الانظار مشدوهة إلى زيارة ترامب  .. والانتخابات الايرانية .. ولا قانون إنتخابي في لبنان

 

المستقبل :

بين ترجيحات أولية تشير إلى فوز الرئيس الإصلاحي حسن روحاني بولاية رئاسية ثانية، وبين تقارير متخوّفة من تلاعب بالنتائج لصالح مرشح المرشد ابراهيم رئيسي، باتت إيران ليلتها أمس على نار الحماوة الانتخابية بانتظار انتهاء عملية فرز الأصوات رسمياً بعد أن تأخرت هذه العملية حتى منتصف الليل ربطاً بالإقبال الضخم على التصويت والذي دفع السلطات إلى تمديد مدة الاقتراع لخمس ساعات إضافية، وسط نسبة مشاركة مرتفعة بلغت أكثر من 72 في المئة.

فقد انتهت عملیة التصویت لرئاسة الجمهوریة الإیرانیة في الساعة الثانیة عشرة مساء وبدأت عملیة فرز الأصوات.

وفي تصریح أدلى به للصحافیین قال وزیر الداخلیة عبدالرضا فضلي إنه وبعد الانتهاء من عملیة التصویت، سیتم إصدار الأمر بالإیعاز بفرز الأصوات.
وكانت الانتخابات الرئاسیة انطلقت في الساعة الثامنة صباحاً وبالتزامن معها جرت انتخابات المجالس البلدیة والقرویة والانتخابات البرلمانیة التكمیلیة.

وشهدت مراكز الاقتراع في طهران وكل أنحاء الجمهوریة مشاركة واسعة من قبل «جماهیر الشعب الإیراني التي تقاطرت منذ الصباح على صنادیق الاقتراع للتصویت للمرشحین الذین یؤیدونهم واستمرت حتى الساعة الثانیة عشرة مساء بعد التمدید مرات عدة، حسبما ذكرت «إرنا».

وتنافس 4 مرشحین للرئاسة الإیرانیة وهم حسن روحانی وابراهیم رئیسي ومصطفى هاشمي طبا ومصطفى میرسلیم، وانحصرت المنافسة عملياً بين المرشحين الأولين.

وفي طهران وبقية المناطق بدت المشاركة كثيفة منذ فتح صناديق الاقتراع مع طوابير طويلة حسب الصور التي نقلها التلفزيون الوطني «ايريب».

وأعلنت وزارة الداخلية التي تشرف على الاقتراع أن نسبة المشاركة، التي لم تُعرف بعد، يتوقع أن تتجاوز 72%.

وانتظر الناخبون الذين قدم بعضهم مع عائلاتهم دورهم للإدلاء بأصواتهم حيث أحضر بعضهم كراسي صغيرة قابلة للطي.

وأدلى الرجال والنساء بأصواتهم في غرف منفصلة أقيمت في المساجد إلا أنهم قاموا بذلك في غرف مختلطة في المدارس.

وصرح روحاني بعد أن أدلى بصوته في الصباح في طهران «المشاركة الحماسية للإيرانيين في الانتخابات تعزز القوة والأمن الوطني». وتابع الرئيس المنتهية ولايته «من أبرز ميزات النظام في الجمهورية الإسلامية السيادة الوطنية المتمثلة بطوابير الناخبين في المدن والقرى»، مضيفاً «أياً كان الفائز، علينا مساعدته».

أما رئيسي، الذي أدلى بصوته في مسجد في جنوب طهران، فتوقع «حداً أقصى من المشاركة». ودعا كلاهما إلى «احترام» خيار الإيرانيين بغض النظر عن النتيجة. 

ووفقاً لوكالة فارس شبه الرسمية للأنباء فقد قال رئيسي بعد أن أدلى بصوته «احترم نتيجة تصويت الشعب وستلقى النتيجة احتراماً مني ومن كل الناس»، لكن رئيسي ظهر في وقت لاحق في وزارة الداخلية في طهران واشتكى من نقص أوراق الاقتراع في العديد من مراكز التصويت وفقاً لما نقلته وكالة أنباء فارس التي أضافت أن السلطات أرسلت أوراق اقتراع إضافية بعد ذلك.

وأدلى الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي بصوته وسط حشود مؤيديه. وهو كان أعرب عن دعمه لروحاني.

وكان المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي بين الأوائل الذين أدلوا بأصواتهم ودعا مواطنيه الى التصويت «بكثافة وفي أبكر وقت ممكن».

وقال الموظف الحكومي يوسف غائمي (43 عاماً) عبر الهاتف من مدينة كرمان شاه الغربية «أنا في طريقي للتصويت لروحاني. أحب سياسته الانفتاحية تجاه العالم. أعرف أنه ليس إصلاحياً لكن من يهتم؟، ما يهم هو أنه ليس رئيسي».

كما جرت التصويت للانتخابات الرئاسیة الإيرانية في 102 دولة في العالم حیث جرى تخصیص مراكز اقتراع لهذا الغرض، وانطلقت عملیة التصویت فیها حسب التوقیت المحلي لكل دولة، وكانت نیوزیلندا هي الأولي فیما كانت الولایات المتحدة الأخیرة.

وقالت وزارة الداخلية الإيرانية إن أكثر من 40 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية بنسبة إقبال تصل إلى نحو 70 بالمئة.

وكان التلفزيون الرسمي أعلن في وقت سابق انتهاء التصويت بعد تمديد عملية الاقتراع أكثر من مرة نظراً للإقبال الكبير.

وقال التلفزيون الرسمي «التصويت في الانتخابات انتهى. لكن الناخبين الذين لا يزالون في الصفوف سيدخلون لمراكز الاقتراع ويمكنهم الإدلاء بأصواتهم حتى الساعة الثانية عشرة».

 

الديار :

المنطقة حبلى بالملفات الساخنة والاستثنائىة وتبادل الرسائل النارية المفتوحة على كل الاحتمالات مع قمم الرئىس الاميركي دونالد ترامب «الاربع» في السعودية، بهدف تغيير قواعد اللعبة مع ايران والسعي لقيام ناتو خليجي لمواجهة كافة الاخطار، وما خلفته موازين القوى الجديدة في سوريا بعد انتصار حلب ووصول الجيش السوري الى مسافة 10 كيلومترات من معبر التنف على الحدود العراقية - الاردنية - السورية حيث يوجد الجيش العراقي على المعبر، وبالتالي لا يفصل تلاقي الجيشين العراقي والسوري سوى 10 كيلومترات. هذا التطور النوعي دفع الولايات المتحدة الى شن ضربة جدية على القوات السورية المتقدمة باتجاه التنف، كي تمنع تلاقي الجيشين وفتح طريق طهران - بغداد - دمشق - بيروت. وهذا هو بيت القصيد وعنوان المعركة. وهذا هو الرد النوعي الميداني لمحور روسيا - ايران - سوريا حزب الله على قمم ترامب السعودية. ولذلك من المرجح شن قوات التحالف غارات جديدة على الجيش السوري.
وفي المعلومات، ان مسؤولين اميركيين طلبوا خلال الايام الماضية ان تمارس روسيا نفوذها على الجيش السوري لوقف تقدمه باتجاه معبر التنف. لكن الجيش السوري واصل عملياته بالتزامن مع عمليات الحشد الشعبي باتجاه المناطق القريبة من التنف. وهذا ما دفع واشنطن الى التدخل العسكري، وربما حدوث مواجهة مفتوحة في منطقة «سبع بيار» القريبة من التنف على الحدود العراقية - السورية - الاردنية وبررت واشنطن قصفها بوجود القوات الاميركية في هذه المنطقة والتدريبات التي تجريها فصائل سورية معارضة بقيادة جمال معروف، كما تزامنت الغارة الاميركية مع انزالات لجنود اميركيين في مدينة البوكمال على الحدود السورية - العراقية.
وفي المعلومات، ان رئىس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وخلال لقائه الرئيس الاميركي دونالد ترامب، سمع رسالة اميركية واضحة بشأن عدم السماح بفتح اي ممر بري بين طهران وبغداد ودمشق وبيروت، حيث تتولى القوات الاميركية منع هذا الخيار، فيما الطيران الاسرائىلي سيقوم بقصف الحدود السورية -اللبنانية، حتى ان العبادي سمع بشكل واضح من ترامب عن امكانية بقاء القوات الاميركية لامد طويل في العراق وضرورة توقف الجيش العراقي عن عملياته العسكرية بعد تحرير الموصل. ودفع عناصر داعش والتنظيمات المسلحة الى المناطق الصحراوية على الحدود  السورية - العراقية ومحاصرتهم هناك وشل قدراتهم، وابقاء «داعش» لمنع تواصل الجيشين العراقي والسوري، وتشليح ايران اوراق قوة لمنع «الهلال الشيعي» الذي كشف عنه الملك الاردني عبد الله الثاني.
وفي ظل هذه الاجواء ولقاءات السعودية التي تشبه لقاءات شرم الشيخ عام 1997 التي شهدت يومذاك اكبر حشد دولي وعربي ضد ايران وسوريا والمقاومة، يتكرر المشهد اليوم في السعودية وسيفتح المنطقة على احتمالات كثيرة. ولكن ذلك يتوقف على القرار الاميركي بشأن المواجهة مع ايران وحدوده ومساحته، وماذا سيحصل بشأن الاتفاق النووي؟
واللافت ان الرئيس ترامب يصل الى الرياض غداة اعلان النتائج الايرانية، وما تقرره صناديق الاقتراع. وهذه اول زيارة خارجية لترامب منذ انتخابه وسيبدأها من السعودية وبعدها اسرائىل. وهذه خطوة تكاد تكون نادرة، ان يبدأ رئىس اميركي جولة شرق اوسطية من دولة غير اسرائىل. وهذا ما يعكس رغبة ترامب بتعزيز العلاقات مع الخليج والتشدد مع ايران، عكس الرئىس باراك اوباما الذي وقع الاتفاق النووي مع طهران. وسيجتمع ترامب خلال وجوده في السعودية مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، بالاضافة الى قادة دول مجلس التعاون الخليجي. وسيشارك غدا الاحد في القمة العربية الاسلامية الاميركية التي سيحضرها 38 رئىس دولة و8 رؤساء حكومات، منهم رئىس الحكومة سعد الحريري الذي سيغادر ليل السبت على رأس وفد يضم وزير الخارجية جبران باسيل وعدداً من الوزراء. وسيلتقي الرئيس الحريري عدداً من رؤساء الدول، وربما من بينهم الرئىس الاميركي دونالد ترامب كما ذكرت معلومات صحافية لم يعرف مدى صحتها. لكن الرئىس الحريري اكد خلال اجتماع مجلس الوزراء الاخير التزام لبنان بالبيان الوزاري ورفضه اي تصنيف لحزب الله. هذا الموضوع غير مطروح بتاتاً، لأن هدف القمة تغيير قواعد اللعبة مع ايران. فيما كانت مشاركة الوفد اللبناني من ضمن مواضيع البحث بين السفير الايراني في لبنان محمد فتحعلي ووزير الخارجية اللبناني جبران باسيل.
 

 

 

 

 

 

 

 الانتخابات الايرانية


وفي مقابل المشهد السعودي، جرت الانتخابات الرئاسية الايرانية بين 4 مرشحين أبرزهم الرئيس الحالي حسن روحاني الذي يمثل نهج الاعتدال والانفتاح على الغرب، والمرشح ابراهيم رئيسي المدعوم من المحافظين. وقد شهدت الانتخابات الايرانية اقبالاً كثيفاً وتجاوزت نسبة المشاركة أكثر من 72 في المئة، أي 44 مليون ناخب. أي بحدود 40 مليون ناخب شاركوا في الانتخابات التي جرت وسط أجواء هادئة ومنافسة قوية. وقد اقفلت صناديق الاقتراع منتصف الليل على أن تظهر النتائج صباح اليوم. وقد اعتبر المرشد الاعلى للثورة الايرانية الامام الخامنئي ان نسبة المشاركة الكثيفة هي انتصار لايران ورد على ادعاءات الغرب. وهي أيضاً انتصار لنهج الثورة الاسلامية والممارسة الديموقراطية الحقيقية، علماً ان نتائج الاستطلاعات كانت قد أعطت الرئيس حسن روحاني افضلية باعادة انتخابه، لكن بنسبة ليست كبيرة عن مرشح المحافظين ابراهيم رئيسي.
 

 الوضع الداخلي


وفي ظل التطورات النوعية الكبرى اقليميا، وعلى مسافة «مرمى حجر» من لبنان، يستمر الجدال الداخلي حول قانون الانتخابات حيث عاد الستين الى الواجهة. وهذا ما المح اليه نائب المستقبل خضر حبيب الذي اشار الى ان «الستين» افضل من التمديد. ولاقاه في هذا الموقف النائب العوني فريد الخازن الذي اعتبر ان الستين امر واقع اذا لم يتم التوافق على قانون جديد.
وفي معلومات مؤكدة ان الانتخابات ستجرى في 17 ايلول 2017. وقد اشار وزير الداخلية نهاد المشنوق الى ان الانتخابات ستجري قبل نهاية 2017. وسيتم فتح دورة استثنائىة. في حين قال رئىس الجمهورية العماد ميشال عون لوفد فاعليات بلدات قضاء جبيل «مهما حصل فإن الانتخابات ستحصل، وثمة وقت للوصول الى اتفاق، فلا تقلقوا ومستمرون في العمل لانتاج قانون يعكس طموحات اللبنانيين».
وحسب مصادر متابعة، فإن حكمة الرؤساء الثلاثة وتقديرهم لخطورة الاوضاع الاقليمية سيدفعهم الى تنازلات متبادلة وتخفيف التشنجات لأن عدم الوصول الى قانون سيصيب الجميع بخسائر.
واشارت هذه المصادر الى ان الجهود الاخيرة سلكت مسارا مغايرا، وتتركز على امكانية فتح ثغرة في العلاقة بين الرئيسين عون وبري تنهي غبار الماضي وتؤسس ايضا لمرحلة جديدة بين العهد والثنائي وليد جنبلاط وسيلمان فرنجية. وتضيف هذه المصادر ان الاتصالات ستؤدي اخيرا الى اجراء الانتخابات على اساس الستين مع ترميم منجز و«رتوش» في بعض الدوائر يزيل الاعتراضات خصوصا ان المجلس الجديد لن يشهد تغييرا على مستوى التحالفات وسيطيح فقط بعشرة او 15 اسماً عليهم «فيتوات» من قياداتهم.
وفي المعلومات ان جنبلاط التزم الصمت بعد شعوره بتقدم خيار الستين. ولذلك لا يريد الذهاب بعيدا في المواجهة مع التيار الوطني الحر، لان الخلافات انعكست على بعض قرى الجبل التي شهدت تشنجات واجواء غير مريحة، وربما اثرت في مزاج الناخب المسيحي في الجبل ضد لوائح جنبلاط. كما انه لا يمكن ان يوسع بيكار المعركة، مع سعد الحريري في ظل الواقع السني في اقليم الخروب وتحكمه بمسار المعركة الانتخابية، كما ان الثنائي الشيعي المتمسك بالنسبية الكاملة قد يوافق على اتجاه الستين، اذا تبين انه افضل الشرور، خصوصا ان حزب الله مرتاح لموقف الرئىس عون من التهديدات بعقوبات اميركية، والتسريب عنه «بأن التهديدات لا تخيفنا. وتعرضت لضغوط مختلفة وكبيرة في حياتي ولم اتراجع».
ولذلك تؤكد مصادر مطلعة ان حكمة الرؤساء الثلاثة وتقديرهم لدقة الظروف المحيطة ستنتج توافقا على ترميم الستين عبر بعض «الرتوش»، لكي يصبح توافقيا ومقبولا من الجميع بعد ان بات الوقت داهما.

 

 

الجمهورية :

فيما الجبهة الانتخابية في لبنان تشهد هدوءاً مشوباً بالحذر والتشاؤم من إمكان بلوغ قانون جديد، تتسارَع التطورات على كلّ الجبهات في المنطقة منذِرةً بتحوّلات على أكثر من صعيد، في ضوء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرياض والقمم التي سيعقدها فيها والتي تتناول في جانب أساسي منها موضوع مكافحة الإرهاب، شهدت مدينة ليون الفرنسية حدثاً بارزاً على صِلة بالإنتربول وبرامجِه المستقبلية وكيفية مواجهة الأخطار الإرهابية.

فقد التقى رئيس مؤسسة الإنتربول نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والداخلية السابق الياس المر في المقر الرئيسي للإنتربول في ليون - فرنسا أمس، الأمين العام للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية يورغن ستوك وبحَثا في الخطوات المقبلة لمتابعة البرامج الأمنية وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

وعقد الرئيس المر سلسلة اجتماعات مع كبار أركان الإنتربول ومدراء الوحدات والبرامج للبحث في خطة تحديث بنك المعلومات وكيفية مواجهة مخاطر التهديدات الإرهابية باستعمال أسلحة بيولوجية وإشعاعية وكيماوية. كذلك جرى البحث في أحدث برامج إدارة أمن الحدود والمطارات والمرافئ، إضافةً إلى آلية متابعة تنفيذ البرامج الأمنية السبعة المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة.

الملف الانتخابي

إنتخابياً، ركود كامل وجمود في حركة الاتصالات، فيما اللافت كان المناخ الذي ظهر فجأةً ووضع قانون الستين كسيفٍ مسلط على الواقع الانتخابي، ما أثارَ تساؤلات سياسية لدى مراجع ومستويات مختلفة واعتراضات مسبقة على العودة الى اللجوء لهذا القانون.

وقالت مصادر عاملة على الخط الانتخابي لـ«الجمهورية»: «إنّ بثَّ هذه الأجواء لا يُعتدّ به، بل هو نوع من التسالي السياسية التي لا تقدّم ولا تؤخّر في الملف الانتخابي، وتستند إلى رغبات، وكذلك الى محاولات تشويش على مسار النقاش الخجول الذي يجري في اتجاه توليد القانون الانتخابي».

وتضيف المصادر: «حتى الآن الامور ليست مقفَلة، طرح الستين حالياً هو نوع من الملهاة وتضييع الوقت، وبالتالي الوقت لا يزال متاحاً لبلوغ توافق على قانون جديد، خصوصاً وأنّ كلّ الأفرقاء اليوم خرجوا من خلفِ المتاريس، بدليل توقّفِ إطلاق النار السياسي بين القوى، ما يَعني أنّها تستشعر بحرَجِ الوقت وخطر الاصطدام بالمحظور، والايام المقبلة قد تشهد نوعاً من تسخين النقاش بعد عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض».

وتتابع المصادر: «حتى الآن يمكن وصفُ الوضع الانتخابي بأنه في نقطة الوسط بين السلبية والإيجابية، والمأمول خلال النقاش المقبل ان تتّجه البوصلة في اتّجاه الايجابية اكثر. هذا لا يَعني الإفراط في التفاؤل، لكن كلّ الدلائل تؤشّر الى انّ الجميع بات محشوراً، وصار ملزَماً بالذهاب الى التوافق، بصرفِ النظرعن القانون، وإن كانت النسبية هي الاكثر حظاً في اعتمادها في القانون الجديد».

باسيل

وفي وقتٍ دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين الى عدم القلق، لأنه «مهما جرى فإنّ الانتخابات النيابية حاصلة، ولا يزال هناك متّسَع من الوقت للتوصّل الى اتفاق»، وشدّد على انّ «نهج الحكم سيتغيّر، والإصلاحات التي ننوي القيام بها ستحصل»، بَرز موقف لرئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل الذي لم يقطع الأمل بعد في الوصول الى قانون جديد، إلّا أنه ألمحَ الى انّ عدم الوصول الى القانون من الآن وحتى نهاية ولاية المجلس الحالي في 20 حزيران يعني انّ لبنان مقبل على واقعٍ سياسي جديد، من دون أن يُفصح ما هو هذا الواقع، جازماً بأنّ قانوناً انتخابياً جديداً سيُقرّ آنذاك.

وقال باسيل في حديث لـ«الجمهورية» إنّ الواقع السياسي سيتغيّر بعد 20 حزيران، وكلّ من يَعتقد انّ أساليبه ستجرّ البلد نحو الستين أقول له: «لن يكون بعد 20 حزيران إلّا قانون جديد غير الستّين، ولن يستطيع أحد التعامل معنا بالتهديد، هم يضيّعون الوقت والفرصة باعتقادهم أننا سنَقبل أو سنتنازل.

لا فراغ، لا تمديد، لا ستّين، ولن نعود الى الواقع السياسي نفسه، بل سنكون امام واقع جديد تتغيّر فيه المعطيات السياسية الداخلية في البلد. فالمعطى الذي يَحكمنا ويمنعنا من إنجاز قانون سيتغيّر. (ص 7 ـ 6).

«المستقبل»

وتزامُناً، كشف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّ «الانتخابات النيابية ستجري قبل نهاية السنة»، مشيراً إلى أنّ «رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري توافقا على إصدار مرسوم فتحِ دورةٍ استثنائية لمجلس النواب».

وفيما ألمحَ وزير الدولة لشؤون النازحين السوريين معين المرعبي الى «إمكان تراجع تيار «المستقبل» عن قراره بعدم المشاركة في التمديد لمجلس النواب»، أكّدت مصادر «المستقبل» لـ«الجمهورية» أن لا شيء جديداً لديه وأنّ «المستقبل» كان قد ابلغَ الى رئيس مجلس النواب نبيه بري عدم مشاركته في جلسة التمديد، وبالتالي لم يطرَأ أيّ جديد على موقفه». وشدّدت المصادر على «أنّ التركيز الآن هو الوصول الى قانون جديد في أسرع وقت ممكن».

قائد الجيش

من جهة ثانية، علمت «الجمهورية» انّ قائد الجيش العماد جوزف عون الذي زار أميركا اخيراً سمعَ ممّن التقاهم من المسؤولين عرضاً حول الوضع في المنطقة. وأكد اهمّية الاستمرار في دعم الجيش بما يُمكّنه من القيام بالواجبات والمهام الملقاة على عاتقه.

ونوَّه الجانب الاميركي بالجيش اللبناني، مؤكداً موقفَ الادارة الاميركية الثابت في مواصلة دعمِه وحرصَها على استقرار لبنان وتمكين الجيش من مواجهة خطر الإرهاب. ونقلَ عائدون من واشنطن اخيراً أنّهم سمعوا من مسؤولين اميركيين عرضاً شاملاً للوضع في المنطقة، من العراق مروراًَ بسوريا فاليمن وصولاً الى لبنان.

وأكد الاميركيون على السعي الدائم للحرب القوية على الإرهاب، وأنّ الإدارة بصدد ذلك، مع الاشارة الى انّ مسؤولين اميركيين سمّوا «حزب الله» بالإسم وكأنّه استكمال لِما اعلنَه ترامب في الفترة الاخيرة من انّه سيواجه الحزب في سوريا، حيث كشفَ هؤلاء المسؤولون انّ مواقع لـ«حزب الله» في سوريا هي من ضمن بنك الاهداف الاميركي.

وبحسب الزوّار، فإنّ مستويات لبنانية عرَضت لمسؤولين اميركيين الواقعَ اللبناني وكذلك الواقع في سوريا، مؤكّدةً أنّ مشاركة الحزب في الحرب السورية ضد الإرهابيين منَعت وصولهم الى لبنان وأنّ أيّ محاولة لضرب «حزب الله» في سوريا تعني بشكل مباشر أو غير مباشر فتحَ البابِ امام الارهابيين للوصول الى لبنان.

واشنطن و«حزب الله»

من جهة ثانية، وبعد إعلان البيت الأبيض أنّه يدرس إقرار عقوبات جديدة على «حزب الله»، وعشية بدء الرئيس الاميركي دونالد ترامب جولته الخارجية التي يستهلّها بالرياض للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز والمشاركة في اعمال القمّة الخليجية-الأميركية، والقمة العربية الإسلامية الأميركية، فيما كان الايرانيون ينتخبون رئيسَهم والسفيرُ الايراني في لبنان يزور وزارة الخارجية، أدرَجت وزارة الخزانة الاميركية رئيسَ المجلس التنفيذي لـ«حزب الله» السيّد هاشم صفي الدين على قائمة الإرهاب.

جاء القرار الاميركي هذا بعد ساعات على تصنيف السعودية صفيّ الدين إرهابياً «على خلفية مسؤوليته عن عمليات لصالح الحزب في أنحاء الشرق الأوسط، وتقديمِه استشارات حول تنفيذ عمليات إرهابية ودعمِه لنظام الأسد»، كما جاء في قرار المملكة الذي أوردته وكالة «واس» السعودية الرسمية.

ولفتَ القرار الى أنّ المملكة ستواصل «مكافحتها للأنشطة الإرهابية لـ»حزب الله « ومن يُسهم في تقديم المشورة لتنفيذها بكافة الأدوات القانونية المتاحة، كما ستستمرّ في العمل مع الشركاء في جميع أنحاء العالم بشكل فعّال للحدّ من أنشطة «حزب الله» المتطرّفة، ما يُنبئ عن أنه لا ينبغي السكوت من أيّ دولة على مليشيات «حزب الله» وأنشطته المتطرّفة».

وأضاف القرار: «ولطالما يقوم «حزب الله» بنشرِ الفوضى وعدم الاستقرار، وشنِّ هجمات إرهابية وممارسة أنشطة إجرامية وغير مشروعة في أنحاء العالم، فإنّ المملكة العربية السعودية ستواصل تصنيفَ نشَطاء وقيادات وكيانات تابعة لـ«حزب الله» وفرضَ عقوبات عليها نتيجة التصنيف».

وأشار القرار إلى أنّ تصنيفَ اسمِ صفيّ الدين وفرضَ عقوباتٍ عليه يأتي» استناداً لنظام جرائم الإرهاب وتمويله، والمرسوم الملكي أ/ 44 الذي يستهدف الإرهابيين وداعميهم ومن يعمل معهم أو نيابة عنهم، حيث يتمّ تجميد أيّ أصول تابعة لتلك الأسماء المصنّفة وفقاً للأنظمة في المملكة، ويحظّر على المواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة القيام بأيّ تعاملات معه»

 

 

الاخبار :

استبقت وزارة الخزانة الأميركية والسلطات السعودية زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمملكة أمس بقرار وضع رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على «لوائح الإرهاب»، في خطوة تؤكّد النيات الأميركية والخليجية لإعادة تمتين التحالف بين الطرفين، بهدف الضغط على محور المقاومة. وفي حين يتصدّر القلق المشهد اللبناني من احتمالات النتائج التي قد تنعكس على المنطقة والوضع الداخلي اللبناني في خلفيات زيارة الرئيس الأميركي للسعودية ثمّ للكيان الإسرائيلي، لا سيّما أن وفداً لبنانياً برئاسة الرئيس سعد الحريري سيشارك في القمّة الأميركية ــ العربية ــ الإسلامية، قالت مصادر تيار المستقبل لـ«الأخبار» إن لبنان سيشارك فقط في القمّة «الأميركية ــ العربية ــ الإسلامية» ولن يكون معنيّاً بالقمة «الأميركية ـــ السعودية» والقمة «الأميركية ــ الخليجية».

ومن غير المتوقع، بحسب المصادر، أن «يصدر موقف حاد من القمة الأميركية ــ العربية ــ الاسلامية. لكن على كل حال موقفنا واضح، نحن ضد إدراج حزب الله كمنظمة إرهابية، وفي ما خصّ إيران، موقفنا سيتحدّد على أساس النص المطروح للنقاش».
بدوره، قال النائب ياسين جابر الذي يشارك ضمن الوفد اللبناني إلى واشنطن في لقاءات مع الإدارة الأميركية حول العقوبات المنتظرة على مواطنين لبنانيين، إنه «لا قرار نهائياً بشأن العقوبات الأميركية على لبنان»، مؤكّداً أن «المسودة التي تم تسريبها هي مسودة لن تعتمد، وقد تصدر عقوبات لكن ليس بالشكل التي سرّبت به».
وفيما تزداد المخاطر المحيطة في الإقليم، يبقى السجال الداخلي حول قانون الانتخاب في إطار المزايدات وإضاعة الوقت، في ظلّ انحسار الخيارات المجهولة ــ المعروفة، بين الوصول إلى الفراغ أو العودة إلى قانون «الستين». أكثر من مصدر معنيّ أكّد لـ«الأخبار» أن الاتصالات متوقّفة منذ أيّام حول قانون الانتخاب، ومن المتوقع أن يستمر «الصمت» حتى عودة الحريري والوزير جبران باسيل من قمّة الرياض، حيث يشاركان إلى جانب الوزيرين ملحم الرياشي ونهاد المشنوق في أعمال القمّة. وفيما لا يتوقّع أحد من المعنيين أن يتمكّن الفرقاء من الوصول إلى نتيجة أو اتفاق حول القانون خلال الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، التي ينوي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فتحها، بعد أن عجزوا عن ذلك طوال السنوات السبع الماضية، يجري الحديث منذ أيّام في الصالونات السياسيّة عن أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد يلجأ في اليوم الأخير من ولاية مجلس النواب، أي 18 حزيران المقبل، إلى توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة.


 

 

وبحسب أكثر من مصدر، فإن عون يستند إلى المادة 25 في الدستور، التي تنص على أنه «إذا حُلّ مجلس النواب، وجب أن يشتمل قرار الحل على دعوة إجراء انتخابات جديدة، وهذه الانتخابات تجري وفقاً للمادة 24، وتنتهي في مدة لا تتجاوز الثلاثة أشهر»، ما يعني أن الانتخابات ستحصل وفقاً للقانون النافذ في شهر أيلول، أي قانون «الستين». خطوة عون قبل يوم من نهاية ولاية مجلس النواب تعني أن الفراغ سيطال مجلس النواب لمدة ثلاثة أشهر مع استمرار عمل هيئة المكتب في عملها. وفي حال نفّذت حركة أمل وحزب الله وباقي حلفائهما في قوى 8 آذار ما جرى الاتفاق عليه قبل نحو أسبوعين، فإن الفراغ أيضاً سيطال حكومة الحريري عبر استقالة عددٍ من الوزراء لنزع الميثاقية عنها. مصادر سياسية بارزة أكّدت لـ«الأخبار» أن «رئيس الجمهورية في حال استند إلى المادة 25، فإنه لا بدّ من الاتفاق على هذا المخرج، لأن هذه الخطوة غير دستورية كون المجلس لم يُحلّ». وقالت المصادر «طالما أن ما يريدونه هو الوصول إلى قانون الستين، فلماذا تمّ تأجيل الأمر والمماطلة؟ كذلك فإن العودة إلى الستين ستكون بمثابة فشل ذريع للعهد في عامه الأول».
في المقابل، وبعد أن سقطت كل الصيغ المطروحة لقانون الانتخاب، لا سيّما قانون التأهيل الطائفي على الرغم من تمسّك التيار العوني به، باتت النسبية الكاملة هي الخيار الوحيد في أي قانون جديد والنقاشات تتمحور حول حجم الدوائر. ويجري الحديث عن النسبية الكاملة في 13 دائرة مع الصوت التفضيلي في القضاء. مصادر سياسيّة أكّدت لـ«الأخبار» أنه «لا يوجد سوى النسبية. والنقاش تخطّى الصيغ الأخرى، وما يحكى عن التأهيلي لا يزال حالياً في إطار المفاوضات». وقالت المصادر إن «التيار الوطني الحرّ هو الرافض الوحيد اليوم للنسبية، لكن في النهاية لا حل أمامه سوى القبول بها، والاتصالات قد تتابع خلال قمة الرياض، ولكن حتى الساعة لا حلّ في الأفق». وأكّدت المصادر أن «تفاؤل تيار المستقبل نابع من ضرورة الاتفاق على قانون جديد، ولأن الانتخابات وفق الستين تعني الفراغ قبل ذلك، وهو ما لا يقبل به بري، وما يؤدي إلى تعقيد الأزمة». غير أن مصادر بارزة في حركة أمل أكّدت أنه «في حال وافق التيار الوطني الحرّ على النسبية في 13 دائرة مع الصوت التفضيلي في القضاء، فإن هذا الأمر تطوّر إيجابي كبير، وحتى الآن لم يطرح معنا أحد بشكل رسمي هذا الطرح». بدورها، قالت مصادر تيّار المستقبل إن «كلام نواب المستقبل عن التمديد سببه أن أيّ عاقل لن يقبل بالفراغ، ولكن موقف التيار لا يزال رافضاً للتمديد ونعتقد أننا تخطّيناه»، بينما تستبعد مصادر التيار الوطني الحرّ أن «يشارك المستقبل في جلسة تمديد، لأنه لن يوتّر علاقته معنا».
وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد أكّد أمس أنه «مهما جرى، فإن الانتخابات النيابية حاصلة، ولا يزال هناك متسع من الوقت للتوصل الى اتفاق».


 

 


وقال عون إن ثلاثة أمور حالت حتى الآن دون التوصل الى قانون انتخاب، وهي: «أولاً، تمسك البعض بما اكتسبه، وهو لا يرغب في أن يكون هناك من تغيير في المسلك الحالي كي يبقى زعيم طائفته، فيخاف من خسارة بعض المقاعد، ما يؤدي الى تغيير الواقع الانتخابي، ذلك أنه أمضى نحواً من 30 الى 35 سنة في موقعه، فيجد عندها أن سلطته تآكلت وأصبحت عرضة للتغيير. الأمر الثاني، هو الخشية من تغيير موازين القوى، ما يؤدي الى إحداث تبدل في نهج الحكم، وهناك من لا يرغب في تداول السلطة، بل يفضّل عليه الاحتفاظ بمواقعه. يبقى الامر الثالث وهو رغبة البعض في أن تبقى يده ممدودة الى حصة جاره. هذه الاسباب أوصلت الى عدم العدالة، وما من أحد يرغب في الاصلاح».
أضاف عون: «إننا مجتمع مركب من طوائف عدة، بعضها موزع بطرق متكافئة عددياً أو شبه متكافئة، حيث إن إحداها مثلاً موزعة على نحو 12 قضاءً، وثانية على 11، والثالثة في قضاءين...، بينما يتوزع المسيحيون الذين يشكلون اللحمة بين الجميع على 22 قضاءً. وهم أينما وجدوا مع الآخرين سيكونون الاقلية. وبهذه الصفة، عليهم كي يفوزوا في الانتخابات النيابية أن يكونوا خاضعين لنهج الكتل الكبرى الثابتة. وهذا ما يؤدي الى عدم إحقاق العدالة، وليس من المستطاع إحداث تغيير في هذا الواقع، حيث نتّهم بالطائفية تارة وبالمذهبية طوراً، علماً بأن الامر ليس كذلك. وهذه صفة سياسية تعطيها لخصمك للدفاع عن ذاتك».
من جهته، أكّد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن الانتخابات النيابية ستُجرى قبل نهاية العام الجاري.


المشنوق يهدّئ الموقوفين الإسلاميين

نجح الوزير نهاد المشنوق في سحب فتيل الاحتقان الذي يسبّبه إضراب الموقوفين الاسلاميين عن الطعام، بعد سلسلة اتصالات مع رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس سعد الحريري ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان. وأعلن المشنوق أنه سيتمّ تشكيل لجنة مشتركة لدراسة ملفّ الموقوفين الإسلاميين وإمكانية إجراء عفو عام، بعد أن جرى الاتفاق بين الرئيسين عون والحريري على دراسة اقتراح العفو. خطوة المشنوق، وزيارته أمس لطرابلس والبداوي ثمّ لببنين في عكار، والمفاوضات مع الموقوفين الإسلاميين و«هيئة العلماء المسلمين»، دفعت بالموقوفين إلى وقف الإضراب المفتوح عن الطعام خلال شهر رمضان، وسحب التظاهرات من الشوارع، على أن يتمّ العمل على حلحلة الأزمة والسعي لإنجاز قانون العفو العام. وألقى المشنوق خطاباً في ببنين العكارية أكد فيه أن أهالي عكار كانوا «ضمانة الاعتدال في زمن جنون التكفيريين من كل المذاهب».

 

 

البلد :

في سياق موجات التفاؤل التي يبث بإجراء االنتخابات قبل نهاية العام، قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لوفد فاعليات بلدات وقرى قضاء جبيل »مهما حصل، فان االنتخابات ستحصل وثمة وقت للوصول ً »اننا مستمرون في العمل الى اتفاق فا تقلقوا«، مؤكدا النتاج قانون يعكس طموحات اللبنانيين ويحقق آمالهم«. والقى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الرئيس عون في تفاؤله فقال في كلمة القاها في ببنين العكارية حيث رعى احتفاال في مناسبة يوم المختار، ضمن جولة في الشمال ان »رئيسي الجمهورية والحكومة سيصدران في الوقت المناسب مرسوم فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي لفتح الباب امام مزيد من الحوار ومزيد من االستقرار«، ً »ان واعلن »ان االنتخابات ستحصل قبل رأس السنة، مؤكدا االعتدال هو األقوى وكل مشاريع اإللغاء التي واجهناها ُ زمت«. باالعتدال ه الى ذلك، قالت اوساط سياسية مسيحية ان على رغم تواصل االتصاالت بين المقار السياسية واستمرار الجهود ّدت والمساعي على الخط االنتخابي، فان شبه قناعة تول لدى الكثير من اللبنانيين او معظمهم، بأن النية الحقيقية َ يطن« ُش لاتفاق على قانون جديد يطوي صفحة »الستين الم غير متوافرة لدى اكثر من فريق سياسي وربما لدى الغالبية، حتى اولئك الذين رفعوا شعارات مناهضة، وهو ما من شأنه ان يسدد اوجع ضربة للعهد وللرئيس ميشال عون، ربما خطط بعض هؤالء لتسديدها لغايات لم تعد خافية على احد وليست بعيدة منها االحقاد الرئاسية، بعدما ارتبطت صورته بالتغيير والوصول الى قانون جديد وتحقيق افضل تمثيل للمسيحيين. وافادت ان القوى المسيحية االساسية ترفض هذا الواقع بالمطلق، وستجدد موقفها االسبوع المقبل لجهة المطالبة بالتصويت اذا لم تحرز المفاوضات اي تقدم، ولم تعلن القوى المعنية وتحديدا الثنائي الشيعي مواقف واضحة من مطالب الثنائي المسيحي الثاثية، الفتة الى ان حزب الله وحركة امل يبدوان متكاملين في نفس الهدف ولكل اسبابه وخلفياته. ّ د وزير الطاقة والمياه سيزار أبي ً ، وبعدما مد كهربائيا خليل مهلة مناقصة استئجار بواخر توليد الطاقة حتى 26 أيار الجاري، سيتم فض ّ العروض في الوزارة في 29 الجاري. وقالت مصادر نفطية لل«المركزية«، إن »الخطة التي وافق عليها مجلس الوزراء إنقاذية في فصل الصيف، وإذا تأخر مجيء البواخر تتعرض الخطة للنسف في مرحلتها االولى«.إال أن مصادر أخرى أكدت في المقابل أن تمديد مهلة المناقصة ّ ر في استقدام الباخرة األولى خال فصل الصيف، لن يؤخ »إال إذا رفض مجلس الوزراء المناقصة، أو استمرت المماطلة السياسية بما يؤدي إلى التأخير في تأمين البواخر«.