في سياق متطابق ومكمّل لفحوى رئيسية «المستقبل» أمس، تمحورت أجواء التأليف خلال الساعات الأخيرة حول توسيع آفاق التواصل الرئاسي مع مختلف الأفرقاء في سبيل التوصل إلى صيغة مُرضية لحصة «المردة» الحكومية والمساهمة تالياً في حلحلة آخر العقبات التي تعترض اكتمال معالم خارطة الحقائب الوزارية وفق تصوّر الرئيس المكلف سعد الحريري لـ«ائتلافية» حكومة العهد الأولى. وإذ أتى توجيه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عبر مكتبه الإعلامي أمس «دعوة أبوية إلى أي مسؤول أو سياسي للاجتماع به كي يودعه هواجسه» ليعكس انفتاحاً عونياً على «بنشعي» ودعوة رئاسية مفتوحة إلى رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية لزيارة بعبدا بغية تبديد أي هواجس تتملكه حيال المشاركة في حكومة العهد، لا يزال فرنجية مترقباً «الجديد» ربطاً بقوله مساءً لـ«المستقبل»: «لم يردني بعد أي اتصال ولم أتبلغ بأي مسعى أو عرض وزاري جديد حتى الساعة». في وقت لم يُخفِ رئيس 

مجلس النواب نبيه بري تفاؤله بمآل الأمور حكومياً قائلاً لـ«المستقبل»: لا أرى المسألة معقّدة.. وعلى كل حال «بعدنا ضمن العدّة».

ورداً على سؤال، أجاب بري: «هناك اتصالات واجتماعات مكثفة وإن شاء الله سنصل إلى نتيجة»، موضحاً في ما يتعلق بالمشاورات الجارية حيال إشكالية «حقيبة فرنجية» في التشكيلة العتيدة بالقول: «سبق أن أبديتُ لدولة الرئيس المكلف استعدادي للمساعدة في الحل»، وأردف: «عندما يؤكد لي الشيخ سعد أنّ حقيبة «التربية» من حصة الوزير فرنجية أنا حاضر وبالتصرّف».

شتاينماير وأوغلو

في الغضون، يواصل لبنان الرسمي استقبال المزيد من الوفود الدولية والإقليمية المهنئة والمعوّلة على استنهاض الدولة بعد انتهاء أزمة الفراغ الرئاسي، بحيث برزت أمس زيارتان متزامنتان إلى بيروت لكل من وزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتاينماير ووزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو شكّلتا مناسبة لتأكيد اهتمام بلديهما باستقرار لبنان وسط تشديد متقاطع لبنانياً – تركياً وألمانياً على كون الحل الحقيقي لحل أزمة النازحين السوريين يكمن في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.

وهذا ما شكل محور المحادثات التي أجراها الوزيران الألماني والتركي خلال جولة كل منهما على المسؤولين وفي مقدمهم الرؤساء الثلاثة عون وبري والحريري، وسط تأكيد أوغلو على أنّ «استقرار لبنان عامل مهم للاستقرار في المنطقة»، وتشديد شتاينماير على أنّ «ألمانيا كما الدول الأوروبية ترى انتخاب رئيس الجمهورية خطوة مهمة جداً لتحقيق الاستقرار في لبنان سيما وأنّ الوضع الحالي يشير إلى فرصة تشكيل حكومة جديدة بسرعة».

ديون في بيروت

ومساءً، بُعيد مغادرة وزيري خارجية ألمانيا وتركيا بيروت، وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي وزير خارجية كندا ستيفان ديون يرافقه النائبان الكنديان من أصل لبناني ايفا ناصيف ومروان طبارة، في زيارة تستمر ثلاثة أيام يلتقي خلالها الوزير الكندي بالمسؤولين اللبنانيين، فضلاً عن قيامه بجولة ميدانية تفقدية لبعض مخيمات النازحين السوريين في لبنان.