بعد ساعات من إعلان جيش النظام السوري بدء هجوم واسع، غرقت الاحياء الشرقية في مدينة حلب في شمال سوريا امس في جحيم الغارات الكثيفة التي شنتها طائرات سورية وروسية، متسببة بدمار هائل ومقتل نحو١٢٠ مدنيا. 
وتزامن التصعيد مع فشل الجهود الدبلوماسية في نيويورك في إعادة إرساء هدنة انتهت الاثنين بعد اسبوع من تطبيقها في مناطق سورية عدة بموجب اتفاق اميركي - روسي، في وقت لم يخرج لقاء وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري امس في نيويورك بنتائج تذكر.
وتعرضت الأحياء الشرقية في حلب والتي تسيطر عليها فصائل المعارضة منذ العام 2012، لغارات كثيفة بشكل متواصل منذ ليل الخميس، نفذتها طائرات روسية وسورية. 
وأظهرت مقاطع مصورة قام سكان بتصويرها فتاة صغيرة تصرخ بينما يحفر رجال الإنقاذ بهمة وسط الأنقاض لينتشلوها حية. 
وأظهر مقطع آخر رجال الإنقاذ يستخرجون رضيعا بأيديهم من بين الأنقاض وهم يرددون «الله أكبر». ولم تظهر علامات للحياة على الطفل بين أيدي رجال الإنقاذ وهم يسارعون بنقله.
وقال حمزة الخطيب وهو مدير مستشفى في حلب إن عدد قتلى القصف الذي تعرضت له المناطق الخاضعة للمعارضة في شرق المدينة يوم الجمعة بلغ 91. وقالت هيئة الدفاع المدني التي تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب إن 40 مبنى دمر.
وذكر عمار السلمو مدير الدفاع المدني أن عمال الإنقاذ أنفسهم استُهدفوا مع تعرض ثلاثة مراكز من أصل أربعة في حلب للقصف. 
وقال إن ما يحدث الآن «إبادة» بكل ما تحمله الكلمة من معنى وإن القصف أعنف وشارك فيه عدد أكبر من الطائرات.
ويخشى دبلوماسيون غربيون من حمام دم إذا شنت الحكومة هجوما واسع النطاق لاستعادة المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة حيث لا يزال 250 ألف شخص محاصرين.
وقال دبلوماسي غربي «السبيل الوحيد للسيطرة على شرق حلب هو من خلال مثل هذه الفظائع الوحشية التي سيظل صداها يتردد لأجيال. ستكون شيئا يظل مذكورا في التاريخ.
ويأتي هذا التصعيد غداة إعلان جيش النظام السوري بدء هجوم على الاحياء الشرقية في حلب ودعوته المواطنين الى «الابتعاد عن مقرات ومواقع العصابات الإرهابية المسلحة».
واوضح مصدر عسكري سوري في دمشق امس ان العمليات البرية في حلب لم تبدأ بعد.
في موازاة ذلك، قال البيت الأبيض امس إن مصداقية روسيا مهددة بشدة بعد الهجوم الأخير لقوات النظام في حلب وأوضح أن موسكو مسؤولة عن ضمان التزام سوريا بوقف إطلاق النار قصير الأجل.
وقال جوش إرنست المتحدث باسم البيت الأبيض في إفادة صحفية «إن روسيا تستحق اللوم وإن كان لهذا الاتفاق مستقبل ينبغي لروسيا أن تضاعف جهدها وتثبت ذلك».
وفي نيويورك، اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري في ختام لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف امس ان «هناك تقدما محدودا جدا» لحل الخلافات المتعلقة بالازمة السورية، وذلك غداة فشل جديد للدبلوماسية العالمية.
وقال كيري «التقيت وزير الخارجية (لافروف)، لقد حققنا تقدما محدودا جدا (...) نجري تقييما لبعض الافكار المشتركة بطريقة بناءة».
واتهم وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت النظام السوري بـ«لعب ورقة تقسيم سوريا» من خلال استعادة السيطرة على كل المناطق «المفيدة» في البلاد، لافتا الى ان «داعميه يدعونه يفعل ذلك».