فيما كان مخاتير عكار يحتفلون بـ"يوم المختار" برعاية وزير الداخلية نهاد المشنوق، كان زملاؤهم في البقاع يجتمعون حول مختار بلدة الفرزل جوزف فرح، استنكاراً لاعتداء "وحشي" تعرض له من قبل عناصر من الجيش اللبناني، الخميس في 18 أيار، اثر تدخله في حل إشكال وقع بين ضابط وصاحب سوبرماركت في الفرزل، توسع بعد استعانة الضابط بمدنيين من خارجها، وكاد يوقع بين الجيش وأبناء البلدة بسبب معجون حلاقة. 
 
ووفق الرواية التي قدمها وزير الثقافة السابق كابي ليون، الذي كان حاضراً، بدأ الاشكال عندما دخل شخص بثياب مدنية إلى سوبرماركت يوسف اعزان في الفرزل، تبين لاحقاً أنه ضابط، وشقيقه يشغل رتبة مرموقة في القيادة العسكرية، وكان يرغب في استبدال معجون حلاقة اشتراه سابقاً، "كونه غير صالح" في رأيه. 
 
وعندما استمهله صاحب السوبرماركت للتأكد من مصدر المعجون، كان صبر الأخير قد نفذ، فرمى به على نافذة المؤسسة، بما يخالف مناقبية المؤسسة التي ينتمي إليها. فتطور الأمر إلى اشكال، استعان على اثره الضابط بمدنيين من خارج البلدة. ما استفز شباباً من الفرزل، فحضروا إلى المكان وسط استنفار من قبل الطرفين، أقفلت على اثره الطريق التي تربط زحلة ببعلبك. 
 
إلا أن تدخل الجيش "زاد الطين بلة"، خصوصاً عندما اندفع بعض عناصره بإمرة ملازم من فوج التدخل، "كون أحد طرفي النزاع ضابطاً أيضاً".

وضرب هؤلاء المختار فرح، الذي يؤكد أنه كان حاضراً في المكان لفض نزاع، وهذا ما تفرضه عليه مسؤوليته كمختار للبلدة. عرّف فرح عن نفسه بأنه مختار، لكن ذلك لم يردع العسكريين، بل ظهر العناصر في تسجيل فيديو في عملية اعتداء مستفزة لا تليق بأي مواطن عادي، فكيف إذا كان المعتدى عليه سلطة منتخبة من المواطنين ومختاراً أعزل، والمعتدي من مؤسسة ينظر فرح إلى "الرتبة فيها"، كما قال، على أنها "رتبة شرف يفترض بمن يحملها أن يكون على قدر المسؤولية". يضيف: "ما حصل عكس لنا صورة سلبية، لا نريدها للمؤسسة العسكرية. وأعتقد أن المؤسسة العسكرية لا تريدها لنفسها. وما تعرضنا له أمر مدان لا أرضى به، ولا أحد يرضى به ولا الدولة ترضى به".
 
خرج المختار فرح من المستشفى اللبناني الفرنسي ظهر الجمعة، في 19 أيار، مع 12 قطبة بالرأس وأثار كدمات على كامل جسمه وارتجاج بالدماغ. وهو يحمل تقريراً طبياً لمدة عشرة أيام. وبعد ادعائه على المعتدين عليه لدى الشرطة العسكرية، يؤكد أنه "لن أقبل بغير العدالة. ولأن العقاب هو الرادع، لا نقبل إلا بالاقتصاص من المرتكبين ولا نرضى بلملمة الموضوع، ونطلب من المؤسسة العسكرية أن تكون صارمة بقرارها، وإلا ذاهبون إلى التصعيد".