قيل قديما بان " من شبّ على شيء شاب عليه " ، وهذه المقولة كما انها تصلح لفهم السلوكيات الفردية عبر  العودة لمراجعة مرحلة متأخرة لشخص معين ، كذلك يمكن الاستعانة بنفس هذه المقولة من اجل فهم مسلكيات جماعة ما ، او حزب ما ، ومن هذا المنطلق يمكننا فهم ان تكون السمة الطاغية على اداء حزب الله هو الطابع العسكري والامني ، وهذا امر يكاد يكون اكثر من طبيعي عند هذا الحزب الذي بدأ ونشأ وترعرع وشبّ في ساحة " الجهاد " وبين البنادق والعبوات والكمائن والخنادق ، وهذا الامر بقدر ما هو وسام تقدير يوضع على صدر هذا الحزب الا انه وفي مكان ما يعتبر كواحدة من اكبر الاشكاليات في ممارساته ، لان حزب الله يلزم نفسه وجمهوره في حالة قتال دائمة ، وان غبار معاركه لا بد ان تبقى في حالة تصاعد لما تمثل له من بيئة ضرورية للاستمرار والبقاء ، ولتبرير استعمال ادواته التي لا يجيد استعمال غيرها حيث يسعى هو لخلق الظروف المؤاتية لها ، حتى وهو يمارس العمل السياسي المحض انما  يكون الحزب بالحقيقة يمارس القتال ولو كان بميدان من نوع اخر من ميادين الحرب ، صحيح ان الاسلحة هنا مختلفة قليلا الا ان الروحية القتالية هي نفسها ، وكما ان " الحرب خدعة " كما هو معروف ، فهذا يسري طبيعيا على الحروب ولو من النوع السياسي ايضا اذا ما اقتضت الحاجة لذلك ، فان" الحرب هي الحرب "، هذا ما تلمسناه بخدعة  رفعه  لشعار " الحوار " حين  شن الفريق الاخر هجوما مركزا على موضوع سلاح الحزب ، ونجت يومها هذه الخدعة العسكرية وعقدت طاولة الحوار مرات ومرات فسقط الفريق المهاجم في الشرك المحكم واستمر السلاح بايدي الحزب سالما معافى ، وهو حاضر لابقاء هذه الطاولة حية ترزق حتى ظهور الامام المهدي ، لان من خلالها تمكن الحزب من صدّ الهجوم خاصة مع علمنا ان قرار سلاحه  انما هو بيد اصحابه الحقيقيين في طهران ، والان ايضا يلجأ حزب الله للاسلوب ذاته لصد هجوم جديد عبر محاولة الفريق الاخر اخراجه من تشكيلة الحكومة وتدمير متاريسه السياسية في لحظة تبلور الصورة المنتظرة للتسويات الكبرى التي بدأت تتمظهر اولى صورها في جنيف النووي وتزداد وضوحا في الجينيف السوري فيلجأ الحزب  الى  رفع شعار " الوحدة الوطنية " من على فوهة بندقيته ، وطبعا ان هذا الشعار وان كان شعار حق ، الا ان المراد منه ما هو الا باطل التعطيل لاي قرار وطني لا ينسجم مع تطلعاته الاقليمية ، فضلا عن الحاجة لتغطية باطل مشاركته بالقتال في سوريا ، وهنا لا بد من تسجيل ملاحظة ان قيمة اي خدعة هي في كونها خدعة ! ويمكن ان تمرّ على الفريق المخدوع واما حال انكشافها فانها تفقد اي وظيفة وبالتالي يصير الاصرار على استعمالها ما هو الا نوع من المكابرة يدل بافضل الاحوال على فقدان الحيلة عند مستعملها ، وفي هذا المجال لا يسعني الا ان اتمنى على فريق 8 اذار وبالخصوص على حزب الله الاسراع على سحب هذا الشعار من التداول لانه كما يحمل الاساءة للفريق الاخر، وهذا شيء مفهوم ، الا انني اشعر انه يحمل اساءة اكبر لجمهور هذا الفريق ايضا ..