نشرت صحيفة "أرغومينتي إفاكتي" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن الصداع الذي ينتاب الأطفال أحيانا، مشيرة إلى أن الأمر يمثل مشكلة صحية رغم عدم شيوعه، وأشارت إلى أسبابه وكيفية التعامل معه. 
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه من الصعب على الآباء في أغلب الأحيان أن يفكروا في إمكانية إصابة أطفالهم بالصداع. 

وعلى خلاف الاعتقاد الشائع، فإن هذا النوع من الآلام لا يصيب فقط البالغين، بل يصيب الأطفال كذلك، موضحة أسباب عدة لذلك.

المجهود الذهني
 
وأكدت الصحيفة أن بعض الأطفال قد يشكون من آلام في الرأس بصفة يومية قبل الخلود إلى النوم، وذلك ناتج عن المجهود الذهني الذي يبذله الطفل في المدرسة. 

وأشارت إلى أن كثرة الحصص الدراسية مع طول ساعات الجلوس، بالإضافة إلى بقية الأنشطة المدرسية الأخرى، ناهيك عن الجلوس خلف الحاسوب في المساء، تنهك جسم الطفل، وتؤدي إلى الإصابة بتشنجات في عضلات الرقبة. 

ونتيجة لتشنج عضلات الرقبة بصفة مستمرة، يختل تدفق الدم إلى الرأس ما يسبب الألم، وهو ما يسمى بصداع التوتر العضلي. 
 
وأوضحت الصحيفة أنه في حالة إصابة الطفل بالصداع، يجدر عليه ممارسة بعض النشاطات البدنية بين الحصص لتحفيز حركة الدورة الدموية، لأن السبب الرئيس وراء آلام الرأس التي تنتاب الطفل هو قلة الحركة والجلوس لساعات طويلة. 

وفي السياق ذاته، وجب على الأولياء محاولة تشجيع أطفالهم على ممارسة بعض التمارين الرياضية بعد المدرسة، وتجنب قضاء وقت طويل أمام جهاز الحاسوب أو الهواتف الذكية في المنزل.
 
وأفادت الصحيفة بأن الأنشطة البدنية مثل تسلق الحبال، واللعب بالكرة، والجري، وغيرها من التمارين الرياضية المختلفة، قد تكون عاملا من عوامل إصابة الطفل بالصداع أيضا. 

ممارسة الرياضة

وأوضحت أن ممارسة الرياضة بشكل مفرط قد تؤدي إلى توتر عضلات الرقبة. 

وبالتالي، ينبغي الموازنة بين ساعات الراحة واللعب وتأطير الطفل أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
 
ونوّهت الصحيفة إلى أنه في حال تواصل شعور الطفل بالصداع خلال فترات عدة من اليوم، لا يمكن أن يمثل ذلك عائقا أمام مواظبته على ممارسة الرياضة، لكن في هذه الحالة يجب توخي المزيد من الحذر. 

وإذا تكررت نوبات الصداع عند الطفل بعد ممارسة الرياضة أو أي نوع من الأنشطة البدنية، فمن الضروري عندها استشارة الطبيب.

إجهاد العين
 
وأضافت الصحيفة أن شكوى الطفل المستمرة من الشعور بالصداع بعد المدرسة قد تكون ناتجة عن مشاكل في العينين. 

وعلى هذا الأساس، على الوالدين التأكد ما إذا كان الطفل يعاني من مشاكل بصرية. 

ويمكن التثبت من إصابة الطفل بمشاكل بصرية من خلال تمارين الرؤية، مثل التفريق بين الحروف والأرقام، ورؤيتها بوضوح من مسافة معينة. 

ووفقا لما ذُكر آنفا، فإن إجهاد العين من أبرز أسباب الصداع. 

وبناء عليه، يتحتم على الأولياء إيجاد حل سريع لمثل هذه المشكلة والتوجه إلى اختصاصي طب عيون لتجنب تفاقم الصداع.
 
وأوردت الصحيفة أن بعض الاضطرابات النفسية الناتجة عن مشاجرة بين الوالدين أو مع زملاء الدراسة، قد تتسبب في شعور الطفل بالصداع. 

بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الصداع ناتجا عن حالة التوتر التي تسبق الامتحان. 

ووفقا لهذا الأمر، ينبغي أن يحرص الوالدان على توفير الدعم العاطفي للطفل، وتجنب الشجار أو مناقشة المشاكل العائلية أمامه، خاصة في الفترات التي تسبق الاختبارات. 

السرير غير المريح
 
وأفادت الصحيفة بأن السرير غير المريح قد يكون من سببا في إصابة الطفل بالصداع أيضا. 

وفي مثل هذه الحالة، قد يشكو الطفل من الصداع منذ الصباح الباكر، ويشعر بصعوبة في فتح عينيه. 

ولتجنب مثل هذه الحالة، على الأم التحقق من راحة الطفل في سريره، إذ إن فراش الطفل ووسادته يجب أن يكونا ملائمين ومريحين أثناء النوم. 

وإذا تواصل الشعور بالصداع رغم توفر كل شروط الراحة، يجب استشارة الطبيب. 
 
الألعاب والصداع

وذكرت الصحيفة أن الألعاب التي يمارسها جميع الأطفال في أوقات فراغهم قد تكون سببا مباشرا للصداع الذي ينتاب بعضهم، لأنه من المحتم أن تكون تلك الآلام ناتجة عن الإصابات التي قد يتعرضون إليها خلال اللعب، خاصة على مستوى الرأس. 

فعادة، ما يسقط الطفل أثناء تسلقه للأشجار أو ركوبه الدراجة أو التزلج، ولا يستطيع تقييم مدى خطورة وضعه لهذا تقع المسؤولية على عاتق الوالدين. 

وفي حال إصابة الطفل على مستوى الرأس، من الضروري الأخذ بعين الاعتبار أن الصداع لن يصيبه إلا بعد مرور بضعة أيام على الإصابة. 
 
ومن المستحسن عدم تجاهل إصابات الرأس والتحقق مما يشعر به الطفل إثر سقوطه أو إصابته، والتوجه إلى الطبيب في حال تواصل الشعور بالصداع. 

ضغط الدم 

وأكدت الصحيفة أن ضغط الدم لدى الطفل يعدّ من أهم أسباب الصداع، لكنه يظل أمرا نادرا. 

وفي أغلب الأحيان، لا يخضع الأطفال لقياس ضغط الدم، إلا إذا كان مصابا بأمراض الكلى أو السكري، وغيرها من الأمراض الأخرى التي تؤدي إلى شعور الطفل بالصداع. 

وللتأكد من أسباب الصداع لدى الطفل، من الممكن قياس ضغط الدم لديه، وغالبا، ما يكون ارتفاع ضغط الدم مرفقا بإصابته بالنعاس والخمول.
 
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أنه على الأولياء مراقبة ضغط الدم لدى طفلهم، بالإضافة إلى ضرورة إتباع نصائح الأطباء خاصة التقيد بالنظام الغذائي الذي يوصي به الطبيب.