في الجمعة العظيمة وفق التقويم الشرقي للطوائف المسيحية، قداديس وصلوات تتضرع من أجل قيامة تنهض بالوطن والمنطقة ليعم النور بعد الظلام فيتصاعد الرجاء من بين ركام الحروب والأزمات المندلعة في الإقليم. ولكي «يبقى لبنان حاضراً على الساحة ويعرف الجميع أن البلد يعاني على أكثر من صعيد» يواصل الرئيس سعد الحريري جولاته الخارجية ناقلاً الهموم المحلية والمآسي الإقليمية إلى اسطنبول هذه المرة حيث التقى أمس الرئيس التركي رجب طيب اردوغان واستعرض معه تأثيرات الفراغ الرئاسي على الأوضاع اللبنانية وتداعيات الأزمة السورية، معرباً عن ثقته بقدرة تركيا على لعب دور كبير في إحلال الاستقرار في المنطقة، مع إشارته في ما يتعلق بدور طهران الإقليمي إلى أنّ سلبيتها هي التي تحول دون العلاقة الإيجابية معها قائلاً: «نحن نريد علاقات جيدة مع إيران ولكن تدخلاتها في دول المنطقة بشكل سلبي هو الذي يؤدي إلى عدم حصول هذا النوع من العلاقات الجيدة معها».

الحريري، وبعد اجتماع مطوّل عقده مع اردوغان في قصر يلدز على مدى قرابة الساعة ونصف الساعة، أوضح أنهما اتفقا على التعاون لحث المجتمع الدولي على المساعدة أكثر في موضوع اللجوء السوري إلى دول الجوار. أما في ما خصّ الملف الرئاسي اللبناني، فنفى الحريري أن يكون بصدد تسويق أي مرشح للرئاسة خلال زياراته الدولية والإقليمية، لافتاً الانتباه رداً على أسئلة الصحافيين إلى أنّ طرح انتخاب رئيس للجمهورية لمدة سنتين لم يفاتحه به أحد، علماً أنّ أي طرح من هذا القبيل يحتاج إلى تعديل دستوري، وأضاف: «علينا ألا نلجأ إلى حلول جزئية بل إلى حلول دائمة تُعالج مشاكل البلد. اليوم لبنان بلا رئيس منذ حوالى السنتين وقد عانى البلد ما عاناه خلال هذه الفترة، وإذا انتخبنا رئيساً لمدة سنتين كأننا نعيد فتح المشكل نفسه بعد سنتين».

دريان: بيروت وفية

داخلياً، برز خلال الساعات الأخيرة تشديد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على كون «الحفاظ على بيروت أمانة كبرى»، معرباً عن ثقته بوفاء بيروت وأهلها يوم الانتخابات البلدية والاختيارية في 8 أيار وقال: «أهل بيروت يعرفون الوفاء كيف يكون، وسنكون معكم بالنزول إلى صناديق الاقتراع»، مضيفاً: «التصويت عليكم ولكم يا أهل بيروت، انتخبوا الأهداف التنموية لمدينتكم، وهذه أمانة بين أيديكم وفي أعناقكم لتكون بيروت التعدّد والتنوع».

عيتاني

تزامناً، أبدى رئيس «لائحة البيارتة» المهندس جمال عيتاني إيمانه وثقته بترجمة الزخم الذي يبديه أبناء العاصمة إزاء الاستحقاق البلدي في صناديق الاقتراع في الثامن من أيار المقبل، لا سيما وأن منسوب تفاعل البيارتة مع العناوين الإنمائية المدرجة في برنامج اللائحة يرتفع أكثر فأكثر يومياً، كاشفاً في هذا السياق لـ«المستقبل» أنّ «فريق عمل متخصص يتولى حالياً درس ووضع خطة علمية وعملية لإنهاء أزمة الكهرباء في بيروت». 

ورداً على سؤال، قال: «هناك أكثر من فكرة مطروحة للنقاش ونحن نقوم حالياً ببلورة هذه الأفكار حتى نكون جاهزين لوضع خطة حل أزمة الكهرباء موضع التنفيذ فور تسلّم مهامنا في حال انتخابنا لرئاسة وعضوية المجلس البلدي». وإذ آثر عدم الخوض أكثر في أي من الأفكار المطروحة للحل، اكتفى عيتاني بالإشارة إلى أنّ «إحداها ستمكن بيروت من استعادة الكهرباء 24/24 ساعة خلال 8 أشهر فقط من خلال خطة عملية مدروسة يُصار إلى تنفيذها بالتنسيق مع مؤسسة كهرباء لبنان».