لو أخذنا الدعاية الإعلامية التي سبقت الإنتخابات الرئاسية في إيران على محمل الجد، بالخصوص ما جاء في جريدة كيهان المتشددة والتي يرأسها حسين شريعتمداري نائب المرشد الأعلى للشؤون الصحفية وما جاء فيها قبل أيام بأن إنتخاب حسن روحاني لدورة ثانية سيؤخر ظهور الإمام المهدي، يمكننا ببساطة أن نستنتج بعد فوز روحاني وبشكل بدْوي ان الشعب الإيراني إنتخب ضد الإمام المهدي!
طبعا ليس المقصود هنا الإمام المهدي (ع )، بما هو امام، وبما يمثل من عقيدة مذهبية عند معظم الشعب الايراني بقدر ما تعكس نتائج هذه  الانتخابات، تراجع فكرة ولاية الفقيه التي تعتبر ان المرشد هو نائب الإمام المهدي، مما يوحي بشكل جلي أن الشعب الايراني لم يعد يصدق هذا الادعاء وصار بمطرح لا يسمح بتوظيف اعتقاده المذهبي بخياراته السياسية. 

إقرا أيضا: بين شرم الشيخ 1996 والرياض 2017 هذا ما تغير

فلو عاد بنا الزمن سنوات الى الخلف، لكان ما قالته جريدة كيهان كفيل لوحده أن يسقط روحاني شر سقطة، وأن يتوجه الشعب الإيراني الى انتخاب رئيسي بدون أي تردد. 
صحيح أن الدستور الإيراني لا يسمح للشعب بإنتخاب المرشد صاحب السلطة المطلقة والحقيقية أو تغييره كل فترة، الا أن ما تيسر من مساحة تعبير إنما تعكس حقيقة لا بد من تسجيلها على ضوء النتائج الاخيرة، هي ان هذا الشعب ( العظيم ) لو قدر له أن يستفتى من جديد  على دستور البلاد كما يطالب الاصلاحيون منذ سنوات، لصوت حتما ضد فكرة أن المرشد هو نائب الإمام ولاسقط نظام ولاية الفقيه حتما، لأن من رفض أن ينتخب وفق رغبة  " الإمام المهدي " فأنه سينتخب بالضرورة ضد رغبة " نائبه ".