اعتبر وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال علي قانصو أنّ طرح 8-8-8 الذي حملته قوى "8 آذار" إلى قصر بعبدا هو بمثابة "تنازل" من قبل هذه القوى للمصلحة العامة بعدما أصبحت الحاجة مُلحّة أكثر من أيّ وقتٍ مضى لتشكيل حكومة قادرة على التصدّي للوضع الأمني الراهن وخصوصًا للعمليات الارهابية التي تضرب البلد.
ولفت قانصو، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنّه كان لا بد من مبادرة لخلق ظروف جديدة مؤاتية لولادة حكومة سياسية جديدة يتمثل فيها كلّ الفرقاء دون استثناء، وقال: "أخذنا المبادرة على عاتقنا وننتظر جواب قوى 14 آذار منها علمًا أنّ بعض المؤشرات توحي بالسلبية".
ونبّه الى أن رفض هذه القوى للمبادرة سيعني الذهاب بالبلد الى المجهول.

 

المطلوب حلّ الأزمات لا تعقيدها
وشدّد قانصو على أنّ حكومة الأمر الواقع أو الحياديين التي يتم التلويح بها لن تكون إلا سببًا إضافيًا يضاعف من الأزمات التي تشهدها البلاد فيما المطلوب حل هذه الأزمات وليس تعقيدها.
وأشار إلى أنّ حكومة مماثلة لن تأخذ الثقة وستكون فاقدة لميثاقيتها. وأوضح أنّ الانكشاف الأمني الذي يشهده لبنان اضافة الى عمق الخلافات السياسية يجعل البلد مفتوحا على كل الاحتمالات في ظل حالات الغليان في المنطقة وامتداد الموجة التكفيرية الى سوريا والعراق ولبنان.

 

الانتخابات الرئاسية في خطر؟
وعن موضوع الاستحقاق الرئاسي، شدّد قانصو على أن عدم التفاهم على حكومة سياسية تهيّئ الظروف المناسبة للانتخابات الرئاسية، يجعل هذه الانتخابات بخطر ومفتوحة على كل الاحتمالات. وأضاف: "لقد اعتدنا رئيس المجلس النيابي نبيه بري مستشرفا فيرى الأمور قبل أن تحصل، وهو حينما طرح أن يتم اجراء انتخابات رئاسية مبكرة انما طرح ذلك في حال تعذر التوافق على حكومة حاليا فعندها نكون نبحث بحل ضمن سلة واحدة اي حكومة ورئاسة في آن ما قد يسهّل المشاورات الحاصلة".

 

لبنان معني بما قد ينتج عن جنيف 2
وتطرق قانصو لمؤتمر جنيف 2 المرتقب في 22 من الشهر الحالي، مشدّدًا على أنّ هناك مصلحة للبنان أن يشارك فيه كما أن ينجح هذا المؤتمر بوضع قواعد وأسُس حل سياسي للأزمة السورية بعدما أثبت كل حل آخر أنّه غير مجدٍ. وأضاف: "لبنان معني بالصميم في أزمة سوريا وقد طالته تداعياتها على كل المستويات من دون استثناء لذلك يبقى معنيا أولا بما قد ينتج عن جنيف 2".