كثرت مؤخرًا هواجس البعض ومخاوفهم من حرب قادمة وكرست قمة الرياض هذه المخاوف، فما هي احتمالات هذه الحرب وفرصها المتاحة؟
 

تتسع سطحية البسطاء من عامة الشيعة الى سيناريوهات متعددة من صنع هواجس الخوف الدائم من أحد ومن غير أحد سواء كان العدو واقفاً على الحدود أو انه نائم في مخادع حروب يتوسطها كمتفرج ومتدخل في آن بحسب الطلب كما هو حال إسرائيل في سوريا.
يتحدث الناس عن حرب باتت وشيكة ستشنها إسرائيل بتكليف مباشر من القمّة السعودية المرؤوسة أمريكياً على لبنان من بوابة الجنوب إستغلالاً لإنشغال حزب الله في معاركه المفتوحة في ثلاثة دول مهيئة كيّ تصبح أربعة اذا ما دخل البحرين آتون الحرب التي يدفع بها آل خليفة ومتهورون آخرون معادون حتى لأنفسهم لإستكمال المشهد القاتم في المنطقة.
طبعاً حسابات الناس البسطاء في ضرورة الحرب الإسرائيلية مبنية كما ذكرت على دافع من الخوف الدائم من الآخر حتى ولو كان من صنع الخيال كما هو حال الخوف من زحف ما للمناطق الشيعية من إرهاب متعدد الهويات ومبنية أيضاً على هرطقة إعلامية تتيحها الشاشات الموجهة والتي يتسمر حولها أغلبية الشيعة العاطلة عن العمل والمتفرغة للسب والشتم واللعن المتوزع على الجميع وبالتساوي.

إقرأ أيضًا: القمّة الممانعة المقاومة – الروسية هي الردّ
يحمس خطباء مناسبات الموت من حسابات الناس وتأخذهم حميّة الخطابة الرنانة الى إرتجالات خيالية لا واقع لها الاّ أنها تغذي من العصبية المتوترة وتدفعها الى حماس هستيري طائفي ومذهبي مقابل هستيرية أخرى مستقرة في مذاهب إسلامية ومسيحية خاصة وأن الإنكماش الحاصل بين أركان الطبقة السياسية حول قانون الإنتخاب يٌفعل من السجال السلبي داخل كل كتلة تستشعر خوفاً من الآخر بإستحقاق أو بدون مناسبة.
اذاً يجلس اللبنانيون عموماً والشيعة خصوصاً تحت سقف الخوف المباشر من أعداء الداخل بالنسبة للطوائف الأخرى ومن أعداء الداخل والخارج بالنسبة للطائفة الشيعية المهتجسة رغم أنها في قمّة قوتها مقارنة مع الطوائف التي لا تشاركها قوّة السلاح.
دائماً ما يحدث الجنوبي نفسه و جاره عن حرب قادمة وقد ضاعفت من قرع طبولها القمّة السعودية الموجهة بحسب فهمه الى إيران ومحور إيران والذي يلعب حزب الله  فيه رأس حربة متقدمة وهو الطرف الوحيد المهدد من قبل الأعداء الذين يتربصون الفرص للإنقضاض عليه.

إقرأ أيضًا: السعودية ترعي تفاهم الحرّ القوّات والمستقبل
أمام ما نسمع يومياً في الدكان والشارع وفي المنابر العامة والخاصة من أحاديث عن الحرب القريبة بتنا نصدق مما نخاف ونحذر في وقت غير متاح للحرب في كل المقاييس وفي كل الإعتبارات ولا إمكانية للإنخراط في حماماتها وبراكينها خاصة وأن اللبنانيين على إنتظار غير ممل بالنسبة لهم للفرج الآتي مع حرب ضروس تضع التوازنات الطائفية في ميزان آخر وفي حسابات جديدة تستبدل أوراق اللعبة القائمة بأوراق أخرى لقوى طائفية أخرى وساعتئذ نكون أمام تجربة سقوط طائفة مشابهة لمرحلة وتجربة سقوط الطائفة المارونية ونزولها القسري عن جبل القوّة الى وادي الضعف.
حتى لانصل الى ما يريده الأعداء في الداخل والخارج علينا تنشيط ذاكرتنا بطريقة تحمي ما يهدد مصالحنا إذا ما كنا نفكر طائفياً كما هوالحال أو مذهبياً كما هو الواقع وذلك بالإبتعاد عن الصيحات العنترية التي بالغ فيها الكثيرون ممن يعانون من أزمة قوّة زائدة ويحاولون إستهلاكها و إستنزافها بطرق مُضرة بهم ومؤثرة على الطائفة التي تدفع ضريبة قوتها أكثر مما دفعته في ضعفها.