جولة سريعة على صفحات التواصل الاجتماعي ، تدرك من خلالها ببساطة الحالة التي تنتاب جمهوري 8 و14 والتي لا يمكن وصف هذه الحالة بأقل من الذهول او بافضل الاحوال حالة من الاندهاش ، فبعد التحول الكبير الذي طرأ على الخطاب السياسي والتبدل السريع في المناخ العام الذي فرضته تنازلات غير مسبوقة ل 8 اذار وصدمة الاستدارة الغير متوقعة عبر تخليه عن مسلمات كان حتى الامس القريب يعتبرها اقرب الى المقدسات ويهدد بحرق البلد لمجرد التفكير فيها ، وبغض النظر عن الخانة التي يمكن ان توضع فيها هذا التحول ، ان في خانة المناورة السياسية (والتي اميل انا اليها حتى اللحظة ) او في خانة الجدية ، فعلى كلا التقديرين فلم يجد فريق 14 اذار بدا الا مجارات هذا المستجد مما حدا به لرد التحية بمثلها ، ولو كان رامي التحية هم " قتلى معروفون " ويجب نزع سلاحهم الغير شرعي عبر " مقاومة مدنية " وتحت تطاير التحايا ، وقفت الجماهير جمعاء مذهولة وكأن على رؤوسهم الطير ! فتكاد لا تصدق ما ترى ، وتكذّب ما تسمع ، وعلى الرغم من تشارك الجمهورين الاحاسيس نفسها والشعور نفسه بالاستصغار والدونية حتى الخزي لكليهما الا ان هذا المشترك لم يرق الى تشكيل حالة جامعة بينهما ، ولو على المستوى الشعوري ، فالتجأ كل منهما لتبرير ضياعه الواضح خوفا من انكشافه عند الاخر خلف ادعاءات فارغة عبر التذكير بتراجعات الفريق المقابل وبغض النظر عن تنازلات فريقه هو ، ومحاولات لخداع الذات من خلال ايجاد الاعذار لقيادته بالادعاء الفارغ عن تسجيل انتصارات سياسية رخيصة يقنع من خلالها نفسه بها باعتبارها سببا كافيا يجيز لهذه القيادة بسببها استدارة الظهر له والتعاطي مع ناسهم بهذه الكيفية المهينة ، حيث التعاطي مع ناسهم على انهم همج رعاع وفي " مين يفكر عنن " في المحصلة يمكن القول بصراحة بعد كل ما تقدم وبعد هذا الصمت الجماهيري المطبق ، ان السبب الاول في ضياع هذا البلد وما آلت اليه احواله المزرية التي نحن عليها انما هي هذه الجماهير الحمقاء .