الصفقات التجارية بين السعودية والولايات المتحدة خلال زيارة ترامب جزء من خطة أميركية لتخويف العرب من إيران للحصول على هذه الصفقات؟
 

عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته الأولى للسعودية صفقات لبيع السلاح تصل قيمتها إلى 110 مليار دولار، وحاول خلال تلك الزيارة إظهار إيران في عيون جيرانها بصورة الغول الذي سيلتهمهم والتهويل بخطرها عليهم، حتى يتمكن من تبرير تلك الصفقات الكبيرة إقتصاديًا وإستراتيجيًا.

جاءت تلك الزيارة والصفقات التي أعقبتها بعد ساعات من فوز الرئيس المعتدل حسن روحاني في الإنتخابات الرئاسية الإيرانية الذي كان بمثابة إطلاق رصاص الرحمة على التيار المتشدد في إيران، وكان يتوقع 25 مليون من الشعب الإيراني الذي صوّت لصالح روحاني، أن تعكس نتائج تلك الإنتخابات على مجريات الأمور في السياسة السعودية تجاه إيران.

إقرأ أيضًا: إيران: توقيف استاذ جامعي وصف النبي محمد بالعلماني!!

بطبيعة الحال يستفيد ترامب من التخويف بإيران وتضخيم قدراتها العسكرية ويمكن القول بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي يتحدث عنها ترامب ويخوّف العرب منها ليست لها وجود على وجه الأرض وأنها من نسيج أوهامه وأن هذا الهيكل الوهمي الذي يرسمه ترامب من إيران، حاجة أمريكية وليست حقيقة، إنما الحقيقة هي أن ترامب ذو عقلية تجارية ينظر إلى السياسة من منظار رجل أعمال ليس إلا، وقد سبق بالقول بأنه يعتبر المملكة السعودية بقرة حلوب سيذبحها متى جف حليبها.

وهنا يكمن سرّ تجاهل ترامب لكل ما يجري في طهران ويصدر منها، من الإلتزام بالاتفاق النووي والإنتخابات التي خسرها المتشددون وفاز فيها الإصلاحيون، ولا شك في أن ترامب يفضل أن يعلو صوت المتشددين في إيران لا الإصلاحيين ولكن ماذا عن العرب؟ 

إن العرب وعلى رأسهم المملكة السعودية ينبغي عليهم فتح الحوار مع إيران بدل اللجوء الى عقد الصفقات مع الولايات المتحدة، لأن الإنفاق على السلاح ليس طريقًا للأمن والاستقرار في المنطقة وحصول أي مواجهة عسكرية بين إيران والسعودية له تداعيات كارثية لن يخرج منها أي من الطرفين منتصرًا. 

إقرأ أيضًا: من هو الرجل السياسي الأقوى في إيران؟
وعندما يعيب الرئيس الأمريكي ترامب على أسلافه إنفاق الضرائب التي يدفعها المواطن الأمريكي لغزو أفغانستان والعراق، فهل يبقى تبرير لعقد صفقات كبيرة لشراء السلاح من الشركات الأميركية لن تؤدي الا إلى إنعاش شركات صنع الأسلحة الأميركية. 
وعندما تفاوض الولايات المتحدة، ايران بشأن القضية النووية وتصل معها إلى صيغة للاتفاق فكيف يعجز العرب المسلمون من التفاوض معها والحوار الجدي للوصول إلى صيغة للامن الإقليمي وحقن دماء المسلمين الأبرياء؟!
ينبعي على العرب التخلي عن الصورة النمطية التي تختزل إيران في لواء القدس وما شابهه، فلو كان الامر بيدهم لما كان يحصل الإتفاق النووي، إن طريق الحوار مع إيران مفتوح في الوقت الراهن أي بعد الإنتخابات الرئاسية التي جددت ولاية الرئيس روحاني الذي تمنى تحسين العلاقات مع السعودية وإنهاء الخلافات معًا، إن الطريق الأنسب للطرفين هو التعامل وليس التحامل.

باحث ايراني