وسط الضجيج الذي يحاصر معظم دول المنطقة، تفتتح القمة العربية السابعة والعشرون اعمالها بهدوء صباح اليوم في العاصمة الموريتانية نواكشوط، التي ارادت ان تطلق عليها اسم «قمة الأمل» لتكون أملاً للبلد المضيف الذي نجح للمرة الأولى، رغم امكانياته المتواضعة، في استضافة قمة بهذا الحجم، وسط مراسم احتفالية شعبية ودماثة موريتانية اصيلة حولت المناسبة الى «قمة موريتانيا» اولاً وأخيراً.

ورغم ان قمة اليوم بلا رؤساء ولا ملوك، بفعل غياب العديد منهم وفي مقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يمثله وزير خارجيته عادل الجبير، وحضور نحو ثمانية قادة مثل اميرَي الكويت وقطر ورؤساء السودان واليمن وجيبوتي والصومال، وبلا جديد بفعل خلو جدول الاعمال من قرارات مضافة الى تلك التي اقرها مجلس جامعة الدول العربية في آذار الفائت، فانها تكتسب اهمية لجهة تأكيدها على قرار ادانة التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية العربية.

ولأن لبنان واحد من ساحات «التدخلات الايرانية» في المنطقة، بقي مجلس التعاون الخليجي على «نأيه بالنفس» إزاء فقرة التضامن مع الجمهورية اللبنانية، رغم سحب الكويت هذا «النأي» في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انعقد أول من امس في نواكشوط تمهيداً لاجتماع القمة اليوم، لتنضم الى موقف سلطنة عمان التي سبق ولم تلتزم بهذا النأي.

والمعلوم ان «النأي» الخليجي جاء على خلفية رفض الحكومة اللبنانية الموافقة على اتهام «حزب الله» بأنه تنظيم «ارهابي» في اجتماعات عربية واسلامية سابقة، باعتباره «مكوناً سياسياً لبنانياً» كما وصفه امس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي توجه الى نواكشوط لترؤس وفد لبنان الى القمة، يرافقه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، وغاب عن الوفد وزراء الخارجية جبران باسيل والمال علي حسن خليل والصحة وائل ابو فاعور.

ويلقي الرئيس سلام كلمة لبنان امام القمة اليوم حيث يجدد التأكيد على تضامن لبنان مع العرب وتمسكه بالاجماع العربي، كما يتقدم باقتراحات لمعالجة ازمة النازحين السوريين في لبنان.


وعلمت «المستقبل» ان سلام سيطالب في كلمته بانشاء «مناطق آمنة» في سوريا لإيواء النازحين السوريين الموجودين في لبنان.

وعلى متن الطائرة التي اقلته والوفد الوزاري والاعلامي والاداري الى نواكشوط قال سلام للصحافيين ان القمة مناسبة للتواصل «مع اشقائنا العرب» وللتأكيد على موقف لبنان الداعم للعرب وقضاياهم. ونفى ان يكون هناك خلاف بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري حول ملف النفط الذي قال انه يحتاج الى «مستلزمات» والى اطلاع على جوانب كثيرة بالغة الاهمية «قبل دعوة اللجنة الوزارية المختصة الى مناقشة هذا الملف». واسف لاستمرار الشغور الرئاسي ولتفاقم الخلافات بين القوى السياسية «حول كل شيء، بما في ذلك حول قيادة الجيش حيث اعتبر أن التمديد أصبح سارياً على كل شيء في البلد بما في ذلك الأزمة السياسية». وختم بالقول: «أنا اكثر المعانين من كابوس الشغور».