جلسات الحوار رُحلت الى 26 الجاري، كما حظوظ انجاز التسوية – الترضية للترقيات العسكرية التي تلاشت تدريجيا، مطيحة أي امكانية لترفيع العميد شامل روكز الى رتبة لواء واعادة الحياة الى عروق الحكومة السلامية، خصوصا في ضوء تعيين العقيد الركن مارون القبياتي خلفا للعميد روكز قائدا لفوج المغاوير، قبل سبعة ايام على موعد احالته الى التقاعد في 15 الجاري. 

وازاء هذا المشهد البالغ التعقيد الذي سيغلف مستقبل الحكومة والوضع السياسي بضبابية شاملة تتجه الانظار الى محطة الحادي عشر من تشرين الاول موعد التظاهرة التي دعا اليها التيار الوطني الحر في بعبدا، باعتبارها ستتضمن مواقف سياسية مهمة، قد تشيح بعض الغبار عن مآل الاوضاع واتجاه الرياح المحلية.

وقبل يومين من موعد التظاهرة التي دعا اليها التيار الوطني الحر في بعبدا الاحد، افادت المعلومات ان المكلفين بعملية التحضير والتنفيذ استحصلوا على اذن من السفارة الايطالية في المحلة لاستعمال الفسحة امامها والمحيطة بها مكانا للتجمع واقامة منصة صغيرة يعتليها المتحدثون والخطباء وفي مقدمهم رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون الذي يحرص على المشاركة الشخصية في المناسبة والتحدث الى المحازبين والمناصرين المحتشدين، خصوصا وان المواقف التي سيعلنها في رأي المصادر وصفت مسبقا بالمهمة والمفصلية تستوجبها دقة الظروف والاوضاع المحلية بعد اخفاق التسوية.

في الموازاة، الحِراك المدني الذي تحرك امس بتظاهرة في ساحة الشهداء، بدا ان قضية النفايات استنزفته ولم تعد لها من الزخم ما يمكن لجعلها قضية جاذبة للحشود، لاسيما مع الانجازات التي فرضت على خطة الحكومة على هذا الصعيد مع مخاوف عامة من ان بقاء النفايات في الشوارع مع هطول الامطار يهدد بكوارث اضافية. وبدا تحرك الامس مفتقدا لقضية حيوية بعدما تراجع زخم ازمة النفايات بسبب الحلول المقبولة التي طرحتها الحكومة. لكن كل الملفات مفتوحة في آن واحد : من النفايات إلى الكهرباء إلى الجمارك إلى الاملاك البحرية ، لكن حتى الآن لا أفق واضح أو على الاقل معلن ، فحراك اليوم كان يُفترض أن يواكب اليوم الثالث والاخير من ثلاثية الحوار ، لكن الجلسة طارت وبقي الحِراك الذي بلغ مساء امس مرحلة متقدمة من المواجهة ونجح أكثر من أي وقت مضى في تجاوز العوائق الاسمنتية والاسلاك الشائكة وخراطيم المياه .

اما ملف النفايات العالق في عنق الجدل السياسي، "فيحفر الصخر بالابرة" على حد تعبير وزير الزراعة اكرم شهيب الذي قال على اثر اجتماع للجنة النفايات برئاسة الرئيس تمام سلام "أصبحت لدينا أبواب عدة مفتوحة للحل ونأمل ان يبدأ التنفيذ الأسبوع المقبل، "إن شاء الله ينطلق المسار الجدي في الأسبوع المقبل.