منذ سنوات يروج الإعلام الغربي بأن أقوى رجل في الشرق الأوسط هو قاسم سليماني ويبدو أن الحق فيما يقال إذ أنه يتواجد دائمًا في حمص وحلب والقصر الرئاسي في دمشق وبغداد وصنعاء والجزء الأهم في لبنان، ولكن هل أن الرجل الأقوى في الشرق الأوسط هو الرجل الأقوى سياسيًا في إيران؟ بكل تأكيد لا. 

ذلك لأن المرشح الخاسر إبراهيم رئيسي استخدم ماركة قاسم سليماني بشكل واسع في حملته الإنتخابية ووزّع صورًا له إلى جانب سليماني في لقاءات خاصة، وتم نشر رسالة مزورة باسم قاسم سليماني تدعو الشعب للتصويت لصالح رئيسي.

هذا والقانون يمنع العسكر من المشاركة في الحملات الإنتخابية منعًا باتًا. 

إقرأ أيضًا: إندفاعة روحاني خلال المؤتمر الصحفي الأول

وفي المقلب الآخر هناك شخصية أخرى لا تملك مالًا ولا سلاحًا لغزو المدن والعواصم ولكنها تملك كاريزما قوية يخاف منها الكثيرون وهو الرئيس الأسبق محمد خاتمي. 
خاتمي عاد الى منزله بعد إنتهاء ولايته قبل 12 عامًا تاركًا وراءه جميع المناصب والمكاسب ولكنه بقي زعيمًا وطنيًا يؤدي دور البوصلة لسفينة الوطن وذلك عبر الإعلان عن دعمه لمرشحين للرئاسة أو النيابة أو المجلس البلدي، ونجحت لوائح خاتمي في جميع المعارك الانتخابية بدء من الانتخابات الرئاسية في العام 2013 التي فاز فيها الرئيس روحاني وانتخابات مجلس خبراءالقيادة والبرلمان واخيرا الانتخابات الرئاسية والمجالس البلدية. 
لا شك في أن دعم الرئيس خاتمي للرئيس روحاني من أهم أسباب فوزه في الإنتخابات الرئاسية كما أن لائحته للمجالس البلدية انتصرت في معظم المدن ومنها العاصمة طهران. 
وبعد الإعلان عن نتائج إنتخابات المجلس البلدي في طهران علق اللواء السابق وعضو المجلس البلدي السابق مرتضى طلائي الذي خسر مقعده في المجلس البلدي على تلك الانتخابات عبر تغريدة له على تويتر بالقول: لم تعد الإنتخابات عندنا إنتخابات فعلًا، بل إنها تعيينات خاتمي!

إقرأ أيضًا: إيران ... نهاية التيار المحافظ
والحق مع هذا المرشح المحافظ الخاسر للمجلس البلدي حيث أن خاتمي هو الذي يحدد الفائزين والخاسرين، هو الذي يطلب من الشعب التصويت لمرشحين محددين وعدم التصويت للآخرين. 
وهذا هو سر الشكر الخاص الذي وجهه له الرئيس المنتخب حسن روحاني.
أجل الشعب الإيراني يصوت لمن يحدده ويعينه خاتمي.
فهل هناك شخصية أقوى من الرئيس خاتمي في إيران؟