يبدو ان عقدة تشكيل الحكومة هي بالمقعد الخامس الشيعي في الحكومة، واعطائه لرئىس الجمهورية العماد ميشال عون وهو امر رفضه الرئيس نبيه بري كليا، معتبرا ان تجربة ما حصل مع الرئيس ميشال سليمان باعطائه وزيرا شيعيا كان امرا استثنائيا، وعلى كل حال، اذا كان العماد ميشال عون يصر على وزير شيعي ضمن حصته، ويعتبر ان النائب عباس الهاشم الشيعي وضمن التكتل الذي يرأسه العماد ميشال عون، فان الرئيس نبيه بري يرد بالقول بأن لا مانع لديه من إعطاء العماد عون الوزير الشيعي الخامس شرط المبادلة بوزير مسيحي يكون من حصة حركة امل من منطقة الزهراني او غيرها.
هذه العقدة هي التي تؤخر تشكيل الحكومة، وهذا هو الخلاف الأساس بين الرئيس العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري في عقد تشكيل الحكومة. اما بقية الأمور فهنالك خلفيات لصراع عون - بري، يعرفها جيلبير شاغوري جيدا، رجل الاعمال اللبناني النيجيري، المختص بقطاع النفط.
 على صعيد آخر ما زال الخلاف بين القوات اللبنانية والمردة بشأن وزارة الاشغال واذا كان المردة يريدون وزارة الاتصالات او الطاقة، بديلا عن وزارة الاشغال، الا ان الرئيس نبيه بري لا يقبل بالتنازل عن وزارة الاشغال التي كانت من حصة حركة امل ويرأسها الوزير غازي زعيتر، وهو يريد ان تبقى وزارة الاشغال بيد حركة امل، كما كانت في الحكومة السابقة. اذا تم حل هاتين العقدتين فالحكومة تتشكل اليوم وليس غدا. لكن حتى الان ما زالت هاتان العقدتان قائمتين، ولا حكومة قبل حل العقدتين. لكن يبدو ان مناخاً إيجابياً تدخل فيه حزب الله لترطيب الأجواء وخلق جو من الهدوء والمحادثات السياسية بين العماد عون والرئيس بري ومحاولة أيضا الوقوف على خاطر الوزير سليمان فرنجية بوزارة وازنة.
ويبدو ان حلفا سياسيا قد بات واضحا وهو الرئيس نبيه بري، الوزير سليمان فرنجية، رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، رجل الاعمال النيجري اللبناني جيلبير شاغوري. وهذا المحور من 4 اشخاص يقال انه ينسق فيما بينه في المعركة الحاصلة، يقابله - كما روت مصادر - موقف رائد للعماد عون، وان الرئيس عون ليس من النوع الذي يتزحزح بتصريحات التأديب من هنا وهناك بل معروف عنه عناده وموقفه الثابت عندما يأخذه، ولذلك من الصعوبة الطلب الى العماد عون التراجع عن مطلبه، خاصة في شأن الوزير الشيعي الخامس، ويعتبر ان حكومة وحدة وطنية يجب ان يكون لرئيس الجمهورية وزير شيعي فيها. كما أعطوا الرئيس ميشال سليمان.
ويستبعد قريبون من قصر بعبدا، دون الكلام عن لسان العماد ميشال عون او جهة رسمية في قصر بعبدا، بل مراقبون من الخارج يقولون انه من الصعب ان يتراجع العماد ميشال عون عن مواقفه بسهولة، الا اذا اخذ ضمانات أخرى، تتعلق بكيفية تشكيل الحكومة، والا فهو لن يوقع على مرسوم تشكيل الحكومة مهما حصل من ضغط عليه، مذهبي او طائفي، او مناطقي.
اما بالنسبة الى العلاقة بين الرئيس ميشال عون والوزير سليمان فرنجية، فان حزب الله استطاع تقريب وجهات النظر بينهما على الصعيد الشخصي والشكلي والبروتوكولي، ولذلك صدر عن القصر الجمهوري بيان معني به الوزير سليمان فرنجية، والبيان الصادر عن قصر بعبدا عن العماد عون شخصيا رئيس الجمهورية هو التالي :
- توضيحاً لما صدر عن وسائل الاعلام المختلفة خلال الايام الماضية، يؤكد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حرصه على هواجس الجميع وتصميمه على معالجتها، وهو لذلك يتوجه بدعوة ابوية الى اي مسؤول او سياسي للاجتماع به في القصر الجمهوري كي يودع هواجسه لدى فخامته المؤتمن على الدستور وعلى تحقيق عدالة التمثيل في السلطات الدستورية، كما على حسن عملها وفقاً لاحكام جوهر الدستور ونصه طالما ان الغاية هي المصلحة الوطنية العليا.
وهكذا يكون رئيس الجمهورية فخامة العماد ميشال عون قد خطا خطوة لياقة باتجاه الوزير سليمان فرنجية، ويعتقد قريبون من حزب الله ان الوزير سليمان فرنجية لن يستمر بمقاطعة قصر بعبدا، وقد يلتقي رئيس الجمهورية في قصر بعبدا للتباحث في الشؤون السياسية في البلاد وتشكيل الحكومة وغيرها. وهذا ما يسهّل تشكيل الحكومة.

 مشكلة النفط 

على صعيد آخر، يبدو ان اكتشاف الغاز والنفط في بحر لبنان ووجود كميات ضخمة من الغاز تستطيع رد الديون المترتبة على الدولة وهي 72 مليار دولار، هي سبب الصراع بين المحورين، بشأن كيفية تلزيم القطاع ومن يديره. فرجل الاعمال النيجيري اللبناني جيلبير شاغوري وهو صانع رؤساء جمهوريات افريقيا، هو ملك العمل في النفط والغاز في افريقيا ومع شركات أميركية، وهو يريد ان يلتزم سحب الغاز والنفط من بحر لبنان وتسويقه للعالم وان تكون الشركات التي يأتي بها هي المعتمدة من الحكومة اللبنانية، فيما الوزير جبران باسيل ومن خلفه يدعمهم فخامة الرئيس العماد ميشال عون، يرفضون ان يتولى شخص لوحده اسمه جيلبير شاغوري مهما علا شأنه - ومع الاحترام له  -استخراج الغاز والنفط من شاطئ لبنان ومن قطاعاته، لذلك وقع الخلاف بين بري وباسيل على تحديد القطاعات، لكن المشكلة تبقى هي هي، ذلك ان وزير الطاقة السابق جبران باسيل يريد السيطرة على كيفية تلزيم الغاز والنفط للشركات، وفي المقابل، الرئيس نبيه بري وجيلبير شاغوري يريدان تلزيم شركات جيلبير شاغوري لسحب الغاز والنفط. اذا كان ذلك صحيحا، لان المعلومات تقول ان علاقة الرئيس نبيه بري برجل الاعمال الكبير جيلبير شاغوري النيجيري اللبناني، وملك النفط، وصانع رؤساء افريقيا، هي اقوى من علاقة عادية، بل هما على وحدة حال، في التفاهم والصداقة والرؤيا بالنسبة لاقتصاد لبنان ولقطاع النفط والغاز وكيفية استخراج الغاز والنفط من لبنان.
تبقى نقطة ان الغاز الذي سيتم سحبه وبيعه والنفط الذي سيتم سحبه وبيعه الى اين سيذهب؟ هل تذهب الأموال الى صندوق خاص يدخل الى الموازنة اللبنانية، ام يتم انشاء صندوق مالي لسحب الغاز والنفط ويكون مختصا بتسديد ديون لبنان التي بلغت 72 مليار دولار.
وعلى كل حال، يبدو ان فخامة الرئيس العماد ميشال عون مصر على إقامة صندوق مالي مستقل للغاز والنفط يكون مدخوله مخصصا لتسديد الديون التي على لبنان والتي بلغت 72 مليار دولار ولا يريد ادخال اموال الغاز والنفط في الموازنة كي لا تتم سرقتها.
اما أكثرية النواب فيريدون ادخال مال الغاز والنفط في الموازنة وعدم انشاء صندوق مستقل لمردودهما.

 خليل: لم يأتنا شيء من الحريري 

وتعليقاً على المعلومات عن ولادة قريبة للحكومة، قال وزير المالية علي حسن خليل: لقد قرأت هذه الاجواء في الصحف لكن لم يأتنا اي شيء حتى الآن من الرئيس سعد الحريري ولم تصل الينا اي عروض جديدة ونحن ننتظر.

 لقاء باسيل ـ صفا 

الى ذلك، وصفت مصادر مطلعة على لقاء وزير الخارجية جبران برئيس لجنة الارتباط في حزب الله الحاج  وفيق صفا بانه جرى فيه حوار دقيق ومفصل لكل العقبات التي حالت دون تشكيل الحكومة حتى الآن والوصول الى توليفة حكومية شاملة.
واضافت المصادر ان الحاج صفا نقل الى باسيل تمنيات بحلحلة الامور مع فرنجية والعمل على ترتيب لقاء بينه وبين رئىس الجمهورية، وعلى هذا الاساس حصلت اجتماعات في القصر الجمهوري لدراسة هذا المعطى وتقرر في نتيجتها اصدار البيان عن المكتب الاعلامي للقصر الجمهوري، وقد بدأت الاتصالات الحثيثة وغير المرئية لترتيب هذه الزيارة رغم ان فرنجية لم يبادر للرد ايجابيا، ويبدو انه غير مستعجل، ورغم ذلك يتم التعامل معه بايجابية مشروطة لوقف التعثر الحكومي الذي بدأ يرخي بظلاله على البلاد وعلى كل المستويات.

 مصادر التيار الوطني الحر 

واكدت مصادر في التيار الوطني الحر ان ما صدر عن بعبدا اراد من خلاله الرئيس ميشال عون ان يرمي الكرة في ملعب اولئك الذين يتهمونه بأنه لا يريد الحديث معهم ومن ضمنهم النائب سليمان فرنجية داعية اياه لتلقف هذه الدعوة والمبادرة لزيارة قصر بعبدا وطرح ما يريدوه امام رئيس الجمهورية من دون ان تشير الى ما اذا كان الرئيس سيقبل بهذه المطالب ام لا.
من جهة ثانية، اكد مسؤولون حصول اللقاء بين باسيل وصفا دون أي حديث عن نتائج محققة خلال هذا اللقاء معلنين عن املهم بأن تكون الايام المقبلة مناسبة لايجاد حل لأزمة الحكومة.

 اتصالات المردة 

واثر هذه التطورات اجرى مسؤولون في تيار المردة سلسلة اتصالات مع حلفائهم ولا سيما مع بري وحزب الله، واتفق على متابعة هذه الاتصالات في الساعات الـ 48 المقبلة، خصوصا اذا ما تقدم الوزير جبران باسيل بأفكار جديدة تتعلق بالخروج من المأزق.