بقي الوضع الامني في مخيم عين الحلوة وامتدادا مدينة صيدا مدار اهتمام القوى السياسية والاجهزة الامنية على وقع رفع مسلحين مقنعين رايات سوداء في المخيم، فضلا عن حادث امني في مخيم المية ومية سارعت القوى الفلسطينية الى تطويقه، ناهيك عن توجيه دعوة من انصار الشيخ الفار احمد الاسير عبر مواقع "التواصل الاجتماعي" و"الواتس اب" لتنظيم مسيرة تكبير في صيدا غداً الجمعة تزامنا مع الوقفة على عرفات.

تلاقت هذه الحوداث مع قيام اوساط اعلامية بنشر تسريبات تحصل من جهاتٍ عدة في شأن المعلومات عن نية "داعش" الوصول الى بيروت وصيدا خلال فترة عيد الاضحى، وتحديداً عبر محورين، الأول: إنطلاقاً من عنجر في اتجاه بيروت والثاني: من شبعا في اتجاه صيدا اقليم الخرّوب، اعتبرتها مصادر سياسية صيداوية انها "تهويل" غير واقعي، على اعتبار انه ليس هناك وجود اي بيئة حاضنة لأية افكار متشددة او متطرفة.
وامتدادا عرضت النائب بهية الحريري الوضع الحياتي والأمني في صيدا والجوار في اجتماع عقدته في مجدليون مع محافظ الجنوب منصور ضو وقائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة حيث تركز البحث على اهمية العمل على تعزيز حضور مؤسسات الدولة الادارية والأمنية والعسكرية في الحفاظ على النظام العام والاستقرار في المدينة، وعلى تأمين الخدمات والاحتياجات الأساسية للمواطنين وبما يساهم في تعزيز الأمن الاقتصادي والإجتماعي.
فيما اكد اللقاء التشاوري الصيداوي ثقته بجهود رئيس الحكومة تمام سلام من اجل تحرير المعتقلين العسكريين، ودعم اللقاء لمفهوم الدولة وخاصة الجيش والأجهزة الأمنية والعسكرية في القيام بمهامها الصعبة في هذه المرحلة الدقيقة، مشددا على ضرورة انتخاب سريع لرئيس البلاد حتى تأخذ كل المؤسسات دورها الطبيعي.
وانعقد التشاوري الصيداوي في مجدليون بدعوة من الحريري ومشاركة الرئيس فؤاد السنيورة، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب بسام حمود، عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل يوسف النقيب ومنسق عام التيار في الجنوب ناصر حمود. وتوقف اللقاء عند قضية استثناء صيدا من هبة المفوضية العليا للاجئين لبلديات المدن التي يوجد فيها تجمعات نازحين، فطالب المجتمعون الأمم المتحدة بشمول صيدا بهذه الهبة، حيث اعلنت الحريري انها ستتابع والرئيس السنيورة هذه القضية لأن صيدا من المدن التي استقبلت ولا تزال النازحين وتنوء بهذا الحمل كما مناطق اخرى.
مقررات اللقاء
وتلت الحريري مقررات اللقاء. وقالت: ان اللقاء توقف عند مواضيع دقيقة جداً، لها علاقة بالوضع العام ولها علاقة بتنقل المشاكل من الشمال الى الجنوب وعند الوضع في شبعا، حيث اكد اللقاء عدم وجود اي بيئة حاضنة لأية افكار شاذة ومتطرفة.
واضافت الحريري ان اللقاء شدد على انتخاب سريع لرئيس البلاد حتى تأخذ كل المؤسسات دورها الطبيعي لانتظام الحياة، معطيا الثقة الكاملة لرئيس الحكومة تمام سلام في عملية تحرير المعتقلين العسكريين، مؤكدا الدعم لمفهوم الدولة وخاصة الجيش والأجهزة الأمنية والعسكرية للقيام بمهامها الشاقة والصعبة في هذه المرحلة الدقيقة.

سعد وشاتيلا
بالمقابل، أكد أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد أن لبنان يعاني من نقص في المناعة السياسية نتيجة سلوك القوى السياسة فيه، واستمرار خطاب التحريض المذهبي الذي يعطي فرصاً للقوى المعادية، بخاصةً قوى الإرهاب التي تستفيد من ذلك للتحرك وضرب الواقع اللبناني في الصميم، داعياً الجميع إلى اعتماد سياسات من شأنها أن تحصن الساحة اللبنانية، وتعزز المناعة الوطنية.
وقال سعد خلال استقباله وفداً من المؤتمر الشعبي ضم كلاً من: رئيس المؤتمر كمال شاتيلا، نائب رئيس المؤتمر سمير طرابلسي، وأعضاء قيادة المؤتمر منير كنيعي، عماد جبري، وكمال حديد.. لقد جرى التشديد على ضرورة أن يكون هناك موقف للقوى القومية الناصرية في الوطن العربي لمواجهة التحديات الخطيرة التي تستهدفه بالتفتيت وإنشاء كيانات طائفية ومذهبية تعطي المشروعية للكيان الصهيوني، وتحديات أخرى مفروضة على لبنان، إضافة إلى التهديد الإسرائيلي الصهيوني ضد لبنان والأمة العربية، وهو تحدي الإرهاب الذي يحاول أن يدخل إلى الساحة اللبنانية لإشاعة كل أشكال الفوضى على غرار ما يجري في سورية والعراق.
ودعا سعد القوى الشعبية والتقدمية والوطنية في لبنان لكي تقوم بدورها من أجل حماية لبنان فلبنان يعاني من نقص في المناعة السياسية نتيجة سلوك القوى السياسة فيه واستمرار خطاب التحريض المذهبي الذي يعطي فرصاً للقوى المعادية، بخاصة قوى الإرهاب، لتتمكن من التحرك وضرب صميم الواقع اللبناني وإلى اعتماد سياسات من شأنها أن تحصن الساحة اللبنانية، وتعزز المناعة الوطنية.
بدوره قال شاتيلا اننا في لبنان أمام تطرف مسلح يحاول بكل طاقاته إحداث اختراقات من أجل الوصول إلى فتن طائفية ومذهبية ونحن نرى أن مناعة الشعب اللبناني قوية، وهناك وعي متزايد من خطورة التبعية الأجنبية، وخطورة التطرف في آن، سواء على الطائفة السنية وغيرها من الطوائف.
توقيف وافراج
امنيا، ذكرت مصادر فلسطينية ان تنظيم "انصار الله" اوقف في مخيم المية ومية الشاب (ي.ب) وهو احد عناصر كتائب "شهداء العودة" التي كان يرأسها احمد الرشيد الذي قتل في معارك سابقة مع التنظيم، في المخيم تزامنا مع محاولة اعتقال شخصين آخرين.
واكدت ان اللجنتين الامنية والشعبية في المخيم تدخلتا وأثمرت جهودهما عن اطلاق سراح الشاب بعد وقت قصير منعا لاي توتير.
فيما اوقف فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي شابين فلسطينيين من مخيم عين الحلوة عند مدخل بلدة العباسية وتم تسليمهما إلى مديرية فرع المعلومات في بيروت.