كتبت زكية الديراني في صحيفة "الأخبار": لو أنّ LBCI جمعت الصحافيين قبل نحو خمس سنوات وأدخلتهم كواليس تصوير مسلسل لبناني، لما كانوا اهتمّوا كثيراً بالنشاط. لكن بما أن الدراما المحلية تخطو خطوات سريعة نحو المنافسة، فإنّ دعوة الصحافيين لزيارة كواليس "الحبّ الحقيقي" (اسم مبدئي/ سيناريو باسكال حرفوش، وترجمة لمى مرعشلي، وإخراج جوليان معلوف) لقيت ترحيباً وتجاوباً.

وأضافت الكاتبة: تعرف القناة كيف تدشّن منافسة جديدة، ثم تتبعها باقي المحطات. في السابق، كانت الدراما اللبنانية في أسفل سلّم أوليات القناة لصالح الأعمال السورية والمصرية وكذلك المشتركة، بناء على مقولة "المشاهد عاوز كده". لكن في السنتين الأخيرتين، انقلبت المقاييس لأسباب عدّة أهمها اقتصادية، فأصبح للدراما اللبنانية حضور، رغم الملاحظات والمآخذ الكثيرة عليها (سواء في السيناريو أو التمثيل والإخراج).

ويبدو أن LBCI ستكون "عرّابة" الدراما اللبنانية في هذه الفترة، وبالطبع ستنتقل "العدوى" إلى بقية القنوات. إذ أعلنت أنها ستحمل "لواء" الصناعة المحلية، وستقدّم سنوياً مجموعة أعمال تنتجها، إلى جانب عرض مجموعة قليلة من الدراما الأخرى (سورية ومشتركة). مع العلم أنها دخلت مجال الإنتاج قبل سنوات، وقدّمت العديد من المسلسلات، لكنها سوف تزيد عدد المسلسلات لتصبح ثابتة في جدولة برمجتها.

وقد أعلن رئيس مجلس إدارة "المؤسسة اللبنانية للإرسال" بيار الضاهر عن بدء مرحلة جديدة تشهدها الشاشات المحلية. تلك المرحلة التي قدّر زمنها بين 10 و15 عاماً، سوف تقوم على تقديم وتبنّي المسلسلات المحلية وعرضها على الشاشة. فنّد الضاهر وضع الدراما المستقبلي، لافتاً إلى أنّ لبنان مساحة مهمة لإنتاج المشاريع، فـ"الاستقرار الأمني يجذب المنتجين، وكذلك القدرات البشرية التي تتمتع بخبرة طويلة في الإنتاج، إضافة إلى توافر الانترنت الذي يعتبر العنصر الأساسي اليوم لتقديم أيّ أعمال تلفزيونية". يبشّر كلامه بفتح صفحة درامية جديدة، لافتاً إلى أننا اليوم "دخلنا مرحلة جديدة، وسوف يعتاد المشاهد على الإنتاج المحلي. الشاشات لديها استديوهات لتصوير برامجها، بينما lbci خصّصت مكاناً لتصوير المسلسلات". ويرى الضاهر أنّ الاتجاه اليوم في جميع الدول نحو الإنتاج المحلي، متوقّعاً أن "الحرب بين الشاشات ستكون درامية في الفترة المقبلة". لكن كيف ستقف المسلسلات اللبنانية في وجه الدراما العربية التي تخصّص لها ميزانية ضخمة؟ يجيب الضاهر "إن الوضع اليوم هو في العرض والطلب، وأتوقّع أن تتراجع الدراما العربية المشتركة".