في ظل تطورات دولية وإقليمية مستجدة، على وقع الخطاب الذي القاه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في الكونغرس الاميركي وما أثاره من ردود فعل متعددة المصادر... وبالتقاطع مع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة تعقد ظهر الاربعاء المقبل 11 الجاري، لانتخاب رئيس للجمهورية، وقد دخل لبنان يومه الخامس والثمانين بعد المئتين في ظل الشغور الرئاسي، يعود مجلس الوزراء الى الاجتماع اليوم، مستئنفاً جلساته العادية، بعد توقف لاسبوعين... ستكون اختباراً حقيقياً للنيات ولجدية التوافقات التي أبرمت شفهياً مع سائر مكونات الحكومة، خلال الاتصالات التي جرت على مدى الاسبوعين الماضيين، وأفضت الى «استئناف الحكومة عقد جلساتها وتفعيلها بروحية توافقية انتاجية... لا تعني بالضرورة الاجماع كما لا تعني التعطيل»، على ما قالت مصادر نيابية على صلة برئيس الحكومة...

 

السراي الحكومي الى سابق نشاطه

وإذ يتهيأ الرئيس سلام للتوجه الى شرم الشيخ، على رأس وفد وزاري واقتصادي للمشاركة في «القمة الاقتصادية» التي تنعقد بين 13 و15 الجاري، على ان يزورها لاحقاً في 28 منه للمشاركة في «القمة العربية»، فقد كان يوم أمس، حافلاً بالنشاط في السراي الحكومي وتوزعت الاهتمامات بين قضية النازحين السوريين، والقضايا المطلبية اللبنانية، من بينها سلسلة الرتب والرواتب والاستحقاق الرئاسي وتفعيل عمل الحكومة...

وفي السياق فقد استقبل الرئيس سلام وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية ومساعدات الطوارئ في لبنان فاليري آموس، يرافقها الممثل المقيم في لبنان روث ماونتن... وقد شكرت آموس الرئيس سلام «مع حكومته والشعب اللبناني على السخاء الهائل تجاه النازحين السوريين...» وكشفت ان الحديث تطرق الى «أهمية مؤتمر الكويت الثالث للتعمير ولجمع الأموال والتعهدات لمساعدة النازحين في لبنان والدول المجاورة...».

 

بوصعب وسلسلة الرتب والرواتب

كما استقبل سلام وزير التربية الياس بوصعب مع وفد من «هيئة التنسيق النقابية» حيث جرى «البحث في اعادة تحريك ملف سلسلة الرتب والرواتب وأهمية اقراره...» وكشف بوصعب ان الرئيس سلام «كان متفهماً ومقتنعاً ان هذا القطاع ظلم في تأخير اقرار السلسلة....» آملاً ان «يكون موقف الحكومة واضحاً وداعماً للمطالب التي سنتوجه بها قريباً الى الرئيس بري ونعيد مناقشة السلسلة بأسرع وقت داخل اللجان...».

بري في «لقاء الاربعاء» يشيد بالحوار

إلى ذلك، فقد كانت التطورات الدولية والاقليمية، كما المشاريع والقضايا المطلبية والسياسية والأمنية والداخلية، مادة حيوية في «لقاء الاربعاء النيابي» في عين التينة أمس، حيث نقل النواب عن الرئيس بري قوله ان «الحوار (بين «المستقبل» و«حزب الله»)، وبالنتائج التي يحققها، بات يشكل عاملاً نازعاً لفتائل التوتر التي تطل على البلاد من وقت وآخر...» آملاً في ان «يستأنف العمل الحكومي بوتيرة أفضل، لأننا بحاجة الى التصدي لكثير من المشاكل والملفات، وللتعويض عما أصاب الحكومة في الأسابيع الأخيرة...».

ونقل النواب عن الرئيس بري أنه «مهتم بعقد جلسة تشريعية - عامة لمجلس النواب في أقرب وقت...» وأنه «عازم على الدعوة الى هذه الجلسة بعد بدء الدورة العادية هذا الشهر لأن هناك مشاريع قوانين عديدة يجب درسها واقرارها وهي تتناول الكثير من الأمور الملحة والضرورية...».

 

خطاب نتانياهو اجتياح سياسي

وقد أخذ الوضع الاقليمي والدولي حيزاً من اللقاء... حيث وصف خطاب بنيامين نتانياهو أمام الكونغرس الاميركي بـ«الاجتياح السياسي للولايات المتحدة...» ومشيراً الى أنه «تجاوز للحرمات السياسية...» ورأى بري أنه «اذا وقع الاتفاق النووي الاميركي - الايراني سيكون له تداعيات، واذا لم يوقع سيكون له تداعيات أكبر...».

وإذ أشار الى «مخطط تقسيم الدول العربية الى كيانات مذهبية وعرقية» قال: «لبنان غير قابل للتجزئة، فهو كالذرة اذا تجزأ ينفجر ويفجر كل محيطه...».

الانتخابات الرئاسية بين سلام والجميل

وفي غياب أي معطيات جديدة ايجابية حول الاستحقاق الرئاسي، ومع دعوة الرئيس بري الى جلسة لانتخاب رئيس في الحادي عشر من الجاري، هي العشرون في سلسلة التراتبية العددية... فلقد حضر هذا الاستحقاق يوم أمس، في لقاء الرئيس سلام والرئيس أمين الجميل على طاولة الغداء في السراي الحكومي... و«كانت جلسة ايجابية جداً» على ما قال الجميل، الذي دعا الى «تحصين وضعنا السياسي وانتخاب رئيس الجمهورية، حيث هناك غنج سياسي واعتبارات أخرى تمنعنا من انتخاب رئيس وعدم التفاهم على آلية منهجية في عمل الحكومة...».

وأشار الجميل الى ان «لا خيار أمامنا إلا تصحيح الوضع على الصعيد الحكومي في أسرع وقت والحمدلله ستعقد جلسة لمجلس الوزراء وأمل ان يكون في مستهلها تشخيص لواقع الحال من حولنا ونأخذ الاجراءات اللازمة لعودة حضور لبنان على الساحة الدولية والدفاع عن حقه ونظامه...» لافتاً الى «ان أخطر ما نعيشه اليوم هو التأقلم مع الفراغ الرئاسي بهذا الشكل...».

 

... وبين سليمان والوزراء الثلاثة

من جهته، وخلال لقائه الوزراء سمير مقبل، اليس شبطيني وعبد المطلب حناوي، جدد الرئيس ميشال سليمان «المطالبة بالاسراع في انتخاب رئيس الجمهورية لوضع حد للشغور الرئاسي الذي يعرقل انتظام المؤسسات ويضع البلاد على شفير التدهور اليومي الدراماتيكي ويعرض باقي المؤسسات للاهتزاز حينا وللشغور أحياناً...».

وأكد المجتمعون على «أهمية الدور الوطني الذي تقوم به المؤسسة العسكرية التي تؤكد يوماً بعد يوم قدرتها على مواجهة الأخطار ومحاربة الارهاب واحباط الكثير من عملياته...».

بدوره طالب وزير السياحة ميشال فرعون، في حفل توقيع كتاب اقامته ادارة ثانوية راهبات القلبين الاقدسين في كفرذبيان - «بتحصين الاتفاق الأمني عبر الاتفاق السياسي الذي يتجلى بانتخاب رئيس جديد للجمهورية...».

 

تأييد للخطة الأمنية في بيروت والضاحية

وسط هذه الأجواء المثقلة بالملفات والتطورات، وبهدف تحصين «الاستقرار الداخلي من بوابة تنفيس الاحتقانات» يمضي الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» في مساره المتفق عليه... والذي استكمل مقاربة الملف الأمني، خصوصاً تنفيذ «الخطة الأمنية» في بيروت والضاحية الجنوبية، حيث لم يبد «حزب الله» معارضة لها. وفي هذا، قال عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني «اننا سنشهد قريباً تنفيذ خطة أمنية في بيروت والضاحية كنتيجة للحوار... ولتنفيذ قرار وزير الداخلية».

بدوره، لفت عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب كامل الرفاعي، الى ان «حزب الله» ومنذ أكثر من سنتين او ثلاثة يؤكد ان الضاحية الجنوبية مفتوحة أمام القوى الأمنية...» مؤكداً ان «من مصلحة المقاومة ان تقوم الدولة بهذا الواجب...».

 

لافروف: روسيا تدعم لبنان

في سياق مختلف، فقد صدر عن الخارجية الروسية بيان عن «اللقاء الثنائي» الذي جمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية اللبناني جبران باسيل على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة الـ28 لـ«مجلس حقوق الانسان» في جنيف حيث «ركز الوزيران على وضع المسيحيين في الشرق الاوسط...» وأعاد لافروف «التأكيد على موقف روسيا المبدئي الثابت بدعم سيادة لبنان ووحدته وسلامته الاقليمية، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية...» كما عبر الوزيران عن «قلقهما حيال المحاولات المستمرة للارهابيين الدوليين والمتطرفين لزعزعة استقرار لبنان عبر اثارة التناقضات الاتنية والدينية».