كشفت مصادر دببوماسية أوروبية لـ«الأخبار» عن أن أجهزة استخبارات غربية حصلت على معلومات تتحدّث عن استعداد مجموعات مرتبطة بتنظيم «داعش» في طرابلس لتنفيذ عمليات أمنية في الشمال اللبناني. وتحدثت المعلومات عن استعدادات لدى هذه المجموعات لتنفيذ هجمات مسلّحة مع احتمال محاولتها الاستيلاء على مناطق حدودية. وفي هذا السياق، أكّدت مصادر أمنية لبنانية ورود معلومات بهذا الشأن، لكنّها قللت من احتمال صحة ما ذكر عن توجه المسلحين إلى الاستيلاء على مناطق محددة، كاشفة أن المعطيات بشأن نشاط المجموعات المسلّحة التي تضم عناصر لبنانية وسورية تشير إلى وجود مخطط لمهاجمة ثكن للجيش اللبناني.

كذلك تحدثت المصادر الاستخبارية عن نشاط لافت للمجموعات التي تدور في فلك «جبهة النصرة» في الخاصرة اللبنانية بين راشيا والعرقوب، كاشفة عن انتقال قادة للتنظيم من الأراضي السورية كالقنيطرة ودرعا إلى لبنان لعقد اجتماعات تنسيقية مع كوادر ناشطين في الداخل اللبناني، لكن المصادر نفسها شدّدت على أن منطقة العرقوب لا يمكن ان تتحول إلى عرسال ثانية، بسبب طبيعتها الجغرافية والسكانية، وبسبب عدم تحولها سابقاً إلى بؤرة خارجة عن سلطة الدولة.
وفي طرابلس، وقع امس اعتداءان خطيران على الجيش، يشبهان سلسلة الاعتداءات التي شهدتها المدينة خلال الأسابيع الماضية، والتي ادى بعضها إلى وقوع شهداء. الاعتداء الأول أمس وقع فجراً قرب مجمّع المدارس في منطقة البداوي، عندما حاول مسلحون مجهولون وملثمون خطف جندي، لكنه تمكن من الفرار بعدما تبادل معهم إطلاق النار.
ومع أن الجيش سيّر دوريات في شوارع المدينة بعد هذا الحادث، فإن هذه الإجراءات والتدابير الأمنية لم تحل دون وقوع اعتداء ثانٍ بعد ذلك بساعات.

ضبط الجيش 66 كلغ من
المواد الكيميائية التي تستعمل للتفجير في عرسال


من يُصب من مسلحي
طرابلس يُعالَج في مستشفى ميداني مجهول المكان


فقرابة الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر أمس، وبينما كانت دورية للجيش تقوم بمهمتها قرب أفران المير في منطقة الزاهرية، أطلق مسلح النار باتجاه عناصر الدورية من داخل سيارة هيونداي حمراء اللون، من غير أن يصاب أحد بأذى، لكن عناصر الدورية سارعوا إلى إطلاق النار عليه عندما لم يمتثل لهم ويتوقف، وطاردوه بعد ذلك في شوارع المنطقة وتمكنوا من القبض عليه، ثم ساقوه للتحقيق معه. واختار المسلحون موعد خروج التلاميذ من مدارسهم لتنفيذ الاعتداء.
وكشف مصدر أمني عن جانب جديد في مواجهة الجيش والقوى الأمنية لهؤلاء المسلحين، وهو أن «من يصاب منهم خلال أي مواجهة لا ينقل للعلاج في أي مستشفى خاص أو حكومي، بل يعالج في مستشفى ميداني أقاموه في مكان لا يزال مجهولا».

 

قطريّ في الجرود

وفي ملف العسكريين والدركيين المخطوفين في جرود عرسال المحتلة، علمت «الأخبار» أن قطر أدخلت تعديلاً جوهرياً على ملفّ التفاوض، إذ تخلت عن الوسيط (شخصية سورية إسلامية مقربة من جبهة النصرة من آل الخطيب)، لمصلحة التفاوض المباشر، إذ تولى اللقاءات الأخيرة مع إرهابيي «داعش» و«النصرة» مسؤول قطري. وينتظر الوسيط أن يُخلى أحد العسكريين أو أكثر بمناسبة عيد الأضحى، كبادرة «حسن نية » من جهة الخاطفين، على أن يبدأ التفاوض على المقايضة بموقوفين لم يُحالوا على القضاء بعد، لا بمحكومين في رومية .
وفي السياق، (رامح حمية ) توصّل مشايخ من «هيئة علماء القلمون» بعد لقاء ممثلين عن «داعش» و«النصرة»، من الحصول على تعهّد الخاطفين «بعدم التعرض أو إعدام أي عسكري أو دركي، كخطوة أولى». وحدد الخاطفون شروطهم مجدداً، مؤكّدين «عدم إطلاق أي من المخطوفين، دون الإفراج عن موقوفين في سجن روميه». وعقد أمس لقاء في منزل أبو خالد الحجيري في محلة عين الشعب في عرسال، حضره ستة من مشايخ « هيئة علماء القلمون»، بينهم الشيخ عبد الكريم خلوف، ومفتي بعلبك ـــ الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، وعدد من مشايخ عرسال، وعضو «هيئة العلماء المسلمين» الشيخ حسام الدين الغالي، إضافة إلى رئيس مكتب استخبارات البقاع الشمالي المقدم ملحم حدشيتي والمقدم بشارة نجيم آمر فصيلة درك عرسال. وتناول اللقاء إضافة إلى العسكريين المخطوفين، أوضاع النازحين والمخيمات السورية في عرسال، وما آلت إليه الأمور بعد مداهمات الجيش وبعض التجاوزات التي حصلت. خلوف من جهته، أكد «نيل الهيئة تعهدا ًووعداً من الجهتين الخاطفتين، بعدم التعرّض أو إعدام أو قتل أي عسكري مهما طالت المفاوضات». وأوضح الرفاعي من جهته لـ«الأخبار» أن «اللقاءات ليس لها علاقة بلقاءات ومفاوضات الموفد القطري». ورأى الرفاعي أنه «بناءً على التعهد الذي نقله علماء القلمون، بات مطلوبا ًمن أهالي العسكريين والدركيين المخطوفين، الذين يقطعون أوصال الوطن، ونحن نتفهم ظروفهم، أن يتوقفوا عن قطع الطرقات، لأن أمور المفاوضات بدأت تسلك مسلكها الطبيعي». ولفت إلى أنه جرى الاتفاق على استحداث نقطة للأمن العام في منزل مجاور لمبنى فصيلة درك عرسال.
في المقابل، تزامن اللقاء مع إقدام الإرهابيين على تنفيذ عمليتي خطف، إحداهما في وادي حميد في عرسال، وأخرى في جرود رأس بعلبك. وبحسب مسؤول أمني، فإن مسلحين يستقلون «بيك ــ آب» اعترضوا في محلة وادي حميد سيارة المواطن ماهر العماطوري، وخطفوه واستولوا على سيارته، ونقلوه باتجاه جرود عرسال. وأشارت المعلومات إلى أن العماطوري من الباروك ـــ الشوف، اعتاد الانتقال إلى عرسال بقصد شراء الحجر الصخري. وفي محلة الوسعة في وادي الخشن في جرود بلدة رأس بعلبك، هاجم مسلحون مزرعة المدعو غنام غنام، أحد أبناء بلدة الراس، وأقدموا على ضرب أحد الرعاة، وخطف السوري حسن تلوج، وسرقة جرار زراعي وبعض المعدات ورؤوس ماشية.
وليلاً، أعلن الجيش أن دورية تابعة لمديرية الاستخبارات عثرت على ثلاثة أكياس في محلة عين الشعب ـــ عرسال، تبين أنها معبأة بمواد كيميائية تستعمل للتفجير زنتها حوالى 66 كلغ، مجهزة بصاعق كهربائي، حيث عمل على تعطيلها ونقلها إلى مكان آمن.