كثف الطيران الحربي السوري غاراته الجوية أمس على مناطق عدة في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا، غداة تلقيه ضربة موجعة بعد سيطرة "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" وكتائب اسلامية مقاتلة تماماً على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية والتي من شأنها ان تهدد محافظة اللاذقية الساحلية التي تعتبر المعقل الرئيسي للنظام.
وتحدث "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له عن مقتل 34 مدنياً على الاقل بينهم تسع نساء وعدد من الاطفال في غارة جوية على سوق داخل بلدة دركوش الحدودية مع تركيا والخاضعة لسيطرة المعارضة على مسافة 20 كيلومترًا من جسر الشغور وكيلومترين من الحدود التركية.
وأصدر الجيش التركي بياناً جاء فيه أن تركيا أطلقت على وجه السرعة طائرتين مقاتلتين من طراز "ف 16" قرب حدودها مع سوريا السبت بعد اقتراب قاذفة سورية من طراز "سوخوي 24" من الحدود. وقال إن الطائرة السورية انسحبت بعد اقترابها الى مسافة 1.2 ميل بحري من الحدود التركية.
وفي جسر الشغور، احصى المرصد شن الطيران الحربي 20 غارة على الاقل استهدفت مناطق عدة من المدينة الاستراتيجية الواقعة على تخوم محافظة اللاذقية ومناطق في ريف حماه الشمالي الشرقي خاضعة لسيطرة النظام. ولم يشر الى خسائر في الارواح، لكنه افاد ان حصيلة قتلى غارات السبت ارتفعت الى أكثر من 27 شخصاً.
وتعرضت المدينة لغارات جوية كثيفة اثر انسحاب قوات النظام منها، بعد خوضها اشتباكات عنيفة ضد مقاتلي "النصرة" والكتائب الاسلامية التي بسطت سيطرتها الكاملة على المدينة. ولا تزال المعارك مستمرة جنوب المدينة التي كانت تضم أكثر من 45 الف نسمة قبل نشوب النزاع منتصف آذار 2011.
واستناداً الى المرصد، تمكن مقاتلو المعارضة من أسر 40 رجلاً من قوات النظام والدفاع الوطني. وقال مديره رامي عبد الرحمن، ان "مقاتلي الفصائل الإسلامية تمكنوا من أسر 10 عناصر من قوات الدفاع الوطني أمس و30 عنصراً من قوات النظام اليوم كانوا متوارين داخل المشفى الوطني"، المجاور لمركز الامن العسكري. وأضاف ان قوات النظام حاولت "تحرير عناصرها لكنها فشلت في تحقيق هدفها".
واكتفى التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل بالاشارة الى ان "وحدة من قواتنا المسلحة تقضي على كامل مجموعة ارهابية في كمين محكم في محيط المشفى الوطني عند المدخل الجنوبي لجسر الشغور" من غير ان يتطرق الى أسر العسكريين.
وسجلت سيطرة "جبهة النصرة" وكتائب اسلامية على جسر الشغور بعد أقل من شهر من سيطرتها على مدينة ادلب، مركز المحافظة، في 28 آذار. وتعد ادلب مركز المحافظة الثاني الذي يخرج عن سيطرة قوات النظام بعد الرقة معقل تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش). كما خسر النظام خلال الاسابيع الاخيرة عددا من مواقعه أبرزها مدينة بصرى الشام ومعبر نصيب الحدودي في الجنوب.

"نقطة تحول"
واعتبر الخبير في الشؤون السورية في جامعة ادنبره توماس بييريه ان "النظام السوري بات في موقف ضعيف جداً، لكن ذلك لا يعني بالضرورة انه سيسقط غدا". ورجح ان تصير خسارة النظام مناطق أخرى ظاهرة دائمة لانها "تنتج من اسباب بنيوية تتعلق باستنزاف عناصره، مما يجبره على التخلي عن مناطق لمصلحة كتائب المعارضة للتركيز على الدفاع عن أولوياته". ووصف سيطرة الكتائب المعارضة على جسر الشغور بأنها "نقطة تحول".

 

غارة اسرائيلية
في غضون ذلك، كشف مصدر عسكري إسرائيلي أن أربعة متشددين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية بينما كانوا يزرعون عبوة ناسفة عند سياج قرب الحدود مع سوريا في مرتفعات الجولان المحتلة. وقال: "وضع أربعة إرهابيين عبوة ناسفة على سياج قرب مجدل شمس وأطلقت طائرة إسرائيلية النار عليهم وقتلتهم".
وأصدر الناطق العسكري الإسرائيلي بيانا مقتضباً جاء فيه أن القوة الجوية أحبطت هجوما عند الحدود وأن الغارة "استهدفت المجموعة ومنعت الهجوم".