حتى الآن لا تتوفَر شروط كافية ايرانية وسعودية ,لتمرير الاستحقاق الحكومي والرئاسي, بطريقة سهلة تملأ الفراغ الدستوري, وتضيَق من مساحات الدويلات, وتوفَر حدَاً أدنى من الأمن الاجتماعي, وتغذي السلطة المركزية, وتفَعل من دورها في المجالات كافة . عدم التقارب بين الدولتين الممسكتين برقبة القرار السياسي عطَل تشكيل الحكومة الي يريدها كل طرف من التابعين لهما مفصَلة على قياس مسبق ومحدَد من قبل الجهات المختصة في فريقيَ الثامن والرابع عشر من آذار . كما أن الاستحقاق الرئاسي أسير المعطى الايراني والسعودي, وهو يرزح تحت عبء غياب الحكومة, لذا يبدو المشهد الرسمي في لبنان مفتوح على اجازة طويلة من شأنها مضاعفة الأزمة في لبنان لصالح ما يجري في سورية . ثمَة من يرى في زيارة الدبلوماسي الايراني مفتاحاً لقفل الرئاسة ,ومنافسة لمساع سعودية تضغط تجاه التمديد للرئيس ميشال سليمان انسجاماً مع الواقع, ومخافة الوقوع في المحذور الذي حذَر منه حزب الله اذا ما أراد الرئيسين التجاوب مع دعوات 14آذار, وتشكيل نصف حكومة تدخل البلاد في خضم جهنم جديد .

أثبتت تجربة الرئيس في ولايته الدستورية قدرته على اطفاء الحرائق ,لذا لن يُدخل البلاد في آتون طائفي محرق للوطن, وهو يتمسَك بدستورية الاستحقاق للضغط على أطراف لا تملك حلاً, تحصيلاً منه لموقف موحد من الداخل والخارج, ولتثبيته في موقعه من خلال التمديد المفضي الى اعادة تدوير الأدوار الرئاسية وفق مسوغات الواقع, ووقائعه القائمة في لبنان والممتدة الى سورية . من هنا قرأ البعض, وقبل أن يطأ المسؤول الايراني أرض لبنان ,هدف الزيارة, وجعل منها سبيلاً للمنافسة القائمة بين الدولتين الايرانية والسعودية, لكسب ودَ الغرب من جهة ,ولابقاء الوضع على ماهو عليه من جهة ثانية , بدلاً من الدخول في حسابات لبنانية جديدة تعيق من دور ايران, وتُضعف من نفوذها اذا ما اختلطت الأوراق المذهبية في لبنان . لقد قرأ الايراني الهدف السعودي من وراء حكومة أمر واقع, لذا سيسرع نحو بعبدا ليصل قبل السعودي لقطف الموقف واستثماره سياسياً في السوق الدولي .هناك من يرى غير ذلك تماماً ويعتبر أن ايران معنية بتعقيد الموقف في لبنان, والسعي الى شلل المؤسسات ليكون حضورها في جنيف2 كشريك فعلي, لا كشاهد على هامش المؤتمر