سيدخل لبنان، ما لم يقع شيء غير متوقع، مرحلة استقرار وتفاؤل وازدهار ووفاق سياسي. والذي استمع الى سماحة السيد حسن نصرالله، استنتج بوضوح ان المقاومة تركز على جبهة سوريا حاليا وفي السنتين القادمتين. بينما هي تريد الاستقرار الكامل في لبنان وبدء مرحلة الازدهار والخروج من الشلل الحكومي وداخل المؤسسات. هذا ما يمكن استنتاجه من خطاب سماحة السيد حسن نصرالله.
وبالاشارة الى هذا الجو، فإن الرابية مقر العماد ميشال عون تشهد اجتماعات مكثفة لوضع لوائح بتعيين مسؤولين جدد ضمن النفوذ الذي يقع للعماد عون. كذلك فإن لفتة ظهرت من العماد عون بطريقة غير مباشرة نحو الوزير وليد جنبلاط، وذلك عشية اتخاذ جنبلاط لقراره بتأييد العماد عون من خلال نقل كلام عن لسانه وهو: أكمل مصالحتك في الجبل يا وليد بك. وقد نفى مصدر قريب من العماد عون ان يكون عون قد وجه نداء الى جنبلاط لتأييده. انما حقيقة الامور هي ان جمهوراً من التيار العوني في الشوف وعاليه زار وليد جنبلاط وقال له أكمل المصالحة في الجبل.
وعند الكتل السياسية والحزبية الاخرى ورش عمل وكأن ضوءاً أخضر كبيرا جاء الى لبنان، فانتقلنا من فراغ رئاسي فجأة الى التحضير لانتخاب رئيس، ومن حكومة مشلولة لا تتخذ قرارات، الى الوعد بحكومة قوية بإشراف العماد عون ورئاسة سعد الحريري، ومن مجلس نيابي لا يشرع، الى مجلس نيابي ينتظره 180 مشروع قانون لاصدارها والموافقة عليها، فيما الودائع المالية في المصارف اللبنانية وصلت الى 190 مليار دولار، والجيش اللبناني لأول مرة يصل عديده الى 80 ألف جندي ورتيب وضابط. وهكذا بسحر ساحر يستعد لبنان للانطلاق من الرجل المريض الى الدولة القوية.
ماذا قال السيد نصرالله؟
اكد نصرالله «ان اعلان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة فتح الباب على مصراعيه امام انجاز الاستحقاق في الموعد المقبل». واشار خلال ذكرى اسبوع الشهيد القائد حاتم حماده (الحاج علاء) في بلدة القماطية الى «انه رغم ان خطاب الاعلان كان تصعيديا ضدنا، مع ذلك انا اقف عند هذا الموضوع، وان كان لنا حق الرد بل نريد ان نأخذ الجانب الايجابي».
وشدد على «ان ليس هناك احد يفكر بعقلية ادارة ثنائىة للبلد على اساس مذهبي أو طائفي أو حزبي، وليس هناك من الاصدقاء ولا من الخصوم من يفكر بعقلية الفوضى أو بعقلية العودة الى الحرب الاهلية».
واكد ان «العلاقة بين حركة امل وحزب الله هي اعمق وأقوى وأصلب من ان تنال منها الفبركات».
وأعلن السيد نصرالله انه «عندما تعقد الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس ستحضر كتلة الوفاء للمقاومة بكامل اعضائها لانتخاب العماد ميشال عون، وعندما نذهب الى  الجلسة المقبلة سنذهب متفهمين متفاهمين مع حركة امل».
واذ اعتبر السيد نصرالله «اننا نقدم تضحية كبيرة جدا عندما نقول اننا لا نمانع ان يتولى سعد الحريري رئاسة الحكومة»، شدد على ان حزب الله «كان يريد من اليوم الاول انتخابات رئاسية، وقال: «اننا سنكون اهل الصدق والوفاء مع الحليف».
وتوجه لجمهور التيار الوطني الحر بالقول: «لا تسمحوا لأحد بأن يستغل او يسيء أو يحاول ان يشوّه العلاقة بيننا وبينكم».
وقال السيد نصرالله: «لا يراهن احد على تعبنا، ونحن نفتخر بشهدائنا في سوريا، والحالة الوحيدة التي تعيدنا الى لبنان هي الانتصار في سوريا».

ـ بري: سأصوّت لفرنجية ـ

بدوره اكد رئىس مجلس النواب نبيه بري من جنيف انه ابلغ العماد ميشال عون بأن «تعطيل النصاب لجلسة انتخاب رئىس الجمهورية في جيبي الكبيرة ولكن لست انا من يلجأ الى ذلك فأنا لم افعلها مرة ولن افعلها».
واكد انه سيصوّت للنائب سليمان فرنجية ما دام مستمرا في ترشيح نفسه. واكتفى بالجواب عن سؤال عمّا اذا كان سيسمي الرئيس الحريري لتأليف الحكومة الجديدة بالقول «لوقتها».
وقال في دردشة مع الاعلاميين، بعد ترؤسه الاجتماع التشاوري لاتحاد مجالس دول منظمة التعاون الاسلامي»، ان «الاهم في العرس اللبناني هو شهر العسل وأكل العسل». وقال: «اعلنت انني سأكون في المعارضة وأنها معارضة بناءة» 

ـ باسيل: العملية الحسابية انتهت ـ

وقال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل «اننا طامحون ان نستكمل التفاهمات، لاننا لا نرى ان هذا الامر يكتمل دون الطائفة الدرزية، ومن دون اشتمال كل المسيحيين، ومن يرغب من المسيحيين بهذه التفاهمات، لاننا لا نريد ان يكون اي احد خارج هذا التفاهم». واكد ان العملية الحسابية قد انتهت، وكل ما تسمعونه هو من باب التشويش، أكان بالأعداد او بالارقام او بالمواقف الخارجية او بالحركات الشعبية الخ...
وشدد باسيل، خلال تكريم الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة اده - البترون، على ان«التفاهمات ستنتصر على الصفقات». وقال: «نحن نعلم انه لن تفرش الورود امام العهد المقبل لكننا في صدد تصحيح خلل قديم، علينا ان نعي معه اننا اصبحنا في مرحلة جديدة». اضاف: حقنا ان نقوم بتفاهمات ثنائىة لكن رئىس الجمهورية يحوّلها الى تفاهم جامع ويتصرف على هذا الاساس».
ووجه باسيل دعوة الى «كل من يريد التفاهم اننا لا نستثني احدا ولا نلغي احدا ومن لديه اوهام وانتقادات ندعوه للمجيء» مؤكداً ان الحرب انتهت ولن تعود. 

ـ خالد الضاهر: التقارب بين المستقبل والتيار انتج تفاؤلا بين الناس ـ

من جهته قال النائب خالد الضاهر للديار إن الرئيس سعد الحريري سواء احبه او كرهه البعض هو رئيس اكبر كتلة نيابية، وبالتالي هو المخول الاول لتسلم رئاسة الوزراء في لبنان، ولا يمكن تجاوز الحريري في السلطة. وحول التعاون بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، اعرب الضاهر عن تفاؤله في هذا الشان معتبرا ان هذا التقارب بين هاتين القوتين سيثمر بشكل ايجابي على الصعيد العام ويضمد الجراح بين اللبنانيين ويخفف الانقسامات التي نخرت بالوطن. 
اما عن الانتقادات التي توجه الى العماد ميشال عون من بعض الزعماء بأنه رجل ايران في لبنان والى ما ذلك، ولفت النائب خالد الضاهر الى ان عون كان في صلب 14 اذار في بدء الامر غير ان حلفاؤه في 14 اذار اخطأوا تجاهه عندما ارادوا تحجيم قوته ونفوذه، فمسؤولية خروج عون من تكتل 14 اذار تقع على زعماء هذا التكتل. في المقابل ادرك حزب الله قوة التيار الوطني الحر واستفاد من اخطاء حلفاء عون السابقين، فمد يده الى التيار الحر، والامر الذي انتج وثيقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر. وهنا شدد الضاهر على ان عون ليس من صميم 8 اذار بل هو حليف مع اقطاب من 8 اذار.
وطالب النائب الضاهر النواب الذين ينتمون الى كتلة المستقبل بالالتزام بقرار الرئيس سعد الحريري