يبدو ان الرئيس سعد الحريري يزداد اقتناعاً بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية يوماً بعد يوم، وهو لم يزر بنشعي الا ليبلغ النائب سليمان فرنجية الصعوبات التي تحول دون انتخابه رئيساً للجمهورية وانه ذاهب لتبني ترشيح العماد ميشال عون، وسيجول على كل الاطراف كي لا يكون القرار متسرعاً من الرئيس سعد الحريري.
جوهر الموضوع ان الرئيس الحريري يجري مشاورات وستتوقف بعد ايام، لانه لا يجوز ان ينتهي الحريري من مشاوراته ويقول «لقد رشحت العماد ميشال عون» وبالتالي يظهر ان رئيس الحكومة السابق اعلن من هو رئيس الجمهورية الماروني قبل انتخابه من المجلس النيابي، وكأن الحريري هو من اختار رئيس الجمهورية، فيما الانتخاب له سياسات عديدة ومتشعبة وتحالفات كبيرة والقرار يجب ان تشارك فيه كل الفئات السياسية للاتفاق واعلان انتخاب الرئيس الذي سيكون على الارجح العماد ميشال عون.
حركة الرئيس الحريري اذا استمرت على هذا المنوال من الزيارات للوصول الى اعلان تأييد العماد ميشال عون، فان ذلك سيشكل «فضيحة في البلاد» في ان شخصاً  مسؤولاً اعلن قرار انتخاب رئيس الجمهورية.
روسيا التي لم تدخل بعد على خط اجتماع سفراء اميركا وفرنسا وبريطانيا، لكن السفير الفرنسي اجتمع سراً بالسفير الروسي واطلعه على ما دار في اجتماع السفراء الثلاثة، وكانت وجهات النظر متفقة، وقد يحضر السفير الروسي الاجتماع القادم لسفراء الدول الكبرى واشنطن وباريس ولندن. والاجتماعات ستعقد في اماكن متفرقة واحياناً في قصر الصنوبر واحياناً اخرى في عوكر او في منزل السفيرين الروسي والبريطاني. وقد رافق اجتماعات السفراء اجراءات مشددة من القوى الامنية.
 لكن الموضوع الاهم ان الرئيس سعد الحريري يطلع يومياً الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن نتائج اجتماعاته ويتصل بمراجع في السعودية ويطلعها ايضاً على اتصالاته واجتماعاته، وقد يقوم الرئيس الفرنسي هولاند بزيارة الى لبنان لتحضير الاجواء كلها ولجمع الشخصيات اللبنانية في قصر الصنوبر، ثم يحصل بعدها اجتماع في مجلس النواب ويلقي هولاند كلمته ويغادر الجلسة كي لا يعطي انطباعاً ان هناك تدخلاً خارجياً بانتخاب الرئيس وتتحول الجلسة الى مناقشات بين الكتل حتى الوصول الى اعلان تأييد عون ثم ترفع الجلسة بعد ان يتم تحديد موعد لجلسة جديدة للانتخاب ويكون العماد ميشال عون المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية.

ـ سلة بري المسبقة ـ

اما سلة الرئيس نبيه بري المسبقة في معرفة خطة رئيس الجمهورية المنتخب ورئيس الحكومة المكلف وتوزيع الحقائب واسماء الوزراء ووضع كل التفاصيل عند رئيس مجلس النواب تشكل اهانة لرئيس الجمهورية الذي سيتم وضع شروط مسبقة عليه، كذلك هي اذلال لرئيس الحكومة ووضع شروط ايضاً عليه لجهة توزيع الوزراء ومعرفة الاسماء وهي سابقة لم تحصل ان تم وضع سلة متكاملة باسماء الوزراء والحقائب واسم قائد الجيش وكل الامور، ويتم الغاء دور الرئيس المنتخب والرئيس المكلف لرئاسة الحكومة.
ارتكب الرئيس نبيه بري خطأ بالتمسك بالسلة الكاملة قبل انتخاب الرئيس. وهذا الامر يجرح الشعور الماروني العام ويجرح الرئيس المنتخب خاصة بعد تأخر انتخاب رئيس الجمهورية للبنان لسنتين وظهر بري خلالها كأنه رئيس جمهورية للبنان طوال فترة الفراغ الرئاسي.

ـ ما هي الموجة الاذاعية للكتائب؟ ـ

واصل الرئيس سعد الحريري اتصالاته لانضاج طبخة انتخاب الرئيس ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ومحطته الثانية بعد بنشعي كانت في الصيفي في بيت الكتائب حيث عقد لقاء مع النائب سامي الجميل واستتبعه بغداء في بكفيا على مائدة الرئيس امين الجميل.
قال النائب ايلي ماروني للديار ان الاجتماع الذي حصل في بكفيا بين الرئيس امين الجميل والشيخ سامي الجميل والرئيس سعد الحريري خصص لايجاد حل يلتقي عليه الجميع بما يتعلق بملف الرئاسة غير ان هذا الاجتماع لم يأت بنتائج جديدة. وخلال مأدبة الغداء التي حصلت في منزل الرئيس امين الجميل، استعرض كل  العوامل التي تؤثر على قضية رئاسة الجمهورية عارضا سلبيات الفراغ وانعكاسه على البلاد كما بحث مع المجتمعين نقاط القوة والضعف للمرشحين الحاليين للرئاسة سواء كان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ام رئيس كتلة الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون.
ولفت ماروني الى ان «القصة طويلة» في سياق انهاء الشغور الرئاسي مستبعدا انتخاب رئيس في 2016 حيث اعتبر ان قيام الرئيس نبيه بري بارجاء جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الـ45الى 31 تشرين الاول من هذا العام مؤشر واضح وكافي ان لا رئيس للبلاد هذه السنة وان قضية الرئاسة قد رحلت الى العام الجديد.
وشدد النائب ماروني ان حزب الكتائب سيبحث ملف الرئاسة وتطوراته  ضمن هيكليته على ان يتخذ القرار الحزبي بالاجماع مشيرا الى ان الامر مماثل  للاحزاب الاخرى. وتحدث ماروني ان حزبه ليس لديه اي موقف شخصي تجاه المرشحين عون وفرنجية الا ان الكتائب لن تنتخب اي مرشح تابع لـ 8 اذار اذا لم ينسجم مشروع المرشحين مع مبادئ ومشروع حزب الكتائب الوطني. وهنا، اوضح انه حتى هذه الساعة، موقف الكتائب غير ايجابي تجاه المرشحين العماد ميشال عون والوزير سليمان فرنجية.

ـ جولة لكاغ على ايران والسعودية وروسيا ـ

الى ذلك، اعلنت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ انها ستتوجه الاحد المقبل الى ايران ومنها الى السعودية وروسيا للبحث في الملف اللبناني مشيرة الى ان التسوية ممكنة للتوصل الى انتخاب رئيس وقد يكون من ضمن سلة، وحذرت من اطالة امد الفراغ على الاوضاع في لبنان ودعت الاحزاب الى الاتفاق على قانون للانتخاب.

ـ الجلسة الـ45 لم تحمل جديداً ـ

اما بالنسبة لجلسة الانتخاب الـ45  لرئاسة الجمهورية، لم تحمل جديداً لا بالمضمون ولا بالشكل مثل العادة، باستثناء مشاركة نائب كتلة المردة اسطفان الدويهي بالجلسة، ووجه خلالها رسائل واضحة للعماد عون وللحريري  وحمل كلامه نوع من التحذير للحريري من السير بالعماد ميشال عون مؤكداً ان موقفه جاء بالتنسيق مع النائب  سليمان فرنجية الذي رفع سقف مواقفه ضد العماد عون.
وقد حدد الرئيس نبيه بري 31 تشرين الاول موعداً لجلسة جديدة لانتخاب الرئيس، وقالت مصادر الرئيس بري انه سيقدم موعد الجلسة اذا شعر بان الطبخة الرئاسية قد نضجت، ولذلك لا خلفيات وراء تحديد الموعد بعد 33 يوماً حيث كان الرئيس بري يعطي مهلة 20 يوماً بين الجلسة والاخرى.
وذكرت المصادر ان الرئيس بري مرتبط بمواعيد اواخر تشرين الاول ومن الممكن ان يدعو لعقد جلسة تشريعية.
معارضو خطوة الرئيس الحريري واصلوا «كب» سلسلة من التسريبات ان الرئيس الحريري لا يملك تفويضاً سعودياً، بالاضافة الى انقسامات داخل كتلته واعلان الرئيس فؤاد السنيورة انه لن يمشي بالانتخاب، كما ان اكثر من ثلثي نواب المستقبل لن يسيروا بخيار الحريري الداعم لعون.
فيما ردت مصادر نيابية في تيار المستقبل «لقد سمعنا وقرأنا مثل هذه التسريبات عندما اعلن الرئيس الحريري تأييده للنائب سليمان فرنجية، وتبين للجميع بعدها ان هذا القرار يحظى بموافقة المملكة العربية السعودية.
وهناك مسار جديد للحلف الرئاسي يقوده الرئيس الحريري وسيعلنه بعد انتهاء مشاوراته، لكن الامور لم تصل الى حد اعلان المبادرة. لكن فكرة القبول بالعماد عون بدأ النقاش فيها داخل تيار المستقبل.

ـ التمديد للعماد قهوجي اليوم ـ

اما بالنسبة للتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي فان هذا التمديد سيمر بهدوء ولمدة سنة عبر قرار من وزير الدفاع سمير مقبل بعد انتهاء مدة ولاية التمديد الاول منتصف ليل الخميس الجمعة، كما سيتضمن قرار مقبل حلا لمسألة رئيس الاركان عبر التمديد لستة اشهر بعد استدعائه من الاحتياط. كما حصل مع مدير المخابرات السابق ادمون فاضل، او يتم تعيين ضابط لتولي رئاسة الاركان حتى انعقاد جلسة مجلس الوزراء كي لا يشغر المركز، وفي الجلسة الحكومية يطرح مقبل الاسماء على ان يختار مجلس الوزراء، واحداً منهم، وبات الاسم محسوماً لصالح العميد حاتم حلال لتولي رئاسة الاركان.