أعرب رئيس “حزب الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل عن خشيته من احتمال “ذهابنا الى الفراغ ومن خلاله الى الستين ومنه الى التمديد، وتحت عنوان رفض الفراغ والتمديد والستين سوف يكون هناك الفراغ والتمديد والستين. نحن نحذر ونقول اننا نريد قانون انتخابات عادل يعطي لكل فريق سياسي القدرة على تمثيل حجمه، وليس قانونا للتعيين، ان قانون الستين هو قانون التعيين”.
كلام الجميل جاء خلال العشاء السنوي لإذاعة “صوت لبنان” في ريجنسي بالاس في أدما، والذي شارك فيه الى الجميل وعقيلته، الرئيس أمين الجميل مع عقليته، وزير الاتصالات جمال الجراح، النائب الأسبق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، النواب سيرج طورسركيسيان، إيلي ماروني، فادي الهبر، نديم الجميل وسامر سعادة، الوزراء السابقون مروان شربل، يوسف سلامة، ادمون رزق، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان، فاعليات وإعلاميون.
بداية النشيد الوطني، فترحيب من عريفة الاحتفال نوال ليشع عبود، ثم كلمة للمدير العام للإذاعة اسعد مارون اعتبر فيها ان “الاعلام التقليدي أمامه اليوم تحديات كبيرة، والسؤال المطروح هو كيف يمكننا الصمود”؟.
ثم تحدث سامي الجميل، فقال: “في هذا الظرف الدقيق في لبنان، نحن بأمس الحاجة الى الحرية. ما ينقصنا هو الحرية الحقيقية وقول كلمة الحق وعدم الرضوخ للتهديد والمال والترغيب وعدم السقوط في تجربة المال والفساد والتبعية والتطلع الى الذات بدلا من التطلع الى اللبنانيين. نحن محكومون اليوم من قبل مسؤولين يدعون المسؤولية ويتطلعون الى ذواتهم. وصوت لبنان عادت الى الساحة وفرضت نفسها”.
ووجه “تحية كبيرة الى القضاة اللبنانيين الأحرار الصامدين بوجه التدخلات والترهيب والترغيب”، مؤكدا ان “القضاء وحده يستطيع ان يجعل من لبنان دولة القانون، والقضاة هم الذين يستطيعون ان يردوا لنا كرامتنا. ونحن لن ندع أقلية تشوه صورة الأكثرية لاننا نعرف ان الفساد في القضاء هو أقلية وهو عكس كل ما يشاع. من هنا نتمنى ان تحصن السلطة السياسية إستقلالية القضاء كي يتمكن من اعطاء كل ذي حق حقه بعيدا عن اي تدخل، وبالتالي قمع كل من يريد ان يمد يده الى جيبة المواطن او الدولة ومقدراتها. ما نطمح اليه هو اجهزة قضائية تابعة للقضاء اللبناني وليس للسلطة التنفيذية”.
ورأى ان “اللبنانيين يعانون وقد اخذنا عهدا على أنفسنا ان نكون صوت اللبنانيين الأحرار ونتخلى عن اي انانية او طموح سلطوي ان كان في المجلس النيابي او الوزراء، من اجل استعادة حريتنا بقول كلمة الحق. ان الحياة السياسية اذا لم تكن لمصلحة الشعب اللبناني لا يهمنا ان نمارسها. كل منا لديه حلمه للبنان، ولكن الواقع والسياسة والسلطة والصعوبات والمشهد الأسود الذي نشاهده كل يوم، أمور تجعلنا نضع احلامنا جانبا ونعيش حياتنا بعيدا عنها، نحن نعمل بالسياسة كي يصبح هذا البلد على صورة شبابه وكي يعيش اولادنا حياة مختلفة عما عشناه نحن، ويكون على صورة احلامنا. نحن لا نبحث في عملنا في السياسة عن السلطة والمال والشهرة، لهذا عندما كان علينا الاختيار بين قناعاتنا وحلمنا من جهة، وبين وجودنا في السلطة من جهة اخرى، رمينا السلطة لانها لا تعنينا وتمسكنا بحلمنا وقضيتنا ومصلحة الشعب اللبناني وبهذا البلد الذي نحبه ونريده اخضرا وحرا وسيدا وديمقراطيا ونزيها ومستقلا ومحكوما من اشخاص يشبهون الحلم اللبناني وليس الماضي التعيس الذي نعيشه”.
وقال: “ما أراه اليوم ان الشعب اللبناني للمرة الاولى ومن زمن طويل، ليس مضطرا للاختيار بين السيء والأسوأ، نحن نقدم له خيارا جيدا. نحن نكسر الحواجز التي لم نكن نظن يوما ان بإمكاننا تكسيرها، بين جميع الطوائف، لاننا شعرنا ان وجعنا واحد، وايضا طموحنا وحلمنا، إنما يوجد في كل مرة من يتلطى خلف الطائفة والحزب كي يقنعنا انه علينا الوقوف كمتاريس امام بعضنا. لبنان اليوم منقسم، بين من يريد الحلم ومن يريد الاستسلام للواقع، بين التطرف ومن كل الطوائف والاعتدال من كل الطوائف ايضا، بين من يريدون الاستفادة من وجودهم في السلطة لممارسة سياسة الصفقات وبين من يريدون ان يكون العمل السياسي مبنيا على النزاهة والشفافية والوضوح والالتزام بالقانون والدستور”.
أضاف: “سنة 2017 هي مرحلة جديدة في تاريخ لبنان، وسوف نبرهن ذلك من خلال عملنا والانتخابات المقبلة والممارسة السياسية كي نقول للبنانيين انه علينا الا نستسلم من اجل من آمنوا بهذا البلد وأعطوا حياتهم لاجله. علينا ان نعطي فرصة للبنانيين ولو لمرة واحدة القطرة على تغيير الواقع المرير الذين نعيش فيه من عشرات السنين وليس من سنة او اثنين، وللتغيير في العمق والعقلية والنهج والاسلوب. ان اعتراضنا اليوم ليس على اشخاص او احزاب او وزراء او نواب، انما على نهج ومنطق انبطاحي وفاسد وتبعي ان كان للخارج او الداخل. نحن نحارب منطق رضخ وقبل ان يكون لبنان على هذا النحو من دون نظام او قانون او احترام او اخلاق او كفاءة. نحن اليوم ننتفض على كل هذه الأمور. فلندع الناس تقرر من خلال الانتخابات النيابية اذا كانت تريد هذا الحلم ام لا، هل من الضروري ان نستسلم قبل ان نذهب اليهم ونعرف رأيهم”.
وعن الانتخابات النيابية قال: “ما سمعناه نحن كمعارضة من السلطة السياسية، انهم لا يريدون الفراغ، ولا التمديد ولا قانون الستين، ما اخشاه اننا ذاهبون الى الفراغ ومن خلاله الى الستين ومنه الى التمديد. تحت عنوان رفض الفراغ والتمديد والستين سوف يكون هناك الفراغ والتمديد والستين. نحن نحذر ونقول اننا نريد قانون انتخابات عادل يعطي لكل فريق سياسي القدرة على تمثيل حجمه، وليس قانونا للتعيين، ان قانون الستين هو قانون التعيين. نريد ان يقرر الشعب اللبناني من يريد ان يمثله من خلال قانون يعطيه القدرة على تقرير مصيره ولا يعيده الى المجلس النيابي ذاته وبالتالي النهج والاداء والمنطق ذاته. من هنا نحن نحذر من يظن ان الخبرية ستمر من دون ان يتحدث احد عنها، او من يظن ان بإمكانه عقد صفقة منذ اشهر على قانون الستين، ويقوم بتمثيلية على الشعب اللبناني كي يقنعنا انه حاول ولم يفلح، ومن يظن انه من خلال الفراغ بإمكانه ان يوصلنا الى النتيجة ذاتها، نحن نؤكد ان هذه الصفقة لن تمر على احد، نحن نراها ونقرؤها ولا يظنن احد ان الشعب اللبناني غبي او ان يقنعه انه يحاول ولم يستطع، فاذا لم تستطيعوا اليوم مع كل السلطة التي معكم، فأنتم في حياتكم لن تقدروا لا على هذا الموضوع ولا على غيره”.
وتابع: “نقول لكم ونحذركم، نحن في الحالتين رابحون، اذا خفتم مما نقوله الان وغيرتم القانون نكون ربحنا، واذا أصريتم على إكمال صفقتكم سوف تخسرون ونربح نحن. في الحالتين نحن رابحون وأنتم الخاسرون. نحن نريد الدائرة الفردية اذا كان القانون أكثريا، وللنسبية دوائر متوسطة. انه امر سهل واذا لم تستطيعوا ذلك اذهبوا الى مجلس النواب وصوتوا. ان الديمقراطية التوافقية هي خبرية، هي تمن، نحن نتمنى ان نتفق دائما انما في الديمقراطية التوافقية هناك كلمة الديمقراطية، لم تتفقوا مع بعضكم انتم الذين شكلتم حكومة ولم نفهم حتى اليوم على اي أساس فعلتم ذلك لأنكم غير متفقين على اي شيء. وصلتم الى مرحلة لم تتفقوا على قانون انتخاب، هل تأخذوننا الى التمديد والفراغ والستين؟ هل تفضلون كل هذه الخيارات على ممارسة الحياة الديمقراطية وتطبيق الدستور وبالتالي الذهاب الى المجلس النيابي والتصويت على قانون انتخابي جديد؟ نحن لا نقول لكم الا تسعوا الى الاتفاق، ولكن اذا لم تنجحوا في ذلك ماذا تفعلون حينها؟ تلجأون الى التصويت، لذلك هناك شيء اسمه الديمقراطية وهي ليست من اختراعنا، كل دول العالم تلجأ الى التصويت طبعا بإستثناء الديكتاتوريات. ان قصة اننا في لبنان لا نصوت، ليس لها علاقة بتاريخنا او بتراثنا الديمقراطي”.
وختم الجميل: “لماذا تخافون من ممارسة الديمقراطية؟ لأنكم لا تريدونها، تريدون وضع قانون على مقاسكم وانتخابات على مقاسكم، تريدون التعيين، اي يجب ان نتفق مسبقا على نتيجة الانتخابات ومن ثم نذهب الى الانتخابات ونخبر الناس ونوهمهم انهم انتخبوا. كل هذا الأداء هو للبنان الماضي ورجالات الماضي وليس لبنان المستقبل. هذه ليست ممارسات 2017، نحن جيل جديد من اللبنانيين الوطنيين الأحرار لا نقبل ان تتعاطى معنا دولتنا على هذا النحو، ونرفض العيش هكذا، لدينا حلم ولن يقف احد بوجهه”.