يحطّ الاستحقاق البلدي والاختياري رحاله غداً في الشمال مختتماً آخر مراحله الانتخابية الأربع، وسط ترقب لما ستفرزه رياح المرحلة الشمالية سيما على حلبة الصراع الحزبي العائلي المفروض على الساحة المسيحية نتيجة إصرار «تحالف معراب» على فرض سطوته الانتخابية على ما عداه من قوى وفاعليات مستقلة. وبينما لم ينل مراده في بسط هذه السطوة على امتداد أسابيع الاستحقاق الثلاثة الماضية، يستعد اليوم هذا التحالف حاشداً كامل ماكينته «العونية القواتية» لخوض غمار المنازلة الأخيرة وعينه شاخصةَ نحو «القبيات» لعلها تعوّض بعضاً مما استعصى عليه تحقيقه تحت وطأة الحضور الوازن للفاعليات والعائلات المسيحية بدايةً في زحلة ثم في المتن وجونية وسن الفيل وأخيراً في جزين.

وبالأمس، بدت واضحة معالم الاستعدادات الحامية للمعركة في معراب مع المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع متقدماً أعضاء لائحة «أهل القبيات» الحزبية المدعومة من «القوات» و«التيار الوطني الحر»، من خلال تصويبه الناري وبشكل مباشر على خصوم هذه اللائحة من فاعليات وعائلات القبيات ممن وصفهم بالأشخاص الذين «لا طعم ولا لون ولا رائحة لهم»، وتشديده في المقابل على كون لائحة «تحالف معراب» الحزبية أتت لتخلّص البلدة من «الزبائنية» ولتمنحها «قيمة مضافة كبيرة» تعيدها إلى الخارطة المسيحية السياسية والوطنية. 

أما على الضفة الانتخابية المقابلة، فبرز بالتزامن المؤتمر الصحافي الذي عقده النائب هادي حبيش لإعلان لائحة «القبيات بتقرّر» مطالباً خلاله بوقف حملة «الاتهامات والافتراءات» على عائلات القبيات وقال: «كلنا مسيحيون ولا أحد يزايد على مسيحيتنا فهناك من يحاول تحويل المعركة إلى سياسية بينما نحن نقوم بواجباتنا تجاه أبناء البلدة». وإذ نفى أي علاقة لـ«تيار المستقبل» لا من قريب ولا من بعيد بمعركة القبيات الانتخابية، نبّه حبيش إلى أنّ «هدف من يحاول زج أحزاب غير مسيحية في هذه المعركة هو اللعب على الشعور الطائفي عند بعض الناس»، لافتاً الانتباه إزاء ذلك إلى أنّ أعضاء اللائحة هم من أهالي القبيات المقيمين فيها كما أنها تحظى بدعم «أعرق حزب مسيحي وهو «الكتائب اللبنانية» إلى جانب شخصيات مسيحية عريقة على رأسها مخايل الضاهر وآل عبدو وكل العائلات المسيحية التي لا يمكن لأي شخص فحص دم مسيحيتها وانتمائها للقبيات».

تنورين

وفي تنورين حيث يخوض تحالف معراب «العوني القواتي» معركة حزبية أخرى في مواجهة لائحة العائلات المدعومة من الوزير بطرس حرب الذي استغرب في مؤتمر صحافي عقده أمس ما تشهده الانتخابات البلدية من «تحالفات هجينة مع قوى وأحزاب معطلة للانتخابات الرئاسية للقضاء على ما تبقى من أصوات حرة مستقلة متمسكة بالنظام الديموقراطي». ومساءً، أكد حرب لـ«المستقبل» أنه «على الرغم من حماوة المعركة المرتقبة في تنورين» إلا أنه سيبقى متمسكاً كما كامل أعضاء اللائحة وداعميها من العائلات بوجوب أن تكون ديموقراطية إنمائية، متوجهاً إلى المناصرين بالتشديد على «ضرورة ممارسة اللعبة الديموقراطية نهار (غد) الأحد بمسؤولية بعيداً عن أي استفزازات أو إشكالات للتأكيد على الصورة المشرقة لتنورين».

ورداً على سؤال، أجاب حرب: «في نهاية المطاف يجب أن يعود لأهل تنورين حصراً اختيار مجلسهم البلدي العتيد»، وأردف مضيفاً : «ونحن من ناحيتنا مؤمنون بأنّ الثقافة الديموقراطية التي يتمتعون بها ستدفع باتجاه حصول انتخابيات حضارية بما يصون حقوق تنورين ويؤمن مصلحتها ويحفظ كرامتها وقرارها الحر».