ليس سراَ أن قراراً رباعياً أخذ لتأمين الحدود العراقية – السورية، شاركت فيه كل من بغداد ودمشق وموسكو وطهران، وأن حشداً كبيراً من الجهة السورية يتحضر للمعركة التي بدأ قبل أكثر من أسبوع التقدم فيها، وكذلك حصل من الجانب العراقي، وكل ذلك بهدف منع أي دخول أميركي وإقفال أي إمكانية لوصل دمشق ببغداد
 

تتقدم القوات السورية بالتعاون مع القوات الحليفة والرديفة عبر ثلاث محاور رئيسية، بعيدة عن بعضها نسبياً، الأول من تدمر بإتجاه السخنة، والثاني من تدمر جنوباً لملاقات القوات السورية في بادية دمشق، والثالث من مطار السين في ريف دمشق بإتجاه الحدود العراقية.

يهدف التقدم السوري في المحور الأول بإتجاه مدينة السخنة إلى الوصول إلى طريق دير الزور، ومن ثم التقدم لفكّ الحصار عن المدينة الواقعة عند الحدود العراقية، وقد أحرزت القوات المتقدمة في تلك النقطة الكثير من التقدم إذ وصلت إلى جبال "عبيرة".. أما المحور الثاني والذي تتقدم فيها القوات من تدمر جنوباً وسيطرت على مساحة لا بأس بها مقتربةً من القوات المتقدمة من المحور الثالث، الأمر الذي سيؤدي إلى عزل قوات المعارضة السورية في جبرود وكامل منطقة القلمون الشرقي وقطع خط إمدادها عن البادية السورية، وإفقادها أي أهمية ميدانية.

أما المحور الثالث وهو الأهم بالنسبة للهدف الحالي، وهو قطع الطريق على قوات المعارضة السورية والقوات الأميركية الأردنية التي تريد التقدم بإتجاه الحدود العراقية.

تتقدم القوات في هذا المحور مطار السين العسكري في ريف دمشق، وإستطاعت قبل نحو 10 أيام من توسيع نطاق سيطرتها مسافة 48 كلم بإتجاه الحدود العراقية، إذ سيطرت على منطقة السبع بيار.

وفق مصادر ميدانية فإن الهدف هو الوصول إلى معبر التنف الحدودي، حيث تلتقي القوات السورية مع القوات العراقية المتواجدة على الجانب الآخر من الحدود، إذ يُشار إلى أن الحشد الشعبي أرسل تعزيزات كبيرة أمس إلى نقاطه قرب معبر التنف من الجانب العراقي.

وتشير المصادر إلى أن وصول القوات السورية إلى الحدود العراقية السورية عند معبر التنف، سيؤدي إلى إفقاد عزل قوات المعارضة في البادية السورية بشكل كامل، ويفقدها أي أهمية ميدانية، إذ سيشبه وقضها الميداني حينها وضع قوات "درع الفرات" المحاصرة بين الجيش السوري والأكراد.

وتؤكد المصادر أن المنطقة التي حصلت فيها الغارة الأميركية أمس وإستهدفت الجيش السوري شكلت صدمة كبيرة للعديد من المتابعين، إذ تبعد نحو 15 كلم عن آخر النقاط التي ثبّت فيها الجيش السوري في البادية، أي أن هذه القوة كانت قوة إستطلاع وتثبيت قواعد متقدمة لتتقدم باقي القوات إليها لاحقاً.

وتضيف: "تبعد النقطة التي حصلت فيها الغارة نحو 50 كلم فقط عن معبر التنف، وقد حافظت القوة على مواقعها بعد الغارة، لذا فإن قرار الوصول إلى الحدود يبدو جدياً ولن يخضع لاي عملية مماطلة سياسية أو ميدانية".

 

 


علي منتش