في منطقة صيدا ومخيم عين الحلوة، بات السؤال المطروح والمُلح، اين هو شادي المولوي؟ وهل تأكدت المعلومات التي تحدثت عن دخوله المخيم ولجوئه الى المجموعات المسلحة التي تتمركز في عدد من احياء المخيم؟
والبارز امس، الاجتماع الذي عقد في ثكنة محمد زغيب التابعة للجيش اللبناني في صيدا، بين مدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور ووفد من اللجنة الامنية الفلسطينية العليا، وخصص للبحث في المعلومات التي تحدثت عن دخول الفار المولوي الى مخيم عين الحلوة.
وافادت المعلومات ان العميد شحرور ابلغ الوفد الفلسطيني بأن المعلومات تؤكد وجود شادي المولوي داخل مخيم عين الحلوة، والفار احمد الاسير ايضا موجود داخل المخيم، وهذا ما اشارت اليه «الديار» امس، داعيا الفصائل الفلسطينية الى التعاون وتحمل المسؤولية وعمل سريع ونتائج جدية لتسليم المولوي والاسير ومطلوبين آخرين، للحفاظ على امن المخيم، ولا مصلحة لاحد ان يتحول المخيم الى بؤرة توتر امني.
اما عن الجانب الفلسطيني الذي اوكل الى اللجنة الامنية الفلسطينية التي تشرف على الوضع الامني في مخيم عين الحلوة، متابعة وملاحقة قضية المولوي، والتعامل معها، فقد عاد امين سر حركة «فتح» ومنظمة التحرير الفلسطينية ليؤكد على الاجماع الفلسطيني في المخيم، برفض كل اشكال التوتير والفتن، ورفض دخول اي مطلوب للقضاء اللبناني وللجيش اللبناني، مشددا على ان المخيم لن يكون ممرا او مستقرا للعابثين بالامن.
وكان الجيش اللبناني عزز وحداته المنتشرة في محيط مخيم عين الحلوة، في وقت واصلت فيه مخابراته ملاحقة المطلوبين من انصار الفار احمد الاسير، بعد ورود معلومات تتحدث عن امكانية تحرك خلايا نائمة في منطقة صيدا. وامس تمكنت مخابرات الجيش اللبناني في منطقة صيدا، من توقيف المدعو درويش الملاح لمشاركته في اعمال امنية ضد الجيش، وهو على علاقة بالاشخاص الاربعة الذين اوقفوا في صيدا امس الاول، فيما اعلنت المديرية العامة للامن العام، ان قوة منها وبالتنسيق مع الجيش اللبناني صادرت كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر الحربية في منطقة شرحبيل بن حسنى قرب صيدا، كان احد الموقوفين لديها وهو هشام الدنب من جماعة الاسير ادلى بمعلومات عنها مع حسن الدادا وموقف سوري.
وكشفت معلومات أخرى، أن العميد علي شحرور كشف خلال الاجتماع ان الفنان فضل شاكر موجود في المخيم ايضاً، ويجري التدقيق في المعلومات عن دخول خالد حبلص الذي نفذ سلسلة اعتداءات على الجيش في طرابلس. وطالب العميد شحرور القوى الفلسطينية بموقف حاسم من هذه الملفات، والتعامل بموقف واضح، وان يعملوا على كشف مكان المولوي وطرده وكذلك طرد باقي الارهابيين كي لا يتحول المخيم الى بؤرة توتر مع محيطه. وكي لا يستغل الارهابيون وجودهم في المخيم والانطلاق منه الى تنفيذ عمليات ارهابية ضد محيطه.
وتشير المعلومات إلى ان المولوي تلقى مساعدات من الارهابيين هيثم الشعبي واسامة الشهابي وبلال بدر لدى وصوله الى عين الحلوة مع عائلته، وانه اقام في البداية في مخيم الطوارىء وتولت حمايته مجموعة من الشباب المسلم، ثم انتقل الى احد الاحياء الداخلية وان كاميرات التصوير أظهرت المولوي والشعبي في احد احياء المخيم التابع للقوى التكفيرية، وافيد ان المولوي وصل الى المخيم بسيارة اجرة نقلته مع عائلته مقابل 100 دولار اميركي، وان سائق السيارة تم اعتقاله وأكد انه لا يعرف هوية الركاب، لكنه رجل مهم كما قيل له. ويبقى السؤال: كيف استطاع شادي المولوي الانتقال الى صيدا، وكيف فر من طرابلس؟ خصوصاً ان مكان اقامته كان معروفاً للقوى الامنية ويخضع للمراقبة وتم تبرير عدم اعتقاله لوجوده في حي شعبي في طرابلس وان الدخول الى الحي سيكلف ضحايا كثيرة.
وفي هذا الاطار، يبقى مصير اسامة منصور مجهولاً ولا تستبعد مصادر انتقاله ايضاً الى عين الحلوة.
وحسب المعلومات، فقد تبين ان الشبكات واحدة في طرابلس وعين الحلوة، وهي تعمل بالتوجه التكفيري والتنظيمي نفسه، وتخضع لقيادة واحدة وان هذه القوى نجحت في تأمين انتقال المولوي وآخرين الى عين الحلوة، ما يؤكد انها شبكات منظمة ومدربة وتعمل بالخفاء ولديها فكر امني متطور وتستطيع التمويه والاختفاء والتحرك، وتملك امكانيات تسمح لها بالتنقل والتخطيط، وهذا ما يؤكد بأن هذه الخلايا ستعاود النشاط مرة اخرى، وتعمل حالياً على استيعاب الضربة وتقييم التطورات والعمل ضمن نهج جديد، وهذا ما يبقي الاوضاع الامنية متوترة في ظل معلومات تؤكد وجود شبكات في مخيم برج البراجنة واطراف صبرا وشاتيلا ترتبط ايضا بالخلايا والقادة الارهابيين في عين الحلوة وصولا الى المية ومية، بالاضافة الى الخلايا النائمة في الشمال والبقاع واكثريتهم منتشرون بين اللاجئين السوريين.
واللافت وحسب المعلومات، فان التطورات الميدانية كشفت عن تنسيق بين كل هذه الخلايا وصولا الى الجماعات التكفيرية في جرود عرسال وامتداداً حتى شبعا، علماً ان خلايا نائمة في مجدل عنجر والعديد من القرى البقاعية تنتظر اي اشارة للتحرك.
وحسب المعلومات، فان هذه الخلايا تفتقد الى القيادة المركزية الموحدة والعمل القيادي، وهذا ما جعل عملها عرضة لانتقادات ابو بكر البغدادي ، إذ كشفت المواقع الالكترونية القريبة للارهابيين عن رسالة للبغدادي الى بعض المسؤولين في لبنان حملت انتقادا قاسيا لتحركاتهم وتأنيبا لبعض اعمالهم التي وصفها «بالصبيانية» وان البغدادي كان يريد تأجيل المواجهة حتى تستكمل الخلايا استعداداتها للمعركة بشكل جيد، وعدم استنزاف قدراتهم بمعارك جانبية مع الجيش.

الحكومة لم توافق على معادلة 50 + 5 لكل عسكري

وعلى صعيد ملف المخطوفين العسكريين، نفت مصادر وزارية ان تكون الحكومة اعلنت موافقتها على مبدأ مقايضة 50 موقوفة سورية و5 موقوفين من سجن رومية مقابل عسكري واكدت ان هذا الامر لم يطرح على مجلس الوزراء. واشارت المصادر الوزارية الى احتمال طرح هذا الملف بكل تفاصيله في جلسة مجلس الوزراء اليوم، لكن الحكومة اللبنانية لم تعلن موافقتها على اي شيء بعد، وهذا ما أكده ايضا وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش الذي اكد ان حزب الله لم ولن يقصر في مساعدة الدولة في قضية العسكريين، لكن هذا الملف يتطلب دقة في التعاطي لكونه يختلف عن ملف اسير حزب الله من ناحية المرجعية والجهة الخاطفة. واكد ان الحكومة لم توافق على مبدأ مقايضة 50 + 5 لكل عسكري، ولم يطرح على مجلس الوزراء حتى الساعة، مشيراً الى احتمال قيام المجموعات التكفيرية بشن هجمات لانها تعاني اوضاعاً صعبة في الجرود.
الى ذلك، أكد اهالي العسكريين في مؤتمر صحافي في رياض الصلح انهم اتخذوا قراراً بالتصعيد ابتداء من صباح اليوم وهذه «الرسالة نوصلها الى خلية الازم». ودعوا الدولة الى التحرك والا «فاننا سنصعد تحركاتنا على مداخل بيروت الجمعة ولن نخرج من الطرقات حتى تحل القضية».
وافيد ان الاهالي سمعوا من اللواء محمد خير بأن لا جديد في هذا الملف، وان المماطلة مستمرة من قبل الخاطفين الذين لم يحددوا شروطهم بعد، وهذا ما اثار غضب الاهالي وقرروا التصعيد.
واوضحت مصادر قريبة من اجتماع خلية الازمة ان الخلية لم توقف مفاوضاتها لاطلاق العسكريين المخطوفين. وهي بانتظار تسلم الموفد القطري لمطالب واضحة ومحددة من المجموعات المسلحة، ليصار في ضوء ذلك الى البحث في الردود المطلوبة. واشارت المصادر إلى ان ما يحكى عن بت الحكومة التفاوض بالخيار الثالث الذي كانت اقترحته «جبهة النصرة»، والقاضي بطلب اطلاق خمسة موقوفين في سجن رومية و50 موقوفة في سوريا، غير محسوم وان كان البحث بهذا الخيار غير مقفل او مرفوضاً في حال اظهرت المجموعات المسلحة رغبة جدية بدفع المفاوضات الى الامام.

باسيل يعيد تحريك ملف النفط من قبرص

واللافت ان وزير الخارجية جبران باسيل اعاد في قبرص طرح ملف النفط مع المسؤولين القبارصة، وما له علاقة بالحدود واتفاقية تقاسم الموارد الطبيعية، لان هذا الملف تم تجميده منذ استقالة الحكومة الماضية. وعلم ان وفدا قبرصيا يزور لبنان لمناقشة هذا الموضوع وتجهيز الحلول ليكون الملف مكتملا.
واللافت ان قبرص وحسب مصادر الوفد اللبناني، قامت بتفاهمات اقليمية حول موضوع الطاقة مع مصر واليونان، وان لبنان له مصلحة في أن يكون ضمن هذه المنظومة الاقليمية، ولبنان يقع ضمن منطقة شرق المتوسط ويجب ان يكون عنصراً مهماً في هذه المنظومة، وهذا الامر يعطي حركة ايجابية للبنان ولا يجب ان يكون موضع خلاف او تشنجات في المنطقة، ويجب على لبنان ان يقيم حواراً مع هؤلاء.
واشارت مصادر الوفد اللبناني الى ان دعوة قبرص للوزير باسيل جاءت ليكون جزءاً من هذه الحركة، خصوصا ان قبرص دخلت بمرحلة باتت فيها قريبة من اكتشاف الغاز على حدودنا، مما يعني اننا نستطيع شراء الغاز منها حتى يكون لبنان بدأ باستخراج نفطه، وهذه مرحلة مفصلية سوف تظهر من الان وحتى نهاية 2014. ومن الممكن ان تكتشف قبرص على حدودنا العديد من الموارد الطبيعية وهذا يعطينا مجالا ايضا لتنويع مصادر الطاقة، والاساس انه اذا تبين لقبرص ان لديها غازاً على حدودنا، ماذا ينتظر لبنان ولماذا التأخير في الاستيراد من قبرص.
وكشف الوفد اللبناني «ان قبرص ستقوم باعطاء النفط الى مصر من حقل افروديس، وهي قادرة على اعطاء لبنان من حقل آخر في حال اكتشاف الغاز على حدودنا. وكل هذه الامور ستتم مناقشتها مع الوفد القبرصي.

تحذير اميركي

على صعيد اخر، اعلنت الخارجية الاميركية، انها «حذرت رعاياها من التوجه الى لبنان بسبب المخاوف من عمليات ارهابية».

مسؤول فرنسي الى لبنان منتصف الشهر

اما على صعيد الاتصالات بشأن رئاسة الجمهورية، فقد كشفت الاتصالات عن تحرك فرنسي مكثف باتجاه لبنان وحركة لبنانية باتجاه فرنسا، هدفها تحريك الملف الرئاسي. وافيد عن زيارة سيقوم بها مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيروم الى لبنان منتصف شهر كانون الاول. وكان جيروم قد زار ايران 4 مرات للبحث في الملف اللبناني، فيما يزور الرئيس ميشال سليمان فرنسا ويلتقي الرئيس الفرنسي هولاند اليوم، كما يلتقي الرئيس تمام سلام الرئيس الفرنسي في 10 كانون الاول.
وعلم ان ايران جددت موقفها للموفد الفرنسي، بان ما يقرره حلفاؤها في لبنان بشأن الملف الرئاسي ستوافق عليه ايران، وانه من الافضل لفرنسا وايران ترك الملف الرئاسي اللبناني للقوى الداخلية، وهذا الامر لمصلحة المسيحيين اولا.
ومن المنتظر ان يحدد الرئيس سعد الحريري في اطلالته التلفزيونية اليوم موقفه من الحوار مع حزب الله، ويحدد خريطة الطريق التي اطلقها في افطار البيال. واشارت معلومات إلى ان كلام الحريري سينعكس ايجابا على الوضع الداخلي مع تحديده لجدول اعمال الحوار.

اوساط المستقبل: اجواء الاتصالات مريحة

وقالت اوساط عليمة في تيار المستقبل ان اجواء الاتصالات لاطلاق الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» مريحة وجيدة. واوضحت ان الرئيس سعد الحريري سيعيد في حديثه اليوم مع الزميل مرسيل غانم التأكيد على المبادرة التي كان اطلقها قبل فترة، والتي تقوم على ثلاثة عناوين اساسية: مشروع الدولة، انتظام عمل المؤسسات وانتخاب رئيس الجمهورية. لكن الاوساط، لم تستبعد ان يطرح الحريري افكاراً جديدة تلاقي الجهد الذي يقوم به الرئيس بري. واشارت الى ان الاتصالات نشطة وقائمة مع الرئيس بري او الوزير علي حسن خليل. واضافت ان لقاء عقد في الساعات الماضية بين خليل ومستشار الحريري نادر الحريري استكمالا للبحث في اللقاء الذي عقد قبل ايام بين بري والسنيورة في حضور خليل ونادر الحريري.