أكد وزير الخارجية القطرية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الخميس، أن بلاده ستتصدى لحملة سياسية وإعلامية تستهدفها. وقال إن قطر الآن تتعرض إلى حملة إعلامية "مسيئة"، تستهدفها في الولايات المتحدة على وجه الخصوص، وأشار إلى أن تلك الحملة تشمل نشر مقالات في صحف كبيرة تتناول قطر بالسوء.

وهذه هي المرة الأولى التي يعلّق فيها مسؤول قطري كبير بعد الإعلان عن قرصنة تعرضت له وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا"، حيث نشر القراصنة على موقع الوكالة وفي حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات باسم أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ركّزت على انتقادات لدول خليجية.

وكانت وسائل إعلام ممولة من السعودية والإمارات شنّت هجوماً حاداً على قطر بعد سيطرة القراصنة على موقع وكالة "قنا"، ورغم صدور بيان نفي رسمي عن الخارجية القطرية والوكالة، إلا أن وسائل الإعلام تلك تجاهلت نشره، واستمرت في التعامل مع التصريحات المفبركة على أنها صادرة عن أمير دولة قطر.

في هذا السياق، قال وزير الخارجية "بالنسبة للوسائل الاعلامية التي تبنت هذه الاخبار الكاذبة، نحن نستغرب طبعاً تعاملها مع أخبار كاذبة رغم صدور بيانات نفي، وشن حملة مسيئة (...) بحق دولة قطر". وقال إن هذه الحملة مشابهة لحملة مماثلة في الولايات المتحدة.

وتابع "الحملة مستمرة على دولة قطر، وخصوصاً في الولايات المتحدة"، مشيراً إلى نشر "13 مقال رأي" خلال الأسابيع الخمسة السابقة "من كتاب مختلفين في الولايات المتحدة".

وقال "في يوم الهجوم الالكتروني، كان هناك مؤتمر (في واشنطن) يتحدث عن دولة قطر ولم ندعَ إليه، ودعي إلى المؤتمر جميع الكتاب الذين كتبوا مقالات الرأي هذه ضد دولة قطر"، مضيفاً "في نفس الليلة حدث الهجوم، هل هذا صدفة؟ لا نعرف حتى الان".

وقال الوزير القطري "لن نستعجل في الوصول إلى النتائج ولكن الحملة واضحة (...) هناك حملة اعلامية تستهدف دولة قطر، وسنتصدى لها ان شاء الله".

وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الصومالي حسن علي خيري، سُئل وزير خارجية قطر عمّا إذا كانت الدوحة قد تعرّضت إلى ضغوط من الولايات المتحدة حول علاقتها مع جماعة الإخوان المسلمين، فأجاب إن "العلاقة بين الولايات المتحدة وقطر قوية دوما واستراتيجية".

وأشار الوزير إلى أن أمير قطر التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش القمة الأميركية العربية الإسلامية في الرياض، نهاية الأسبوع الماضي، وقال إن المحادثات ركزت على أهمية العلاقات بين البلدين، لكنها لم تتطرق إلى مسألة الموقف من جماعة الاخوان المسلمين لأنه "ليس هناك اي دليل (...) على ان قطر لها علاقة بالاخوان المسلمين". وأكد أن قطر ليست لها أي علاقة مع الأحزاب، وهي تتعامل فقط مع الدول والحكومات، وهي تتعامل مع الإخوان فقط عندما يكونون جزءاً من أي حكومة.

يشار إلى أن الحملة الإعلامية لا تزال مستمرة في الصحف ووسائل الإعلام السعودية والإماراتية، في حين تجنّبت وسائل إعلام كويتية الانخراط في هذه الحملة بعد الزج باسم دولة الكويت في الأخبار المفبركة التي نشرها القراصنة على موقع وكالة الانباء القطرية. وقامت وسائل الإعلام الكويتية بنشر كل البيانات الرسمية التي أصدرتها الدوحة حول عملية القرصنة.

وبحسب ما أفاد رئيس تحرير صحيفة "العرب" القطرية عبدالله العذبة، فإن أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره القطري الليلة الماضية.