لا أعرف ما إذا كان تزامن الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والتي جاء فيها إلى السعودية، مع يوم الانتخابات الرئاسية الإيرانية الجمعة في 19 مايو/أيار، أمرا مخططا أم مجرد مصادفة.
 

بصرف النظر عن كيفية وسبب وقوع صدفة التزامن هذه، إلا أنها وضعت كلاً من من البلدين الغريمين على مستوى المنطقة، السعودية وإيران، بوضع المراقب الذي يتابع بعناية الأحداث الدائرة في البلد الآخر.

العلاقات الدبلوماسية بين إيران والرياض انقطعت منذ يناير/كانون الثاني 2016، ولم تفلح المحاولات الذي بذلها وسطاء من دول مجلس التعاون الخليجي، مثل الكويت وسلطنة عُمان، ولا من الدول الكبرى مثل الصين، بإصلاحها.

بل إن الأمور اتجهت نحو المزيد من السوء، وذلك بسبب الأزمة في سوريا واليمن، وكذلك بسبب ضعف التنسيق والتعاون على المستوى الإقليمي.

والآن، وفي أول زيارة خارجية له، قرر الرئيس الأمريكي التوجه إلى المملكة العربية السعودية من أجل "إصلاح العلاقات مع العالم العربي وتشجيع الوحدة ومناقشة محاربة الإرهاب" وفقا لما قاله ترامب.

 

ولكن من بين عشرات الدول العربية والإسلامية المدعوة للمشاركة في هذه القمة بالرياض، لم تُوجّه الدعوة لإيران. الإيرانيون من جانبهم يحمّلون مسؤولية التوتر في علاقاتهم مع السعودية للتيار المتشدد في إيران، كما يعتبرون أن ذلك التيار مسؤول أيضا عن عزلتهم الإقليمية التي كانت الآمال مرتفعة بإمكانية إنهائها مع انتخاب الرئيس حسن روحاني.

طائرة الرئيس ترامب حطت في الرياض بالتزامن مع فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية الإيرانية. وبينما كان الرئيس الأمريكي يرتشف فنجان القهوة في القصر الملكي بالعاصمة السعودية كان الإيرانيون في الشوارع يحتفلون بالرقص والأهازيج بعد الفوز التاريخي لروحاني.

خلال الحملة الرئاسية، انتقد روحاني – من موقعه كمرشح رئاسي آنذاك – خصومه بتهمة التورط في الهجوم على السفارة السعودية في طهران وقنصلية السعودية في مدينة مشهد. مواقف روحاني تلك جاءت كإشارة إلى أن حكومته لا توافق على هذه التصرفات ولا ترغب بخلق توترات أو المغامرة بالعلاقات مع الجيران في المنطقة.

إذا تمكن روحاني من الحفاظ على وعوده، كما قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي، ريكس تيلرسون، فسيكون عليه إظهار أفعال لا أقوال. وقد قال الجبير بوضوح: "المهم هو تصرف إيران لا ما تقوله."

رد الوزير السعودي جاء تعليقا على رغبة إيران بتطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع السعودية والعودة إلى أجواء التعاون الإقليمي. بالطبع سيساهم الفوز التاريخي لحسن روحاني في إحداث فارق كفيل بتحسين صورة إيران ودفعها إلى العمل بانفتاح أكبر.

كما أن هناك إشارة إيجابية أخرى جاءت من وزير الخارجية الأمريكي، تيلرسون، عندما قال: "الحوار الأمريكي مع إيران سيحصل في الوقت المناسب" وذلك خلال وقوفه إلى جانب نظيره السعودي، ما يعني إشارة منه إلى إمكانية حصول مباحثات مباشرة مع إيران.

 

بقلم : کاملیا انتخابی فرد

صحفية أمريكية / إيرانية، كاتبة ومحللة سياسية تكتب عن إيران والسياسة الخارجية الأمريكية وقضايا منطقة الشرق الأوسط.