تلتئم الحكومة اليوم على قاعدة الالية الحالية المتبعة «القديم على قدمه» في ظل توافق بين المكونات الاساسية على بت الملفات الخلافية خارج مجلس الوزراء وبالتوافق بين الاقطاب وان لا يتم تمرير اي «مرسوم» اذا اعترضت عليه كتلتان رئيسيتان، وعندما يتم التوافق خارج «حيطان السراي» ترسل المراسيم الى مجلس الوزراء لاقرارها، كما تم التوافق الا يتم تعطيل جلسات مجلس الوزراء وادخال البلاد «بفراغ» شامل بعد الفراغ في الرئاسة الاولى وشل عمل المجلس النيابي الذي يعود الى نشاطه مع بدء الدورة العادية في اول ثلثاء يلي 15 اذار. وبالتالي فان الرئيس نبيه بري سيدعو لجلسة تشريعية اواخر شهر اذار لاقرار حزمة من المشاريع بعد ادراجها من قبل مكتب المجلس على الهيئة العامة.
كما تم التوافق بين المكونات السياسية وحسب مصادر وزارية انه لا يجوز ان يطال الفراغ الحكومة في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات بالغة الخطورة خصوصا ان الرئيس نبيه بري تطرق امام نواب «لقاء الاربعاء» الى مخاطر خطاب نتنياهو في الكونغرس ومخططه الهادف الى تقسيم الدول العربية مذهبيا وعرقيا. ومخاطر ذلك على لبنان وبالتالي لا يجوز ان يتعطل عمل الحكومة وضرورة الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية.
وابدت اوساط قريبة من رئيس الحكومة تمام سلام املها بان يسير قطار الحكومة هذه المرة دون تعطيل او نكايات دون ان يعني ذلك عدم مسؤولية كل الاطراف في انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن.
واوضحت ان سلام سيتقدم بمداخلة في مستهل جلسة مجلس الوزراء اليوم يشير فيها الى اهمية التعاون والتفاهم الحكومي لتسيير شؤون البلاد ويشدد على ضرورة الخروج من اي نية او محاولة من هذا الفريق او ذاك لتعطيل عمل الحكومة، لان من شأن ذلك ان يوسع من دائرة الشلل في معالجة امور المواطنين. وفي الوقت نفسه يزيد من حالة التعطيل الذي تعاني منه مؤسسات الدولة فيما سيكرر سلام دعوته لانتخاب رئيس للجمهورية.
واستبعدت الاوساط ان تجري اي مناقشة لموضوع الية الحكومة بعد ان ايدت كل الكتل النيابية رغبتها في التعاون والتوافق لتسهيل عمل الحكومة وقالت ان لا حاجة للدخول في مناقشات مثل هذه الامور طالما ان الجميع ابدى رغبته بالتعاون والحرص على عدم تعطيل عمل الحكومة.

تسلل الارهابيين نحو شبعا والبقاع الغربي

اما على صعيد الاوضاع الامنية، فان المخاطر تزايدت على منطقتي شبعا والبقاع الغربي بعد التطورات الميدانية في ريف القنيطرة وتراجع المسلحين عن العديد من القرى وتجمعهم في بيت جن، وبعد سيطرة الجيش السوري وحلفاؤه على طريق السلام، اوتوستراد دمشق- القنيطرة، وهذا ما سيدفع بالمسلحين الى كسر الحصار والدخول الى الاراضي اللبنانية في شبعا وصولاً الى دير العشائر وعيحا وكفرفوق في قضاء راشيا.
وفي معلومات لمصادر حزبية وامنية في منطقة شبعا والبقاع الغربي ان خطر حصول تسلل مجموعات ارهابية او ربما محاولة دخول مجموعات اكبر يبقى خطراً وارداً، خصوصاً اذا ما تمكن الجيش السوري من تطهير منطقة القنيطرة وبخاصة المناطق المحاذية للجولان المحتل. وقالت المصادر ان الخطر الاكبر من محاولة دخول مجموعات مسلحة هو بين بيت جن وشبعا على خط يبلغ طوله ما بين 14 و18كلم، لكن المصادر اوضحت ان حصول مثل هذا التسلل لا يمكن ان يتم الا اذا سمحت قوات الاحتلال الاسرائيلي بهروب المجموعات المسلحة من منطقة القنيطرة عبر الجولان المحتل الى منطقة شبعا - عين عطا الا ان المصادر لم تستبعد ان تعمد قوات الاحتلال بفتح الطرق امام المسلحين لمحاولة دخول مناطق في البقاع الغربي وشبعا. كما لم تستبعد ان تحاول مجموعات صغيرة التسلل ما بين الاراضي السورية واللبنانية وتحديداً ما بين دير العشاير وعين عطا لكن المصادر اشارت الى ان الجيش اللبناني اتخذ الاحتياطات اللازمة على طول الخط المذكور كما ان الاهالي يتحسبون لاي محاولات لتسلل الارهابيين الى قراهم. 
واشارت ايضا الى حصول تنسيق ميداني بين الجيش اللبناني والجيش السوري المرابط على الجبهة المقابلة.
الا ان المصادر جزمت انه مع احتمال حصول عمليات تسلل للمسلحين على غرار ما حاول الارهابيين القيام به باتجاه بريتال فان الجيش والمقاومة والاهالي جاهزون لضرب اي محاولة للتسلل او التمدد من اي جهة كانت.

محيط المخيمات وتجمعات النازحين السوريين

اما موضوع مخيمات وتجمعات النازحين السوريين في لبنان فكان مثار بحث على طاولة حوار المستقبل - حزب الله من زاوية خطورة بعض المخيمات وتحديداً في عرسال والشمال على الاستقرار في ظل الوجود المنظم للحركات الارهابية في هذه المخيمات، وان النقاش في هذا الملف استند الى معطيات حسية ومعلومات عن تحركات الارهابيين في هذه المخيمات.
وتشير معلومات متابعة لهذا الملف ان التحضيرات لمعظم العمليات التخريبية في البلد يتم التحضير لها في تجمعات النازحين في الشمال وعرسال الذي يضم اكبر تجمع للنازحين السوريين، وملجأ للمسلحين المقاتلين في الجرود في ظل استحالة اقفال الحدود بشكل كامل، كما ان معظم اللاجئين في هذا المخيم يملكون الاسلحة وكل التجهيزات لتنفيذ عمليات انتحارية بالاضافة الى وسائل الاتصال الحديثة، وبالتالي لا يمكن تحسين الوضع الامني الا بتنظيم اوضاع تجمعات النازحين في عرسال والبقاع والشمال.
وتضيف المعلومات الى ان التحضيرات بدأت لتنفيذ الخطة الامنية من بوابة الضاحية وتحديداً في محيط المدينة الرياضية وقصقص، اما بالنسبة للمخيمات الفلسطينية فان الجيش يقوم بالاشراف الامني عبر المراقبة والرصد والاتصالات مع التنظيمات الفلسطينية لمحاصرة القوى التكفيرية ورغم ذلك فان الخطر الارهابي الآتي من مخيمي عين الحلوة ومثلث صبرا - شاتيلا برج البراجنة جديّ في ظل قوة التكفيريين وخلاياهم في هاتين المنطقتين ويزداد هذا الخطر في ظل التنسيق القائم بين الارهابيين في المخيمات والخلايا الارهابية النائمة في الداخل اللبناني، وتحديداً في تجمعات السوريين الكبيرة. وتؤكد المعلومات انه سيتم وضع خطة امنية لموضوع المخيمات ومراقبتها والعمل على تجزئة التجمعات الكبرى للسوريين في عرسال والشمال وتحويلها الى تجمعات صغيرة ومتفرقة يمكن ضبطها ومراقبة اي عمل.