وفي خطوة مفاجئة لم يسبقها أي تمهيد أو تلميح، أعلن حزب الله يوم أمس على لسان أمينه العام الإنكفاء عسكرياً عن الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا، وقال نصرالله خلال الخطاب المتلفز الذي ألقاه لمناسبة مرور سنة على غياب القائد العسكري مصطفى بدر الدين في سوريا: فكّكنا وسنفكك بقية مواقعنا العسكرية على الحدود من الجهة اللبنانية ومن اليوم الأمور في السلسلة الشرقية متروكة للدولة.
وتأتي هذه المواقف المتقدمة لنصر الله عشية القمة الأميركية العربية والإسلامية في الرياض، وخلال تطورات عدة تشهدها الساحة السورية، تعامل اللبنانيون مع قرارات نصر الله الجديدة بإيجابية ورحب قياديون بعودة الحزب إلى لبنان وتسليم مقاليد الأمور للسلطات الشرعية اللبنانية على الحدود الشرقية اللبنانية السورية.

إقرأ أيضًا: حزب الله يستغني عن سرايا المقاومة؟
وبالرغم من الأصداء الإيجابية التي تركها قرار نصر الله، إلا أن قرار كبيرًا آخر من نصر الله ينتظره اللبنانيون جميعا وهو الإنسحاب من سوريا بشكل كامل وعودة الحزب إلى لبنان سياسيًا وعسكريًا، خصوصًا على ضوء المتغيرات التي تشهدها الساحة السورية، والتي تشير إلى أن القرار النهائي هو قرار الشعب السوري وأن الخيار هو القضاء على نظام الديكتاتورية وأن مشاركة الحزب إلى جانب هذا النظام كانت مشاركة عبثية لم تؤد إلا إلى الفتنة السنية الشيعية ولم تؤد إلا إلى خسائر فادحة طالت الطائفية الشيعية في لبنان والعالم العربي.

إقرأ أيضًا: حزب الله يستعيد أمجاد المقاومة؟
إن قرار حزب الله بالإنسحاب من سوريا بات اليوم حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى سيما أن الترتيبات الجديدة للملف السوري أميركيًا وروسيا وعربيا تنفي اي حاجة إلى الحزب وأن الرهان عليه لم يعد كما في السابق.
إن قرار العودة خطوة باتت ضرورية ونأمل أن تكون القرارات الأخيرة لنصر الله هي البداية التي تقود إلى انسحاب كامل لحزب الله من سوريا .