ليس من قبيل الصدفة أن تُشن حرب على تنظيم داعش في سورية والعراق ولبنان من قبل المتقاتلين في هذه الدول وعليها دون أن أن يكون هناك معطى وأسباب جعلت من المتباينين اقليمين متقاطعين على جُثث الداعشين . في العراق اجتمع الجميع على قتال داعش بعد أن كانت أداة ارهابية مستخدمة لأغراض مُضرة بالعراق من قبل جهات متعددة الوجوه فالحاكم العراقي استفاق فجأة على حرب الارهاب في الانبار وساعده على ذلك شيوخ القبائل الذين أسهموا كما الحكومة في استيلاد أهل داعش للفتك بالأمن وكل بحسب حاجته ومصلحته في ذلك . السيد المالكي انتهز الفرصة المناسبة لتصحيح علاقته بالولايات المتحدة من مدخل الحرب على الارهاب الذي توقف عن ضرب المصالح الامريكية وبات مُتفرغاً للقتال في الديار الاسلامية لصالح مصالح دول اقليمية . كما أن السيد المالكي الساعي الى البقاء في في السلطة والتجديد القسري له بواسطة القوَة وحملات القضاء على الارهابين يستنزف أزمته السياسية باستعراض عسكري في الرمادية والفلوجة والانبار . تلعب العشائر نفس لعية المالكي في قتال من قاتل عنهم النظام الوليد لاختلال موازين الطوائف بعد المحاصصة في الثروة والخدمات لصالح الطبقة النافذة . بالتأكيد تسهم كل من المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية في حثَ خطى أتباعهم على قتال الدواعش من ملل الارهاب لتحسين شروطهم في مؤتمر جنيف 2ولشدَ انتياه الغرب الى فعلهما تحاه قضية مركزية بالنسية له . في سورية  تركض الدول المعارضة للنظام وراء تنظيم داعش لاعادة الاعتبار الى الجيش الحرَ لتحسين شروط المعارضة في جنيف 2ولتفادي الاسئلة المًزعجة من قبل راعييَ المؤتمر للدول الممسكة بالمعارضة السورية . في لبنان تحتاج الطبقة السياسية الى عدو من نوع داعش لتبرير أفعالهم ومواقفهم من أزمة سورية مفتوحة على لبنان ومُغرقة له في آتون لن يُبقي ولا يذر على أحد لأن موجات التفجيرات أصبحت عالية جداً ولم تعدَ تصلح معها جرعات التدابير الأمنية أو السياسية  المتخذة للنخفيف من أصوات التفجيرات .