قد يبدو للوهلة الاولى ان زيارة ترامب للسعودية جاءت من اجل انشاء تحالف اقليمي يركز على دول الخليج ويشمل دولا اخرى مثل مصر والاردن والمغرب. وجاءت هذه الزيارة لتعطي فكرة عن نية ترامب في القضاء على الدولة الاسلامية والتي احتلت اولوياته خلال حملته الانتخابية.
 

هذا العنوان الذي يحتل الصدارة يبدو جذابًا الا وهو «الحرب على الارهاب» اضف الى ذلك ما ذكر عن محاولة لاحتواء النفوذ الايراني في المنطقة. لكن الامور وبالطبع ليست بهذه البساطة وعلى الصعيد الاستراتيجي لا يمكن على الاطلاق تجاهل روسيا المؤيدة للايرانيين بما يعني ان الامور ولو جاءت مختصرة ببيان ختامي، لن تكون بهذه السهولة.

ولا يمكن استبعاد موسكو من المعادلة في اي حل سياسي في سوريا وكذلك في القضاء على الدولة الاسلامية ISIS. لذلك يبدو جليًا ان الأميركيين يركزون على المنافع الاقتصادية والمالية في هذه السياسة، ومن ضمنها ما ظهر من اتفاقات ابرمتها الادارة الاميركية مع السعودية والتي تشكل جزء من مشروع لعشر سنوات تبلغ قيمته ٣٥٠ مليار دولار.

وهناك من يؤكد ان جاريد كوشنير، مستشار الرئيس وصهره كانت له اليد الطولى في اتمام هكذا عملية. وحسب «بلومبرغ»، سوف تتيح الصفقة صرف ما يقارب الـ ٤٠ مليار دولار استثمارات في الولايات المتحدة والبنى التحتية فيها، وهذا يساعد في تحقيق رغبة ترامب الذي وعد بصرف حوالي ١ تريليون دولار على تحسين البنية التحية الاميركية. والاموال السعودية سوف تساعد بالتأكيد في انجاز مشروع ترامب.

وحسب «واشنطن بوست»، اعتبر ترامب الاتفاقية انتصارًا كبيرًا وانه يوم عظيم «بسبب الاستثمارات في الولايات المتحدة، والوظائف». وقال انه لا يمكنه إلا الشعور بالفخر.

بالعودة الى الوراء، نرى ان السياسة الاميركية تركزت في الماضي اي مع الرئيس نيكسون ومستشاره للامن القومي كسينجر على ايران والسعودية للحد من النفوذ السوڤياتي في المنطقة.

وكانت المعدات العسكرية تأتي مقابل النفط انما هذه السياسة المعروفة بسياسة «الركيزتين» جاءت مع نهاية مفاجئة عندما فقد شاه ايران العرش وجاءت الثورة الايرانية والتي أظهرت عداءا واضحًا تجاه اميركا. اليوم، وبعد حوالي اربعة عقود، نرى السعودية وايران يمثلان قوة ونفوذًا في جزء كبير من هذا العالم ولكن المشهد يختلف كثيرًا مع العداوة والحروب الكلامية بين البلدين.

ورغم ان الانتخابات الايرانية أوصلت الى السلطة الطرف الذي يعتبر من المعتدلين، لكن لا يبدو ان المشهد السياسي او الاقتصادي سيتغير، وفوز روحاني المعتدل لا يعني حتما، ان العلاقات الايرانية السعودية على وشك ان تتجه نحو الافضل والواقع انها وعلى خلاف ما يراه البعض قد تتجه نحو الاسوأ .

نهاية هذه التطورات ستتم ترجمتها في زيادة التحديات الاقتصادية، وهي تحديات ستواجه ايران والسعودية، سيما ان الدولتين تعانيان من مشاكل اقتصادية.

ولم تأت اميركا لحل مشاكلهم انما وعلى ما يبدو لحل مشاكلها الاقتصادية وزيادة فرص العمل في اميركا وتشغيل شركات صناعة الاسلحة وهذه الصفقات التي حصلت خير برهان على ذلك.