية وقد كان حريصا على تعميم الاجواء الإيجابية تجاه المساعي الجارية لتشكيل الحكومة وتجاه الفريق الآخر وقد وصف متابعون لتصريحات الرئيس الحريري أنه كان يوم أمس أقرب من أي وقت مضى إلى صورة والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري .
واعتبر الرئيس نبيه بري مواقف الرئيس الحريري الأخيرة أنها مواقف كبيرة جدا وبالرغم من المناسبة القاسية والمريرة غلّب الحريري حسّه الوطني على كل شيء .
وأما حزب الله فقد التزم الصمت حتى هذه الساعة ولم يصدر عن الحزب أي تعليق على التصريحات الإيجابية للرئيس الحريري .
وربما على حزب الله اليوم أن يرد التحية بمثلها أو بأحسن منها لأنها لاشك مواقف شجاعة أطلقها الرئيس الحريري كرجل دولة وفي لحظة استثنائية وأليمة من أمام المحكمة الدولية, وعلى حزب الله اليوم قبل الغد أن يبادر الى فتح صفحة جديدة يكون عنوانها الوطن أولا وآخرا وعلى قاعدة الحوار والتلاقي لنبذ الفتنة المذهبية والطائفية التي باتت تأكل الوطن وأهله ,واليوم أيضا حزب الله أمام مسؤولية جديدة في التعاطي مع هذه المباردة الشجاعة وربما هي بحاجة إلى مبادرة شجاعة أخرى من فريق 8 اذار وعلى رأسه حزب الله لتلتقي جميع الأفرقاء على صفحة بيضاء جديدة نجنب فيها البلاد والعباد مخاطر الفتن الطائفية و المذهبية ومخاطر الاحداث التي تعصف في المنطقة ككل  .