كشفت دراسة طبية أعدتها جامعة إيرلندا الوطنية، أن تناول الفرد للمأكولات والمشروبات المثلجة مثل العصائر والآيس كريم بشكل مستمر يسبب صداعا شديدا يُعرف باسم "تجميد المخ" لفترة زمنية معينة، وذلك بعدما وجد الباحثون أن الكثير من الناس يتهافتون على تناول الآيس كريم في الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة، لكنهم سرعان ما يصابون بصداع مفاجئ بعد تناول أي عصير مثلج أو مأكولات باردة بسبب تأثيرها على المخ.

يُعرف هذا العارض المرضي طبيا باسم "الصداع الناجم عن تناول أو ابتلاع الأشياء الباردة". وتتمثل أعراضه في ألم شديد في جبهة الرأس، تتراوح مدته ما بين 30 و60 ثانية. ويبلغ الألم ذروته بعد انقضاء 5 دقائق أو أكثر. وقد أرجع العلماء سبب ذلك إلى تحرك المواد الباردة عبر سقف الفم والجزء الخلفي من الحلق وهو ما يحدث أيضا إثر تناول الأطعمة الباردة بشكل سريع أو شربها على عجل.

وتوصل الباحثون من خلال إجراء التجارب على مجموعة من المتطوعين، إلى أن المشروبات والمأكولات المثلجة لا تتوقف أضرارها عند هذا الحد، بل تؤثر بشكل مؤقت على تدفق الدم إلى المخ. ويسبب ذلك صداعا لفترة قصيرة، حيث يبدأ الألم من منطقة الفم ويصل إلى الرأس من خلال العصب التوأمي الثلاثي الذي تتمثل وظيفته في إيصال المعلومات الحسية من الوجه والفم إلى المخ.

وعلى عكس ما هو شائع أكد المتخصصون أن تناول المشروبات المثلجة والباردة أثناء ارتفاع درجة الحرارة يجعل الجسم يعمل على تعديل حرارته لتتلاءم مع الوسط الخارجي الحار، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارته وليس انخفاضها، بينما تناول المشروبات الساخنة يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم الذي يعمل على إخراج الحرارة في شكل عرق أو تبخر للمياه على الجلد، وبذلك يبرد هذا الجسم.

عن أضرار تناول الأطعمة المثلجة إثر ارتفاع درجة الحرارة، يقول د. أشرف عبدالمجيد، أستاذ التغذية وعلوم الأطعمة بجامعة حلوان “على عكس ما هو معروف، فإن تناول الأطعمة والمشروبات المثلجة في بيئة ذات درجة حرارة منخفضة أفضل من تناولها في بيئة ذات درجة حرارة مرتفعة، لأن شعور الجسم بالحرارة يختلف وفقا لدورة العمليات الحيوية في الجسم، فالإنسان يزيد من نشاطه في فصل الشتاء لكي يشعر بالدفء، بينما يقلل حركته في الصيف لكي لا تزداد درجة حرارة الجسم".

وأكدت الأبحاث أن إحساس المرأة بالحرارة يفوق إحساس الرجل بها، ويرجع سبب ذلك إلى الهرمونات وزيادة طبقة الدهون الداخلية التي تسد مسام جلد المرأة، بسبب كثرة تناولها للأطعمة الدهنية، على عكس الرجل.

ويشير عبدالمجيد إلى أن شرب المياه الدافئة أفضل من شرب المياه المثلجة لأنها تشعر الفرد بالارتواء بعد فترة وجيزة، ناصحا بتناول العصائر الطبيعية لا المثلجات، على أن يكون هذا التناول دون إضافة السكر. فتناول كوب من عصير البرتقال أو الليمون يمد الجسم بحوالي 50 إلى 70 سعرة حرارية، إذ أن الأبحاث التي أجريت وجدت أن تناول السوائل الباردة يساعد على تضييق الأوعية الدموية وشعيراتها الموجودة في الأطراف، مما ينتج عنه تدفق الدم إلى الجسم والأعضاء الداخلية. كما أن هذه السوائل الباردة تسبب انكماش المعدة، وهو ما يخفض من الإحساس بالجوع.

أما عن تأثير المشروبات المثلجة على الأسنان واللثة، فيوضح د. مجدي منير، أستاذ طب الأسنان بجامعة الأزهر، أن تناول المشروبات والأطعمة المثلجة خلال فصل الصيف يؤثر بشكل مباشر على اللثة، ويؤدي إلى إثارة الأعصاب داخلها ويسبب التهابا شديدا وآلاما في الفم. وحذر من التعرض لأشعة الشمس المرتفعة.

(العرب اللندنية)