هل تلقى حزب الله الرسائل الأميركية السعودية؟ وهل حان الوقت لإعادة النظر بسياسات الحزب على ضوء التطورات السياسية الجديدة؟
 

أولاً: تصريحات الوزير فنيش ...
هاهي مفاعيل زيارة ترامب التاريخية للمملكة العربية السعودية، وما رافقها من صفقات أسلحة ونوايا واضحة ومعلنة بمكافحة النفوذ الإيراني في المنطقة العربية قد بدأت تُؤتي أُكُلها وتنضج ثمارها، فوزير حزب الله (الدائم في مجلس الوزراء) محمد فنيش يعلن على الملأ بأنّ الحزب ليس جُزءاً من النزاعات الإقليمية (خاصة الساخنة منها)، كما أنّه غير معني بالسياسة الأميركية، ولا يقبل بأن يوصم الحزب بالإرهاب.

إقرأ أيضًا: الانتخابات الإيرانية والقمة الأميركية الإسلامية، أوجُه الاتساق والتّبايُن
ثانياً: بانتظار التطبيقات...
حسنٌ جداً، حبذا لو ينتقل الوزير فنيش مع حزبه " المقاوم" والمناهض للإرهاب نحو التطبيق العملي، وبالسرعة الممكنة، ليجدنا في مقدمة المهللين والداعمين لمواقفه القادمة، حين سيكُفّ عن التدخل في اليمن والبحرين، ومن ثمّ في العراق، ويتوقف سماحة الأمين العام عن مهاجمة آل سعود (التنابل) بعد أن استيقظوا وتنبّهوا إلى مخاطر الوجود الإيراني في عمق العالم العربي، كما أنّ الحزب سيُبادر (طبعاً) للانسحاب العسكري من أتون الحرب السورية، ويبادر لدعوة الإخوة السوريين إلى لمّ الشمل وجمع الكلمة، والتعاون على البرّ والتقوى وحقن الدماء، والتوقف عن البغي والعدوان، وسيُهيب الحزب بالرئيس (المقاوم الممانع) بشار الأسد للمبادرة بتسريع عملية السلام في جنيف وتحقيق المرحلة الانتقالية بعد تنحيه حفاظاً على سوريا الحبيبة الغالية.
أمّا فيما يتعلق "بانفتاح" الحزب على الإدارة الأميركية بالقول أنّ سياستهم لا تعنينا (أي تعني الحزب) ،فتطبيقها العملي أيضاً، يُفضي إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية دولة عظمى، ولها مصالحها واستراتيجيّتها وتحالفاتها وعداواتها المشروعة منها وغير المشروعة، ورحم الله من عرف حدّه فوقف عنده، ولا يقف في وجه أميركا إلاّ كل مُختالٍ غرور كالرئيس أحمدي نجاد مثلاً، في حين جنح الشيخ روحاني للسلم ففاز بالاتفاق النووي، وإذا كانت أميركا قد عزمت على تسليح السعودية بأحدث الأسلحة وأذكاها، فرُبّ ضارةٍ نافعة، لعلّ هذا السلاح يُستعمل يوماً ضد العدو الصهيوني بعد أن تكون قد اجتمعت يد المسلمين.
وبعد، بعد كل هذا، هل يصُحُّ وصم حزب الله بالإرهاب، كلا، وألف كلاّ، كما ورد على لسان الوزير فنيش.

إقرأ أيضًا: مركز واحد للاعتدال، ومراكز التطرُّف تملأ الرحب
ثالثاً: خاتمة سعيدة...
أولُّ الغيث قطرة، فالرسالة الأميركية وصلت إلى أسماع المرشد في إيران، وهو ما زال بحمد الله، على هديه ورُشده، على سُنّة نبيّ الرحمة، وهدي الأئمة الأطهار، وكان الله يحب المحسنين.