تبنت جماعة داعش العمل الانتحاري في منطقة حارة حريك لتسهم في تعزيز الحالة الانقسامية في بلد أحوج ما يكون فيه الى عنصر اطفائي للحرائق الطائفية بعد أن بلغت توتراته الأمنية حدودها القصوى وبات اللبنانيون أسارى مسلسل الاغتيالات والأعمال التفخيخية والانتحارية بطريقة تجرَ لبنان الى الوضعين السوري والعراقي. دخول داعش ووفودها الى لبنان كجهاز أمني تخريبي يضع لبنان في سياق الحرب السورية وينقل أحجارها الثقيلة اليه وبالتالي تصبح أدوات الصراع حاضرة لاستكمال اللبنانيين حربهم في سورية من الداخل اللبناني من هنا تبدو مقدمات التوترات الأمنية جسر عبور لتصفية الحسابات السورية لبنانياً بمعنى آخر هناك مرحلة مخاضية في لبنان لتثبيت دوره كظهير للنظام السوري لأن موازين القوة فيه لا تسمح بدور داعم للمعارضة السورية من هنا أسهمت داعش السورية والداعشون من لبنانيين في تهيئة الأجواء المطلوبة لقطع طرق الدعم للمعارضة من قرى وبيئات لبنانية ومحاصرة الموجات السورية المسلحة والمحتشدة في مناطق لبنانية وخاصة في طرابلس وعرسال . أمام المناخ الأمني المتشظي بفعل نواسف داعش يشتعل لبنان سياسياً على ضؤ الاستحقاقين الأساسيين حيث تلعب داعش دوراً مهماً في خياراتهما . تبدو حكومة الرئيسين بنظر فريق الثامن من آذار حكومة داعشية لأنها مستولدة بطريقة انقسامية وبطريقة نكدية غير مراعية لشروط الشراكة الفعلية وللظروف الأمنية المغتالة بأنتحارين داعشين . لذا أدرك تماماً ضرورة خروج رئيس الجمهورية من مغبَة المضي بتشكيل حكومة لا تراعي خصوصية حزب الله وتحمل صفة العداوة معه كونها تلبي مصالح أطراف داعمة للمعارضة السورية وتسهم بشكل أو بآحر في تعزيز الشبكات الداعشية في لبنان . في النظر الى الواقع اللبناني وبعد العمليات المستهدفة للأمن يبدو أن المشهد الأمني أقوى بكثير من المشهد السياسي وأن الورقة الأمنية أمست فوق الورقة السياسية بمعنى أن السياسيين لن يستطيعوا اصلاح ما أفسدته داعش وسيبقى الوضع الأمني على ماهو عليه ريثما تنجلي غبار الحرب في سورية .