بعدما استنفد العقم الرئاسي الطاقة الوطنية على استيلاد المبادرات ويكاد يقطع نسل الحلول، لا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري صامداً مرابطاً عند المبادرة الأخيرة التي أطلقها على طاولة الحوار وسيعيد التذكير بها غداً في خطابه المركزي لمناسبة ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين. فرئيس المجلس الذي يردد أمام زواره أنه ليس «ولاّدة مبادرات» لكي يلد واحدة كل حين، يعتزم في الغد بحسب الزوار لـ»المستقبل» أن يدقّ ناقوس «الفراغ» والتحذير في المقابل من مغبة استمراره و»هدم الهيكل« فوق رؤوس الجميع.

ومن هذا المنطلق ينوي بري الإضاءة في خطابه على تعاظم مخاطر الفراغ حتى بلغ مستويات باتت تتهدد السقف الوطني بالانهيار، متوجهاً تحت هذا السقف بنداء مفصلي يضعه برسم جميع اللبنانيين يدعوهم فيه إلى «إنقاذ» المركب الوطني قبل أن تبتلعه رمال الفراغ المتحركة والمتمددة في أكثر من اتجاه رئاسي ونيابي وحكومي ومؤسساتي واقتصادي واجتماعي وبيئي وصحي وحياتي.

وإذ ينقل الزوار أنّ رئيس المجلس النيابي ينوي وضع جميع المكونات الوطنية أمام مسؤولياتهم في الملف الرئاسي، فهو في سياق مقاربته للأزمة المؤسساتية الحاصلة سيعمد إلى حثّ المكوّن العوني على العودة عن لغة التصعيد والتهديد والمقاطعة وضرورة نبذ هذه اللغة التي بلغت مستوى «لعن» الخصوم واستخدام مفردات تبدو أشبه بتلك المستخدمة في «الإرساليات» أكثر منها في الحياة السياسية الوطنية، مؤكداً على كونه ينطلق في نصيحته هذه من ضرورة حماية العونيين أنفسهم من أنفسهم قبل أي طرف آخر. كما سيعمد إلى سحب البساط من تحت أقدام المستفيدين من تأجيج العصبيات الطائفية في البلد تحت حجة التصدي لتمديد ولاية المجلس بتأكيده جازماً أنّ الانتخابات النيابية المقبلة حاصلة حاصلة لا محالة مع الإشارة إلى أنه أثار التحضيرات الجارية لإجرائها أمس مع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق.

الحكومة

والأسبوع المقبل، يعود مجلس الوزراء إلى الانعقاد في جلسة عادية وسط ترجيح استمرار المقاطعة العونية احتجاجاً على مقاربة ملف التعيينات العسكرية. وأوضحت مصادر حكومية لـ»المستقبل» أنّ رئيس الحكومة تمام سلام بعد انتهاء إجازته الخاصة وعودته نهاية الأسبوع الجاري إلى بيروت يعتزم دعوة المجلس إلى الانعقاد الأسبوع المقبل وفق جدول أعمال عادي لا يتضمن أي بنود قد تشكل حساسية للفريق المقاطع إنما يركز بشكل أساس على تسيير مصالح الدولة والناس، على أن يعود المجلس إلى التغيّب مجدداً الأسبوع الذي يليه بسبب سفر سلام إلى نيويورك في 15 أيلول.

وعن ملف التعيينات، أكدت المصادر أنه موضوع «على نار هادئة» حتى نهاية أيلول موعد انتهاء مدة خدمة كل من قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان.