لا محادثات إنتخابية , والمنطقة تنتظر نتائج اللقاء السعودي الاميركي

 

المستقبل :

في سياق يكرّس تموضعه في الحاضنة العربية ويعزز دوره على خارطة الدول الفاعلة والمؤثرة في مكافحة الإرهاب، برزت مشاركة لبنان الرسمي برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أمس في أعمال القمة العربية – الإسلامية – الأميركية التي انعقدت في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض، ليكون بذلك وسط صفوف «صنّاع القرار» الإقليمي في لحظة تاريخية ومفصلية من تاريخ منطقة الشرق الأوسط لا شكّ أنّ ما بعدها لن يكون كما قبلها، في ضوء ما بدا من عزم عربي وإسلامي في قمة الرياض على إعلاء راية الاعتدال والسلام فوق كل رايات التطرف والإرهاب. في وقت لفتت إشادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال كلمته في مستهل القمة بالجهود التي يبذلها الجيش اللبناني على الحدود الشرقية مع سوريا في إطار مواجهة التنظيمات الإرهابية والتصدي لها ومنعها من التسلل إلى الداخل.

وكان الحريري قد وصل عند الساعة الثانية من بعد ظهر أمس إلى مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات لترؤس وفد لبنان إلى القمة حيث كان في استقباله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسط حفاوة ملكية لافتة أبداها الملك سلمان خلال الترحيب به، فضلاً عما بدا من ودّ بين الحريري وكل من ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اللذين التقط معهما «سيلفي» على هامش أعمال قمة الرياض وأرفقها بعبارة: «بين أهل الخير.. معاً عملنا لإنجاز الاستقرار ودائماً معاً لإرساء السلام والوحدة والحفاظ على عروبتنا، نعم، دائماً».

إلى ذلك، وعلى هامش مشاركته في أعمال القمة العربية – الإسلامية – الأميركية، تبادل رئيس مجلس الوزراء وكل من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير أطراف الحديث، قبيل انتهاء أعمال القمة ومغادرة الحريري مع رؤساء الوفود للمشاركة بوضع حجر الأساس للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف.

وفي بيروت، لاقت مشاركة لبنان في قمة الرياض تشديداً على أهميتها باعتبارها تساعد الدولة على تعزيز حضورها على الساحات العربية والإقليمية والدولية وتساهم في إعانة لبنان على «تجاوز الملفات الصعبة وحمايته وتعزيز أمنه واستقراره» كما أكد الوزير طارق الخطيب لـ»المستقبل» مع إبدائه «الثقة بحكمة الرئيس الحريري والوفد الوزاري المرافق وبتعبيرهم خير تعبير عن الموقف اللبناني المعزز للوحدة الوطنية والعيش المشترك». كما كانت تأكيدات سياسية مماثلة لـ«المستقبل» () بحيث لفت الوزير معين المرعبي إلى أنّ هذه المشاركة «تعني أنّ لبنان في صلب العالم العربي والإسلامي ومعني بما يحصل في محيطه وبيئته» معرباً عن التمني اللبناني بإيجاد «حل لوقف القتل والدمار في سوريا تمهيداً لعودة النازحين إلى بلدهم والبدء بعملية إعادة الإعمار». في حين ذكّر عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب انطوان سعد «بالدور الكبير الذي يلعبه الجيش اللبناني في محاربة الإرهاب والذي يدفع بالولايات المتحدة الأميركية إلى تقديم المساعدات العسكرية له»، مشدداً على أنّ «وجود لبنان في أهم قمة من نوعها تعقد في العالم العربي بمشاركة الرئيس الأميركي هو بحد ذاته أمر مهم جداً يؤكد عودته إلى لعب دوره الطبيعي في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة». كما أشار عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب شانت جنجنيان إلى أنّ الحضور اللبناني في هذه القمة يعتبر بمثابة «اعتراف عربي وأميركي بأهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه لبنان في محاربة التطرف والإرهاب خصوصاً وأنّ الجيش اللبناني يسطّر معارك بطولية في هذا المجال على الحدود».

وليلاً، غرّد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل عبر حسابه على موقع «تويتر» قائلاً: «لم نكن على علم باعلان الرياض لا بل كنا على علم أن لا بيان سيصدر بعد القمة، وقد تفاجأنا بصدوره وبمضمونه ونحن في طائرة العودة»، وأضاف: «أما وقد وصلنا إلى لبنان فنقول إننا نتمسك بخطاب القسم والبيان الوزاري وبسياسة ابتعاد لبنان عن مشاكل الخارج وابعادها عنه ضناً بلبنان وشعبه ووحدته».

 

الديار :

شاحت الانظار خلال اليومين الماضيين عن قانون الانتخاب المتعثر، وتركزت على الرياض حيث عُقدت قمة اسلامية- اميركية، يبدو انها سترفع منسوب التوتر والاحتقان في المنطقة، بعد التصويب المباشر والعنيف من منصتها على ايران، بالتزامن مع ادراج اسم رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على لائحتي الارهاب، السعودية والاميركية.
وإذا كان الرئيس سعد الحريري يحاول في هذه المرحلة ان يوفق بين خفقات «قلبه» المنحاز الى السعودية وشراكتها الاستراتيجية مع واشنطن في مواجهة طهران، وبين حسابات «عقله» الذي يفرض عليه كرئيس لحكومة ائتلافية تضم حزب الله ان يراعي التوازنات الداخلية وقواعدها الدقيقة، إلا ان ذلك لا يكفي وحده لحماية لبنان من التداعيات المحتملة لتأجيج الصراع الاقليمي- الدولي، ما لم تسارع قواه السياسية الى تحصين ساحته ودولته، والتخفيف من «ترف» هدر الوقت والفرص.
واول «اللقاحات» التي تفيد في تعزيز المناعة اللبنانية يكمن في وضع قانون جديد للانتخابات النيابية قبل 19 حزيران المقبل ومن ثم اجراء هذا الاستحقاق الدستوري قريبا، لان اي انزلاق متهور الى مغامرة الخيارات الصعبة في هذا التوقيت، سيؤدي الى انكشاف لبنان امام الرياح الحارة التي هبت من الرياض.
وبدا واضحا من تركيز كل من الملك السعودي سلمان والرئيس الاميركي دونالد ترامب على ايران وسوريا وحزب الله، ان الولايات المتحدة والاطراف الاقليمية الحليفة لها ليست بوارد الانخراط في تسوية قريبة، بل هي أوحت بانها ستسعى الى تحسين مواقعها على امتداد النقاط الساخنة في المنطقة- بمعزل عن حجم قدرتها العملية على تعديل موازين القوى- ما يستوجب من اللبنانيين منع استخدام ساحتهم كواحدة من حلبات الملاكمة وتصفية الحسابات.
وفي مقابل الاستهداف المركّز لايران وسوريا وحزب الله من قبل صقور القمة الحاشدة، تحت شعار مكافحة الارهاب، لوحظ ان ايا من الزعماء العرب لم يتطرق امام الضيف الاميركي «المدلل» الى الارهاب الاسرائيلي بحق الفلسطينيين، والى قضية الاسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، أقله من باب تسجيل الموقف وهذا أضعف الايمان وأقل الواجب.
وبينما يواجه الاسرى الفلسطينيون اصعب الظروف في المعتقلات وتنتشر الكوليرا في اليمن، كانت كل مظاهر البذخ المبالغ فيها تنتظر ترامب في السعودية، بحضور عدد كبير من القادة العرب والمسلمين الذين احتفوا بزيارة الرئيس الاميركي وأنصتوا بإمعان الى خطابه.
ومن مفارقات قمة السعودية ان سلمان وترامب ساويا بين حزب الله وداعش والقاعدة وحماس الذين صُنفوا جميعا في خانة الارهاب من دون تمييز، في حين ان الحزب يتعارض ايديولوجيا مع داعش والقاعدة وأخواتهما، ويقاتلهم عسكريا في لبنان وسوريا، خلافا للسلوك المريب لبعض حلفاء الرئيس الاميركي ممن كانوا، ولا يزالون، يقدمون «الخدمات» الى التنظيمات الارهابية، بمبررات شتى.
ثم ان الحملة الحادة على ايران من قلب المملكة أتت غداة انتخابات رئاسية فاز بها الشيخ «المرن» و«البراغماتي» حسن روحاني الذي اعطى اشارات واضحة الى الرغبة في التفاعل مع المجتمع الدولي والانفتاح عليه- طبعا تحت سقف الضوابط الايرانية- فإذا بالمجتمعين في الرياض يدفعون طهران الى التصلب، بدل التقاط الفرصة ومحاولة ملاقاة روحاني في مساحة مشتركة، ولو كانت ضيقة.
 

 

 

 

 

 

 

 جنبلاط: اين ايران؟


وقال النائب وليد جنبلاط لـ«الديار» انه كان من الافضل لو ان قمة الرياض ضمت ايران ايضا، خصوصا بعد انتخاب الرئيس الاصلاحي والمعتدل الشيخ حسن روحاني، للتوصل الى اتفاق اسلامي شامل حول مكافحة الارهاب والتطرف والتخلف والتركيز على التعليم والتنمية، وصولا الى ايجاد مخرج للجميع من حرب اليمن.
ويضيف جنبلاط: لا بد من التشديد على ان فلسطين يجب ان تبقى القضية المركزية، وفوق كل اعتبار.
وفي انتظار المواقف التي سيطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حيال قمة الرياض ودلالاتها في خطاب عيد المقاومة والتحرير، الخميس المقبل، اعتبر رئيس المجلس التنفيذي للحزب السيد هاشم صفي الدين، ان الادارة الاميركية عندما كانت على حالها واوضاعها لم تتمكن من النيل من المقاومة، وبالتالي فان هذه الادارة المعاقة والمجنونة بقيادة ترامب لن تتمكن من المقاومة، وما سيحصلون عليه هو مزيد من الصراخ الاعلامي، وسينتهي كل ما فعلوه.
وأكد ان المقاومة ستبقى ثابتة وراسخة في الارض بعزم أقوى مما مضى، وبانتصارات في الاشهر والسنوات الآتية أفضل من الانتصارات التي حصلت.
 

 ابراهيم: الوضع تحت السيطرة


داخليا، وبينما تستمر المراوحة في الملف الانتخابي العالق في عنق الزجاجة، تتواصل الانجازات الامنية النوعية، سواء عبر الضربات العسكرية النوعية التي يوجهها الجيش الى الارهابيين في جرود عرسال، او عبر العمليات الدقيقة التي تنفذها الاجهزة الامنية ضد الخلايا التكفيرية والاسرائيلية في الداخل اللبناني.
وغداة تمكن «الامن العام» من توقيف العراقي (م.ي) بجرم التواصل مع العدو الاسرائيلي وجمع المعلومات لصالحه، قال المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم لـ«الديار» ان عيون الجهاز مفتوحة لرصد عملاء اسرائيل وتوقيفهم، مؤكدا ان معركتنا مع الارهاب التكفيري لم تصرفنا عن الاستمرار في ملاحقة الشبكات المتعاملة مع العدو الاسرائيلي وتفكيكها. 
ويضيف: نحن نعمل على الخطين في وقت واحد، ولا نهمل ايا منهما، علما ان الخطرين التكفيري والاسرائيلي هما وجهان لارهاب واحد، وبالتالي فهما يتوزعان الادوار ويلتقيان عند الاهداف التدميرية والتخريبية ذاتها.
ويشير الى ان توقيف عراقي يتعامل مع العدو يندرج في سياق المتابعة الحثيثة لملف الشبكات العميلة، كاشفا عن ان قيادة «الامن العام» اتصلت بالسلطات العراقية الرسمية وأطلعتها على تفاصيل هذه القضية والمعلومات المتعلقة بمحاولة الشخص العراقي، قبل توقيفه، تجنيد شقيقه المقيم في العراق للعمل مع المخابرات الاسرائيلية.
وبالنسبة الى التهديد التكفيري، يشدد ابراهيم على ان الوضع تحت السيطرة، كاشفا عن ان هناك موقوفين غير مُعلن عنهم لدى «الامن العام»، وذلك حرصا على سرية التحقيق وجدواه، موضحا انه يتم نشر أسماءهم تباعا بعد احالتهم الى القضاء.

 

 

الجمهورية :

نَقل خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس خلال القمّة العربية ـ الإسلامية ـ الأميركية المنطقةَ إلى مرحلة مواجهة مع إيران، وتَلاقى في الموقف مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في الدعوة إلى «عزل» طهران وإدراج «حزب الله» على قائمة التنظيمات الإرهابية ووضعِه في الخانة نفسِها مع «داعش». وكان اللافت في زيارة ترامب ما تَخلّلها من توقيع اتفاقات ضخمة بين واشنطن والرياض بَلغت قيمتُها 380 مليار دولار وقيمة الصفقة العسكرية منها تبلغ 110 مليارات دولار، وذلك في صفقةٍ اعتبَر البيت الأبيض أنّها «الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية».

إهتمّ الشرق الأوسط والعالم أمس بنتائج قمم ترامب في المملكة العربية السعوديّة، حيث دعا خلالها الزعماء العرب والمسلمين إلى تحمّل مسؤوليتهم لـ«طرد» الإرهاب من بلدانهم، ملقياً على دول المنطقة عبءَ مكافحة الجماعات المتشددة، وواصفاً الحرب ضد الإرهاب بأنها «معركة بين الخير والشر وليست نزاعاً بين الأديان».

وخاطبَ زعماء 55 دولة عربية وإسلامية قائلاً: «إنّ أميركا مستعدة للوقوف معكم في المساعي لتحقيق المصالح المتبادلة والأمن المشترك. لكنّ دول الشرق الأوسط لا يمكنها انتظار القوة الأميركية لكي تسحق هذا العدو نيابةً عنها».

ولقيَ ترامب استقبالاً حارّاً وحفاوةً كبيرة لدى القيادة السعودية والزعماء العرب والمسلمين الذين لفتوا إلى رغبته في كبح جماح نفوذ إيران في المنطقة، وهو التزام يعتبرون أن إدارة سَلفه باراك أوباما كانت تفتقر إليه.

وأكّد ترامب، في هذا السياق، «أنّ إيران تموّل وتسلّح وتدرّب الإرهابيين والميليشيات»، لافتاً الى أنّها «أشعلت النزاعات الطائفية، وهي مسؤولة عن زعزعة الاستقرار في لبنان والعراق واليمن، كما أنّ التدخّلات الإيرانية التي تزعزع الاستقرار واضحة جداً في سوريا، فبفضلِ إيران ارتكبَ الرئيس السوري بشّار الأسد جرائم في حقّ شعبه، ويجب أن نعمل معاً لعزلِها ومنعِها من تمويل التنظيمات الإرهابية».

ودعا «العالم بأسره» إلى إدراج «حزب الله» في قائمة التنظيمات الإرهابية على المستوى الدولي «لأنه يمارس و»حماس» و»داعش» نفسَ الوحشية»، على حدّ تعبيره.

معركة مشتركة واستقبال ملكي
وفي تقديمه لترامب خلال القمة وصَف الملك سلمان بن عبد العزيز إيران بأنّها «عدو مشترك» لبلاده ولواشنطن واعتبَرها «مصدر الإرهاب الذين يتعيّن مواجهته معاً». وقال: «إنّ مسؤوليتنا أمام الله ثمّ أمام شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متّحدين لمحاربة قوى الشر والتطرّف أياً كان مصدرها. فالنظام الإيراني يشكّل رأس حربة الإرهاب العالمي». وأكّد «أنّ إيران و»حزب الله» والحوثيين و «داعش» و «القاعدة» متشابهون».

إعلان الرياض
أكّد الزعماء في «إعلان الرياض» الذي صَدر في ختام قمّتهم مع ترامب «التزام دولِهم الراسخ بمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله والتصدّي لجذوره الفكرية وتجفيف مصادر تمويله».

وأكّدوا «رفضَهم الكامل لممارسات النظام الإيراني المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ولاستمرار دعمِه للإرهاب والتطرّف»، مشدّديين على «خطورة برنامج إيران للصورايخ الباليستية»، كذلك، دانوا «خرقَ النظام الإيراني المستمر لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية». وأضافوا «أنّ هذه القمّة تمثّل منعطفاً تاريخياً في علاقة العالمين العربي والإسلامي مع الولايات المتحدة الأميركية، وأنّها ستفتح آفاقاً أرحبَ لمستقبل العلاقات بينهم».

كذلك، أشاد الزعماء بـ«الخطوة الرائدة بإعلان النوايا بتأسيس تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي في مدينة الرياض، والذي ستشارك فيه العديد من الدول للمساهمة في تحقيق السِلم والأمن في المنطقة والعالم، وسوف يتمّ استكمال التأسيس وإعلان انضمام الدول المشاركة خلال عام 2018». ورحّبوا بـ»استعداد عدد من الدول الإسلامية المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب لتوفير قوة احتياط قوامُها 34 ألف جندي لدعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا عند الحاجة».

وشدّد القادة على «أهمّية تعزيز العمل المشترك لحماية المياه الإقليمية، ومكافحة القرصنة لحفظ الأمن والاستقرار وتفادي تعطيل الموانئ والممرات البحرية للسفن بما يؤثّر سلباً على الحركة التجارية والنمو الاقتصادي للدول.

القمّة السعودية ـ الأميركية
وكان ترامب قد وقّعَ مع الملك سلمان 34 عقداً في مجالات عدة، بينها الدفاع والنفط والنقل الجوّي. وقال وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون «إنّ الصفقة المتعلقة في مجالات الدفاع تدعم أمنَ المملكة والخليج في مواجهة التأثير الإيراني السيّئ والتهديدات الإيرانية على طول الحدود السعودية».
وأعلن المتحدث باسمِ البيت الابيض شون سبايسر أنّ عقود تسلّحِ السعودية تبلغ قيمتها 110 مليارات دولار. ووصَف صفقة الأسلحة بأنها «الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية».

الموقف الإيراني
وفي أوّل تعليق إيراني على زيارة ترامب للسعودية، انتقدَ وزير الخارجية محمد جواد ظريف المواقفَ المعادية لإيران التي طرِحت خلال قمّة الرياض أمس. وقال بتهكّم: «إنّ إيران التي أجرت أخيراً انتخابات حقيقية، تمّت مهاجمتُها من قبَل الرئيس الأميركي في قاعدة الديموقراطية والاعتدال السعودية». وأضاف: «هل هذه سياسة خارجية، أم حَلبُ 480 مليار دولار من السعودية؟

 

 

الاخبار :

على الرغم من انشغال الداخل اللبناني بالنتائج التي ستخرج بها قمم الرياض، لا يزال النقاش حول قانون الانتخابات قائماً، لكن بوتيرة أخف من تلك التي شهدتها الأسابيع الأخيرة. «حتى الآن لا شيء منجزاً»، إلا أن المتغيّر الوحيد الذي طرأ على الملف هو «سقوط القانون التأهيلي إلى غير رجعة»، بعدما أصبحت النسبية الكاملة هي المدخل لأي قانون جديد.

وقد انتقل شدّ الحبال من الاتفاق على «التأهيلي» إلى الضوابط التي يرى التيار الوطني الحرّ أنها الطريق الوحيد للحدّ من أضرار النسبية الكاملة وحفظ معيار «حُسن التمثيل». في المقابل، يزداد الكلام عن «ضرورة التمديد تفادياً للفراغ»، في حين يظهر أن هذا السيناريو يتقدّم على باقي الخيارات المتاحة. وكان لافتاً أمس تأكيد وزير الشباب والرياضة محمد فنيش، أن "المدة الزمنية الفاصلة تكاد تكون شهرا من الزمن، هناك فسحة تفاؤل أتمنى أن تترجم بإنجار قانون إنتخابات.


 

الإنتخابات يجب أن تحصل، والحاجة إلى تمديد إنطلاقا من قانون جديد أو تلافيا للفراغ تبدو كأنها أصبحت أمرا ملزما». ودعا «جميع القوى إلى أن تحسم أمرها للوصول الى قانون إنتخابات يكفل إجراء الإنتخابات النيابية».
وفيما ترى أوساط سياسية أن الدفع نحو الفراغ هدفه العودة إلى قانون الستين، قالت مصادر عين التينة إن «جرّنا إلى الفراغ ومن ثم التمديد، وبعده القانون النافذ، يعني التراجع عن كل التعهدات التي قطعها البعض بعدم السماح بالوصول إلى هذه الخيارات، عوضاً عن أنها تشكّل ضربة كبيرة للعهد». ووصف نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، ما يجري بشأن قانون الانتخابات بـ«سوق عكاظ»، معتبراً أن «أفضل قانون هو النسبية، وفي قانون النسبية هناك 20 احتمالاً، ويمكننا الاتفاق عليه ببعض التعديلات التي يمكن أن تُراعي الملاحظات المختلفة».
من جهة أخرى، لا يزال ملف التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة يُطبخ على نار هادئة. وبعد أن تبين في الآونة الأخيرة عدم وجود توافق حوله ظهر في حذر رئيس الحكومة سعد الحريري من إدراجه على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء المقبلة، تفادياً لأي اشتباك مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، علمت «الأخبار» أن «مشروع مرسوم التجديد سيُطرح من خارج جدول الأعمال في أول جلسة يعقدها مجلس الوزراء بعد عودة الرئيس الحريري من الرياض» الأربعاء المقبل. ولمّحت مصادر سياسية رفيعة المستوى إلى أن «التجديد لسلامة سيُنجز من خلال تسوية يُعمل عليها ترتبط ببعض التعيينات التي سيتم إقرارها في الجلسة نفسها أيضاً في حال تمّ الاتفاق عليها».
على صعيد آخر، أثار المناخ المُرافق للقمم الثلاث التي عقدت في الرياض، الكثير من الحذر اللبناني، لناحية التداعيات التي يُمكن أن تنجُم عنها، خصوصاً أن العناوين التي حملتها استهدفت حزب الله مباشرة، وبحضور الوفد اللبناني الذي ترأسه رئيس الحكومة سعد الحريري. وقاربت الأوساط السياسية هذا الواقع من وجهات نظر متعّددة، يميل أغلبها إلى التشاؤم من أن يكون لبنان واحداً من الساحات التي سُتترجم فيها مقررات هذه القمم، ما سيؤثر سلباً على الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية فيه، وخاصة أن هذه المواجهة تتزامن مع العقوبات الأميركية التي تستهدف القطاع المصرفي اللبناني بذريعة محاصرة حزب الله.


 

 ولا مجال للشك  في أن لبنان يدخل في قائمة الاهتمامات الأميركية – السعودية المشتركة، إذ إن التوجه الأميركي إلى استهداف الحزب أصبح علنياً، وعبّر عنه ترامب خلال كلمته حين وضعه في نفس الخانة مع حركة حماس وتنظيم «داعش»، معتبراً أنهم «يرتكبون الأعمال الوحشية في المنطقة»، ووصف الحزب بأنه «منظمة إرهابية». وفيما كانت الأنظار تتجه إلى الوفد اللبناني الذي يترأسه الحريري، والذي تعّهد قبل سفره إلى الرياض أمام مجلس الوزراء بـ«الالتزام بالبيان الوزاري، وعدم القبول بأي أمر يهدّد وحدة لبنان»، تبرأ لبنان من البيان الذي صدر عن القمة، إذ قال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، عبر حسابه على «تويتر»: «لم نكن على علم باعلان الرياض، لا بل كنا على علم أن لا بيان سيصدر بعد القمة، وقد تفاجأنا بصدوره وبمضمونه ونحن في طائرة العودة». أضاف: «أما وقد وصلنا إلى لبنان فنقول اننا نتمسك بخطاب القسم والبيان الوزاري وبسياسة ابتعاد لبنان عن مشاكل الخارج وابعادها عنه ضنا بلبنان وشعبه ووحدته».
وكان المكتب الإعلامي للرئيس الحريري قد أعلن أنه «تبادل مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير أطراف الحديث، قبيل انتهاء أعمال القمة ومغادرة الرئيس الحريري مع رؤساء الوفود للمشاركة في وضع الحجر الأساس للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف». وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية ناثانيال تيك قد قال أمس إن «حزب الله تنظيم إرهابي خطير للغاية، ويلعب دوراً أساسياً في الانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري ضد الشعب»، مؤكداً أننا «سنُكافحه بالعمل مع شركائنا في المنطقة».

 

 

البلد :

انعدمت الحركة السياسية بفعل انشداد االنظار الى الحدثين االيراني والسعودي. اال ان المراقبين السياسيين توقعوا ان تؤدي نتائج االنتخابات االيرانية والقمم العربية - ّعت االميركية الى تسريع وتيرة ملف قانون االنتخاب، فكما سر االنتخابات االميركية وتيرة االستحقاق الرئاسي اللبناني، ّع تطورات الساعة االقليمية والدة القانون االنتخابي ستسر بعد ادراك جميع القوى في الداخل حجم انعكاسات قمم الرياض على لبنان. وعلى خط قانون االنتخاب، اوضح عضو تكتل »التغيير واالصالح« النائب فريد الياس الخازن« ان في حال عدم االتفاق، ً مع تعديل في المهل فان قانون »الستين« سيطل برأسه مجددا ً »عن نقاش يدور حول المادتين 25 ّ ثا وتمديد تقني«، متحد و74 ،وان رئيس الجمهورية ليس في وارد افتعال ازمة«، وقال »الستين ليس مطروحا اآلن، فالمساعي كلها تصب في سبيل اقرار قانون جديد، الذي تبدو صيغته غير واضحة في ضوء كثرة االقتراحات التي لم يسقط اي منها ». ولفت كالم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في احتفال في النبطية، ودعوته الى العمل واعادة النظر في المواقف من اجل انجاز قانون لالنتخاب ينسجم مع الدستور والميثاقية ويحقق الشروط المطلوبة لقمة التمثيل وعدالته وفاعليته. واضاف: نحن ال نريد ان نقطع الطريق على احد، بتمثيله او في خياراته وليختر من يشاء، ولكن ما نريد ان يسجله التاريخ، ان الذين يطرحون شعار الهروب من الستين وقانونه، ال ينبغي ً الى الستين وقانونه. لهم ان يعودوا زحفا واالمر الثاني، ان اي قانون قد يتم التوافق عليه، نحن ننبه الى ان هذا التوافق يجب ان يسبق تاريخ 20 حزيران، وربما هناك اجتهادات دستورية ال تخشى من الفراغ، وتقول انها قادرة على اجراء انتخابات نيابية في ضوء القانون النافذ اي الستين بعد انتهاء والية هذا المجلس، لكن نحن نعتقد ان ضمانة اجراء انتخابات نيابية وفق اي قانون هو استمرار وجود المجلس النيابي، فعندما تنتهي والية المجلس نكون قد دخلنا دائرة المخاطر والمنزلقات التي اذا ساء حظ اللبنانيين ربما ال تبقى مؤسسة دستورية وال مؤسسات حكومية عاملة في البالد«. ودخلت النقاشات حول قانون االنتخاب في مرحلة الجمود، بعد ان توقفت اقتراحات المشاريع عند عتبة النسبية، واخذت اآلمال تتالشى تدريجيا بامكانية التوصل الى اتفاق في المهلة التي تفصلنا عن نهاية والية المجلس النيابي في 19 حزيران. واذا كانت الترجيحات اليوم، قد اخذت تتجه اكثر فاكثر نحو العودة الى قانون الستين الحالي، والذهاب الى االنتخابات في ً ً من االطراف ال يحبذ تأكيد ذلك، مفضال ايلول المقبل، فان ايا استمرار الحديث عن امكانية الوصول الى اتفاق في اللحظة االخيرة.