التعرّق الليلي الفعليّ عبارة عن إفراز عرق شديد يظهر بوضوح، وليس الشعور بقليل من السخونة. إذا كان هذا الأمر يعنيكم، فمن المرجّح أنّ الأعراض التي تنتابكم سببها مشكلة صحّية كامنة. فماذا يُعقل أن تكون؟
 

يُعتبر انقطاع الطمث أو المرحلة التي تسبقه من بين الحالات الأولى التي تخطر في البال عند التعرّق مساءً نتيجة التغيّرات الهورمونية التي تحصل. ووجدت دراسة نُشرت في «Annals of Human Biology» أنّ 36 في المئة من النساء كشفن أنهنّ يتعرّضن للتعرّق الليلي خلال انقطاع طمثهنّ.

واللافت أنّ الكحول قد تجعل هذا التعرّق الليلي أسوأ، بحيث ربط بحث صدر في مجلّة «Menopause» احتساء المشروبات الروحية باعتدال أو بإفراط (كوب أو أكثر في اليوم) بزيادة معدلات التعرّق الليلي لدى النساء بعد انقطاع الطمث.

غير أنّ اقتراب دخول هذه المرحلة من التغيرات الهورمونية ليس وحده المسؤول عن التعرّق الليلي، إنما هناك أمور أخرى جدّية يجب عدم تجاهلها خصوصاً أنها قد تهدّد الحياة:

إرتفاع خطر أمراض القلب
إستناداً إلى دراسة نُشرت في «International Journal of Obstetrics and Gynecology» عام 2014، إنّ المرأة في منتصف العمر التي تواجه غالباً التعرّق الليلي قد تكون أكثر عرضة لخطر أمراض القلب والأوعية الدموية. كذلك تبيّن أنّ هذا الارتفاع استمرّ حتى عندما أجرى العلماء تعديلات على بياناتهم لحساب حالات انقطاع الطمث، والعمر، وعوامل نمط الحياة.

اللافت أيضاً أنّ النساء اللواتي يعانين زيادة الوزن، وارتفاع ضغط الدم، والسكري هنّ أكثر ميلاً إلى مواجهة التعرّق الليلي مقارنةً بغيرهنّ. هذا ما يفسّر سبب تزايد خطر تعرّضهنّ لأمراض القلب والأوعية الدموية.

محاربة العدوى
إذا كان الجسم يحارب أيّ مرض أو عدوى، من المُحتمل أن يسبب ذلك تعرّقاً ليلياً قد يستمرّ لأيام أو أسابيع عديدة بعد تلاشي الأعراض الأخرى. إذا تعرّضتم أخيراً لارتفاع حرارة الجسم أو مشكلات صحّية أخرى، فذلك قد يفسّر إصابتكم بحصص من التعرّق.

إضطراب الغدّة الدرقية
إنّ التعرّق الليلي عبارة عن عارض شائع لدى الأشخاص الذين يواجهون فرط نشاط الغدّة الدرقية، ويُذكر أنّ مشكلات صحّية أخرى مرتبطة بالهورمونات، من بينها فشل الغدّة الكظرية، قد تسبّب التعرّق الليلي.

أخذ أدوية معيّنة
تشتهر عقاقير عديدة بقدرتها على تحفيز التعرّق الليلي، أبرزها مضادات الكآبة. كذلك فإنّ بعض العلاجات الهورمونية، خصوصاً الأنواع المرتبطة بالسرطان، قد يسبب بدوره التعرّق الليلي. الأمر ذاته ينطبق على أدوية السكري التي تحفّز هذا العارض في حال انخفاض مستوى السكر في الدم بشدّة.

خلل في الجهاز المناعي
إنّ اضطرابات المناعة الذاتية هي حالات يُخطئ فيها جهاز المناعة في تحديد أي شيء طبيعي أو حميد بمثابة خطر على الصحّة. هناك أنواع عديدة من هذه المشكلات، وبعضها، كالتهاب المفاصل الروماتويدي وداء السيلياك، قد يسبّب تعرّقاً ليلياً.

إحتمال وجود السرطان
أشكال كثيرة من السرطان قد تسبّب التعرّق الليلي. عند الشكّ في سرطان الغدد الليمفاوية، فإنّ التعرّق الليلي يُعتبر من بين الأعراض التي قد يولي الأطباء اهتماماً له. في حال معاناة إشارات أخرى كخسارة الوزن، وتعب، وتضخّم العقد اللمفاوية، جنباً إلى التعرّق الليلي، فإنّ الطبيب سيبحث عن سرطان الغدد الليمفاوية.

(سينتيا عواد - الجمهورية)