الانجاز الامني الأكبر للجيش اللبناني منذ بدء المواجهة بينه وبين القوى الارهابية، كون «الصيد » الذي وقع في قبضة الجيش ثميناً جداً، خصوصا ان خبرة احمد ميقاتي تفوق بكثير خبرات نعيم عباس وجمال دفتردار وحتى زعيم حركة فتح الاسلام شاكر العبسي، كما ان خبرة ميقاتي ومكانته تتجاوز لبنان الى الدول العربية والعالمية، حيث لاحمد ميقاتي «مكانة» في صفوف القيادات الاسلامية وهو تسلم مؤخراً العمل على استقطاب الجنود الفارين من الجيش اللبناني وتنظيمهم واستهداف المؤسسة العسكرية.
ويعتبر احمد ميقاتي من القيادات الاسلامية الذين يمتازون بخبرة في القتال والتخطيط والتنظيم والمراوغة والتخفي، وكذلك الصلابة في العمل، هذا بالاضافة الى انه كان يقوم بتنفيذ المهام العسكرية بنفسه، ورغم سنوات السجن في لبنان، لمدة 7 سنوات لكنه لم يتراجع عن اهدافه واعماله الارهابية.
خرج احمد ميقاتي من السجن عام 2010، واستفاد كثيرا من المتغيرات السياسية، فشارك في القتال في سوريا، وجبل محسن وباب التبانة، وكان له دور فاعل في جرود القلمون وكان صهره خالد المحمود يزوّده بعدد من الشبان وارسل ابنه عمر وابن شقيقه بلال عمر ميقاتي الملقب بابي عمر الى القلمون، والذي ذاع صيته بعد ظهوره في شريط فيديو، وهو يقوم بذبح الرقيب اول في الجيش اللبناني الشهيد علي احمد السيد اول شهيد في لائحة العسكريين المخطوفين اثر معركة عرسال في اوائل آب.
وتشير معلومات مؤكدة ومطلعة على سير التحقيقات، ان احمد ميقاتي مع مجموعته المؤلفة من 12 عنصراً 5 لبنانيين و7 سوريين، كانوا سيتحركون نهار الاثنين في27 تشرين الاول من طرابلس الى بيروت، حيث ستنضم لهم مجموعة ارهابية من مخيم برج البراجنة، واخرى من عين الحلوة لتنفيذ عمليات انتحارية ضد مجالس عاشورائية، في الضاحية او النبطية او لاسا في جبيل لضعف الاجراءات الامنية هناك، واحداث فتنة في المنطقة، علماً انهم كانوا يدرسون المكان ولم يحددوه بشكل نهائي حتى اعتقالهم، وكانوا يدرسون الاماكن الثلاثة، لكن تاريخ العملية قد اتخذ نهار الاثنين.
وتتابع المعلومات، ان 4 انتحاريين كانوا سيتولون عمليات التفجير على ان لا يستغرق توقيت تنفيذ العملية الاولى عن الثانية ثوان معدودة عبر احزمة ناسفة متطورة لا يمكن كشفها، والهدف من وراء ذلك ارباك الجيش اللبناني وحزب الله والقيام بعملية واسعة في العرقوب كونها النقطة الاضعف لحزب الله حسب اعتقادهم.
وتشير المعلومات، ان ميقاتي وخليته خططوا لاغتيال شخصيات سياسية ذكر منها الرئيس نبيه بري، بالاضافة الى ان ميقاتي كان يعد القوة لاغتيال النائب احمد فتفت لاحداث فتنة سنية - شيعية وان الجيش اللبناني حذر فتفت منذ ايام طالباً منه عدم الذهاب الى الضنية والبقاء في بيروت والتخفيف من تحركاته.
كما كشفت المعلومات ان الهاتف الخليوي مع ميقاتي اظهر تواصله الدائم مع احد نواب عكار.
وحسب المعلومات، فان رموز الحركة الارهابية في طرابلس اختفوا كلياً عن الانظار، وقاموا بترتيب جديد لاوضاعهم واماكن انتشارهم كون ميقاتي يملك كل المعلومات عنهم وعن الخلايا النائمة واماكن الاسلحة ومخابئها. وقد نفذ الجيش اللبناني عملية استباقية لبعض الاماكن، واعتقل المزيد من الارهابيين حيث رافق هذه المداهمات عمليات اطلاق رصاص في التبانة، كما نفذ الجيش اجراءات استثنائية، خصوصاً ان الجيش يعتقد ان بعض الجنود الفارين ما زالوا في طرابلس.
وتشير المعلومات، ان ميقاتي اصيب بكسور في جسمه ورجله اثناء محاولته الفرار وانه تم اعتقاله خارج الشقة وهو يحاول الهرب وقتل معه احد الاشخاص وان الجثة المحترقة هي للجندي الفار عبد القادر الكومي من خلال سلسلة وجدت في يده واغراضه الخاصة، وتشير المعلومات ان سبب مقتل الاكومي، بهذا الشكل يعود لاحتراق الحزام الناسف الذي كان يلبسه تحضيراً لعملية انتحارية.
وعلم ان الشقة المستأجرة تعود لشخص اسمه محمد حسن خضر، وتبين ايضاً ان ميقاتي يقود مجموعة ارهابية مؤلفة من محمود الشامي، عمر يوسف، مصطفى السنكري، محمد الحاج، احمد عمر وعبد اللطيف شرف الدين، وكان هؤلاء يترددون على منزل احد المشايخ في طرابلس وتبين من التحقيقات ايضا ان رقم الهاتف الذي استخدم في تحميل شريط انشقاق الجندي الاكومي هو 769250/03 عائد لعادل العتري الذي قتل في الاشتباك. وقد وضعت على «الواتساب» الخاص بالرقم صورة علم «داعش»، وعادل العتري الملقب بـ «ابو عمر العتري» شاب يبلغ من العمر 22 سنة، والتحق «بداعش» منذ سنة ونصف وعمل في محل «مناقيش» كستار لتجنيد ارهابيين، وتشير المعلومات ان الشخص المعتقل هو قريب لعادل العتري وتتركز التحقيقات حالياً ما اذا كانت لشبكة ميقاتي علاقة باطلاق النار على الجنود اللبنانيين، كما على كيفية نقل الاسلحة الى الضنية وبهذه الكميات وتحديداً المختصة بالمتفجرات من نوع «الـ سي - 4» وان هذه المتفجرات تعد لتفجير مقرات وشخصيات.
وليلاً، اعلن الجيش اللبناني ان نتائج الحمض النووي تعود للجندي الفار عبد القادر الاكومي.

قهوجي عند سلام

اشارت قناة «الجديد» ان قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي نقل لرئيس الحكومة تمام سلام مضامين طلب رفع الحصانة عن النائب خالد الضاهر لتورطه في ملف خلية عاصون الارهابية.

مصادر امنية

وقالت مصادر امنية ان التحقيقات مستمرة مع الارهابي احمد ميقاتي الذي اعترف بامور مهمة وحساسة. لكن المصادر قالت ان ما يتعلق بالاتصالات التي رصدت بين الموقوف ميقاتي واحد نواب الشمال تنتظر استكمال التحقيقات لكي يبنى على الشيء مقتضاه، مشيرة في الوقت ذاته، الى ان هناك ادعاء في السابق على هذا النائب.

التحضيرات لاحياء مراسم عاشوراء

هذه التحضيرات لعمل ارهابي ضد «مجالس عاشوراء» كانت موضع متابعة لدى القوى الامنية ولذلك حصر الرئيس نبيه بري اقامة مراسم عاشوراء بنقطة واحدة، بعد ان كانت العام الماضي 33 نقطة، كما ان حزب الله سيقيم مراسم عاشوراء في مراكزه العاشورائية في المناطق اللبنانية معتمدا حملة اعلامية مدروسة بدءا من توحيد الشعار السنوي مروراً بتحديد الرسالة الاساسية من الخطاب العاشورائي، وصولاً الى اتمام الاجراءات الامنية التي تضمن سلامة المشاركة. «لبيك» سيكون الشعار الموحد لنصرة قضايا الامام الحسين المحقة.
وقد ارتفعت في مناطق بيروت والجنوب والبقاع الرايات السوداء والاستعدادات لاحياء الاول من «محرم».

اشتباكات طرابلس

دموع الاسمر
اندلعت اشتباكات عنيفة ليل امس الجمعة بين دورية للجيش اللبناني ومجموعة ارهابية مسلحة كانت متوجهة بـ «عراضة» مسلحة نحو خان العسكر في طرابلس المقر الرئيسي لانصار الارهابي الذي اعتقل في عاصون احمد سليم ميقاتي حيث اصطدمت بدورية الجيش اثر تعرضها للجيش فحصل اشتباك ادى الى سقوط قتيل في صفوف المسلحين واصابة ثلاثة عسكريين تم نقلهم الى مستشفى السلام.
اثر ذلك عزز الجيش دورياته وباشر في ملاحقة المسلحين حيث تطورت الاشتباكات لتشمل محلة التربيعة ومن ثم الاسواق الداخلية ابتداء من الجامع الكبير وسوق الصاغه وسوق العطارين وطلعة الرفاعية والراهبات وسوق النحاسين والبازركان والسوق العريض وصولا الى ساحة النجمة وباب الحديد وساحة الكورة.
وعمل الجيش على اغلاق كل المداخل المحيطة بالاسواق الداخلية وبالمحاور الساخنة وعزز من دورياته فيما عمد المسلحون على استهداف مراكز الجيش بينما كانت وحدات الجيش ترد بعنف وتلاحق المسلحين وبدت طرابلس انها تحت السيطرة.
ويأتي تحرك المجموعات المسلحة التي بدأت منذ الانتهاء من صلاة ظهر الجمعة تعمل على استنفار عناصرها والتحضير لاعمال عسكرية ردا على اعتقال الارهابي احمد سليم ميقاتي وكشف خلية عاصون الارهابية حيث بدأت الدعوات عبر بعض المساجد ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
وتردد ان ابن احمد سليم ميقاتي المدعو عمر ميقاتي والملقب ابو هريرة كان بين المشاركين في الهجمات على الجيش وهو اساسا كان يقاتل مع داعش في جرود القلمون.
وافيد عن اصابة ضابط برتبة ملازم أول و6 عسكريين خلال الاشتباكات.
وليلاً، طوّق مسلحون كنيسة السريان في الزاهرية ودخلوا اليها، وراحوا يطلقون النار باتجاه الجيش الذي ردّ عليهم بالمثل. وعلم ان اقرباء الارهابي احمد ميقاتي هم الذين قادوا عملية اطلاق النار، وينتمون الى داعش. وقدر عدد المسلحين الذين انتشروا في اسواق طرابلس بالعشرات.