"وينك يا ابو فاعور" صرخة إنسان عاتب على وزير الصحة غسان الحاصباني الذي لم يحرّك ساكنا حتى الآن في أي قضية تتعلق بالإهمال الطبي خاصة أن الاخطاء تتوالى دون أي حسيب أو رقيب، فحسين عز الدين الذي قتله خطأ طبيب نتيجة عدم معرفته بما يجري معه ـ لم يكن آخر الضحايا وبالطبع ليس أولهاـ فيوم امس رحلت بتول، بعد معاناة وشلل كلي اصيبت فيه في المسشتفى الحكومي في بيروت..

9 ساعات و النربيش الكفيل بإخراج المياه من رأسها مقفل ، علمًا أن ابنة السنة والشهر التي دخلت إلى المستشفى لاستبدال الشنت  الموجود داخل رأسها تحتاج إلى إفراغ المياه من رأسها كل ساعة تقريبًا  لكنّ النسيان والإهمال جعلاها تتحوّل من ملاك يحرك يديه ورجليه إلى ملاك يبتسم فقط ليتحوّل بعدها إلى طير يحمل معه الشكوى إلى القدر علّ هناك من يأخذ بحقّ جسد أنهكته الآلات لكن نسيان المعالجة كان بالمرصاد.

روح البراءة حلّقت بعيدًا لتستقر في عالم الإنسانية بعدما قتلتها مهنة رسالتها أصبحت مادية ، مهنة لم ترحم دموع والد أنهكه الفقر فترك أولاده في البقاع في حال يرثى لها ساعيا لتأمين المبلغ المطلوب    لصغيرته التي تحمل بطاقة مخصصة لذوي الإحتياجات الخاصة ورغم أن المال تأمّن إلا أن العملية التي تحتاجها بتول لم تجر في الوقت المحدد دون أي معرفة بالأسباب التي استدعت التأخير.

 

إهمال طبي قضى على بتول سيف الدين التي تعذب جسدها أيضًا بعد الوفاة حيث رفضت المستشفى تسليم جثتها إلا بعد دفع مبلغ مالي  محدد ما ادى إلى حجز أوراق جدّها وأوراق سيارة اجرة مستأجرة من قبل والدها 

هذه التفاصيل التي نشرتها جمعية الطفل حسين عبر صفحتها "فيسبوك" ذكرت أيضًا أن هناك الكثير من المواقف اللاإنسانية والمادية التي تعرض لها والدي الطفلة بتول  ولأنّ هذا الملاك البريء رحل دون أن يرف للمخطئين بحقه جفن فإن حملات واسعة انتشرت عبر صفحات التواصل الإجتماعي تطالب وزير الصحة غسان الحاصباني إما بالتحرك فورا أو الإستقالة ..

القدر اختار بتول لتكون إلى جواره بعد ما قاسته من آلام و ليطمئن والديها المفجوعين بألمها بأنه لجانبها وبأن رحمته ما زالت تفوق رحمة الإنسان وما في نقلنا لهذه الحالة إلا رغبة في معاقبة المخطئين والمقصرين بحقّها لأن اليوم بتول وغدًا قد نكون نحن أو انتم فهل سيسمع وزير الصحة نداء بتول وستنتصر لها عدالة الأرض كما السماء؟

LIBAN8