إنتصرت فرنسا  , ولبنان يخسر أكثر , والشعب السوري يأمل وينتظر

 

المستقبل :

اصبح ايمانويل ماكرون (39 عاما) اصغر رئيس في تاريخ الجمهورية الفرنسية والرئيس التاسع في سجل الجمهورية الخامسة التي انتصرت أمس، بعد تغلبه بسهولة على منافسته مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، جامعا ما نسبته 65,5 في المئة من الاصوات مقابل 34,5 في المئة لها، فيما يتوقع ان تكون ولايته مليئة بالتحديات نظرا لعدم تمثيله لحزب تقليدي كبير، وبالتالي سيحتاج الى ارضاء الاحزاب الكبرى في البرلمان لكي يتمكن من تنفيذ مشاريعه وسياسته التي أكد في اول تصريح له بعد اعلان فوزه انها ترتكز على «فتح صفحة جديدة هي صفحة الامل والثقة المستعادة». 

وستظهر تحالفات ماكرون جلية في هذا الاطار، بمجرد تسميته رئيس الوزراء المقبل وتشكيل الحكومة الجديدة التي ستدير شؤون البلاد.

وبعد صدور النتائج التقديرية الاولى، التي اكدت فوزه، القى ماكرون خطابا قصيرا في مقر حملته الانتخابية حيا فيه الشعب الفرنسي ودعا الى توحيد الصفوف معربا

عن تقديره لجهود منافسته لوبن ومؤكدا انه «يفهم غضب الذين منحوا اصواتهم للتطرف»، ووعد بأن «يكون على قدر المسؤولية والثقة التي اولاها له الشعب»، وذكر بـ«الإرث التاريخي الفرنسي الكبير» متعهدا بأنه «سيعمل على ازالة مخاوف الفرنسيين» وسيعيد الأمل والتفاؤل بالمستقبل، واكد انه سيلتزم بمحاربة الإرهاب داخل فرنسا وخارجها وانه سيستمر في هذه الحرب طالما هناك حاجة لها.

ثم القى الرئيس المنتخب في وقت لاحق خطاب الفوز امام انصاره الذين احتشدوا في الباحة الخارجية لمتحف اللوفر وسط باريس، قال فيه: «المهمة التي تواجهنا ضخمة، وسوف نبدأها منذ الغد. وهي تنطوي على تعزيز الاقتصاد الفرنسي، وبناء الدفاعات الجديدة، وضمان سلامة وامن جميع المواطنين الفرنسيين. إنها مهمة ضخمة، وسوف تتطلب المزيد من الجرأة نفسها التي اوصلتنا الى هنا». اضاف «هذه المهمة تتطلب مشاركة والتزام الجميع. وسيتطلب ذلك شجاعة حقيقية، وبناء أغلبية قوية، وهي أغلبية التغيير التي يحتاجها البلد ويستحقها. لدينا القوة والطاقة. ونحن لن نستسلم الى الخوف، إلى الانقسام، والكذب، إلى حب التراجع أو الهزيمة. أنا أعرف كم أنا مدين لكم، لرفاقي، عائلتي، أصدقائي. المهمة لن تكون سهلة. سيكون العمل صعبا». 

وتابع الرئيس المنتخب: «سوف اقول لكم الحقيقة ولكن حماستكم وشجاعتكم هي التي ستدفعني الى الأمام». وختم ماكرون خطابه صارخا «أريد وحدة شعبنا وبلادنا. وأخيرا، سوف أخدمكم بتواضع، بقوة، وباسم شعارنا: الحرية والمساواة والأخوة. سوف أخدمكم بحب. لتحيا الجهمورية، لتحيا فرنسا».

وكانت المرشحة الخاسرة مارين لوبن، فور صدور النتائج التقديرية مع اقفال صناديق الاقتراع عند الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، شكرت مؤيديها وجميع الفرنسيين الذين شاركوا في العملية الديموقراطية، واعترفت بخسارتها امام جمهورها الذي احتشد قرب غابة فينسين في محيط العاصمة باريس، وقالت في خطاب قصير «اتصلت بماكرون وهنأته بالفوز واتمنى له التوفيق في مهامه على رأس الجمهورية الفرنسية ونأمل ان يوفق الرئيس الجديد في التعامل مع التحديات والصعاب التي تواجهها البلاد». 

وقالت «ان الفرنسيين اختاروا اليوم ان يتواصل الحال كما هو» في اشارة الى ان عهد ماكرون سيكون بمثابة استمرار لعهد الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاند. ثم ذكرت بأن الجولة الأولى شهدت سقوط الاحزاب الكبرى التقليدية وقالت «ان الفرنسيين حصروا المنافسة في الجولة الحاسمة بين«المواطنين (باتريوت في اشارة الى انصارها) و العالميين (موندياليست في اشارة الى مؤيدي ماكرون)»، وشددت على ان«الجبهة الوطنية ستكون في المرحلة المقبلة الحزب الأول في المعارضة»مشيرة الى ان الاحزاب الاخرى بأغلبيتها توحدت خلف ماكرون وهذا ما يرفع عنها صفة المعارضة في المرحلة المقبلة. واكدت لوبن ان«الجبهة الوطنية ستبدأ مرحلة جديدة ابتداء من الليلة (امس) وسيتبلور مسارها السياسي الجديد خلال الاشهر المقبلة».

علما ان نسبة الامتناع عن التصويت بلغت 25,3 في المئة من الاصوات، وهي اعلى نسبة مقاطعة للانتخابات منذ العام 1969، كما بلغت نسبة الاصوات بالأوراق البيضاء رقما غير مسبوق هو 10 في المئة، وذلك نظرا لأن مرشح «فرنسا غير الخاضعة» جان لوك ميلانشون طلب من مناصريه بعد خسارته في الجولة الأولى التصويت بأوراق بيضاء في الجولة الثانية.

وفي ردود الفعل الدولية، سارع مسؤولون عالميون، عدا روسيا، الى اصدار بيانات التهنئة لماكرون. فهنأه رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر، معتبرا ان الفرنسيين اختاروا «مستقبلا اوروبيا».

ورحب رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك بدوره بقرار الفرنسيين المؤيد لمبادئ «حرية، مساواة واخوة».

وكذلك فعل رئيس البرلمان الاوروبي انطونيو تاجاني، موجها دعوة الى ماكرون للقاء كل النواب الاوروبيين، وكتب على تويتر «نراهن على فرنسا في قلب اوروبا لكي نغير معا الاتحاد ونقرب بين مواطنيه».

اما الرئيس الاميركي دونالد ترامب فكتب على تويتر: «اهنئ ايمانويل ماكرون بفوزه الكبير اليوم كرئيس مقبل لفرنسا. انني اتطلع للعمل معه».

ووجه الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون تهانيه للرئيس المنتخب وللشعب الفرنسي.

واعتبر المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان انتخاب ماكرون «انتصار لاوروبا قوية وموحدة»، كما اعتبر وزير الخارجية الالماني سيغمار غابرييل ان فوز المرشح الوسطي على مرشحة اليمين المتطرف يدل على ان «فرنسا كانت وهي وستبقى في وسط وقلب اوروبا».

واعلن متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية ان تيريزا ماي «تهنئ بحرارة» ماكرون بفوزه. وقال ان «فرنسا هي احد حلفائنا المقربين ونحن نرحب بالعمل مع الرئيس الجديد حول مجموعة واسعة من الاولويات المشتركة».

الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو، قال عبر رسالة على تويتر بالفرنسية ان فوز ماكرون بمثابة «دليل ثقة الفرنسيين باوروبا موحدة». واكد انه يراهن على «تعاون فرنسا الواعد وتكثيف العمل بصيغة النورماندي» التي تضم باريس وبرلين وكييف وموسكو بهدف تسوية النزاع الاوكراني.

وكتب رئيس الحكومة الايطالية باولو جنتيلوني على تويتر «فليعش ماكرون رئيسا»، كما كتب رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي «فلنتعاون في فرنسا واسبانيا من اجل اوروبا مستقرة ومزدهرة ومندمجة اكثر».

رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال، قال ان انتخاب ماكرون يشكل «رفضا واضحا لمشروع التراجع الخطير لاوروبا التي انتصرت اليوم».

وفي رسالة نادرة، وجه القصر الملكي البلجيكي «تهانيه» الى ماكرون وكتب على تويتر «غالبية الفرنسيين ابدت تأييدها لفرنسا ضمن اوروبا».

واعتبر رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس ان فوز ماكرون يشكل «مصدر الهام لفرنسا واوروبا» قائلا «انا متاكد باننا سنعمل معا بشكل وثيق».

ووجه رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن تهانيه الى ماكرون قائلا: «يمكننا تحقيق نتائج معا اكثر مما حين نكون لوحدنا».

اما الموقف الروسي، فكان مختلفا عن ما سبق من ردود فعل، فقد اعتبر رئيس لجنة الاعلام في مجلس الاتحاد الروسي اليكسي بوشكوف ان «خيبة أمل ستسود سريعا» لدى ناخبي ماكرون الذي يرث بحسب قوله «بلدا منقسما».

وكان القراصنة المشتبه في ارتباطهم بالحكومة الروسية اقدموا مساء الجمعة الفائت على قرصنة البريد الالكتروني لماكرون وحملته، وخلطوا محتواها بمحتوى مفبرك ونشروها على مواقع الكترونية عدة. وقد حظرت السلطات الفرنسية على اي مواطن فرنسي نشر هذه الوثائق او تبادلها على شبكة الانترنت تحت طائلة الملاحقة القانونية

 

الديار :

ما هو سر «فائض» الانسجام والتناغم السياسيين بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري؟
تتعدد التفسيرات لهذا «الوئام» الذي اتى معاكسا لتوقعات متشائمة، راجت بعد تكليف الحريري بتشكيل الحكومة، ورجحت ان يكون التعايش الاضطراري بين «الجنرال البرتقالي» و«الشيخ الازرق» صعبا ومكلفا، لاسيما ان كلا منهما يأتي الى الحكم من مدرسة سياسية مختلفة عن الاخرى.
حينها، استحضر البعض على الفور الصورة القاتمة لعلاقة الرئيسين اميل لحود ورفيق الحريري اللذين افتقرا الى الحد الادنى من «الكيمياء»، وأخفقا ليس فقط في الاتفاق وانما كذلك في تنظيم الخلاف. 
افترض المتشائمون ان تلك التجربة السيئة ستتكرر في عهد عون، خصوصا ان مقدماتها النظرية حاضرة، بدءا من حقيقة ان انتخاب الجنرال كان في الاساس قرارا قسريا بالنسبة الى الحريري، وانتهاء بالفوارق  الشخصية والسياسية التي يمكن ان تشكل ممرا للرياح الساخنة.
لم تصح هذه الفرضية خلال الاشهر الاولى من عمر ولاية عون. ليس هذا فقط، بل ان «شهر العسل» الذي أعقب «زواج المصلحة» جرى تمديده حتى اشعار آخر، الى حد ان الحريري بات يبدو وكأنه اقرب الى عون منه الى الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط. 
لقد اختار رئيس «تيار المستقبل» ان يقتدي بنموذج رشيد كرامي وفؤاد شهاب، لا تجربة رفيق الحريري واميل لحود التي تعلم منها على الارجح.
وإذا كان خصوم الحريري يجدون في سلوكه نوعا من الضعف او التساهل الذي يسيىء الى صورة رئاسة الحكومة وهيبتها، إلا ان اصحاب وجهة النظر الاخرى يملكون تفسيرا مغايرا لهذا المسار الذي يسلكه رئيس «المستقبل» منذ عودته الى السراي. 
يعتقد هؤلاء ان الحريري منسجم مع نفسه، وهو الذي يعلم انه لم يعد بامكانه ان يعود الى الخلف بعدما انتخب عون رئيسا للجمهورية، بل عليه ان يستمر في الرهان الذي خاضه حتى نهاية المطاف. بهذا المعنى، فان تصرفه يندرج في اطار المفاعيل المترتبة على دينامية الانتخاب التي لا تزال تسري في عروق الواقع السياسي.
ويذهب بعض «الخبثاء» في استنتاجاتهم الى الافتراض بان تعاون الحريري مع عون قد يُفضي الى ضمان بقائه في سدة رئاسة الحكومة طيلة سنوات العهد الست، لان عون ارتاح اليه، ولن يجد شريكا سنيا افضل منه على مستوى السلطة، يجمع بين الحيثية التمثيلية في بيئته والمرونة في العلاقة مع رئيس الجمهورية.
 

 تفسير الحريري


وتؤكد شخصية مقربة من الحريري ان رئيس الحكومة ليس بوارد افتعال مشكلة مع عون، فقط لان البعض يريده ان يفتعل ازمة من هذا النوع ويتمنى حدوثها.
وتشدد هذه الشخصية على ان الحريري لن يخوض معركة ضد عون بالوكالة او بالنيابة عن أحد، «ومن لديه مشكلة مع رئيس الجمهورية فهو حر، ورئيس الحكومة ليس معنيا بها بتاتا».
وتشير الشخصية اللصيقة ببيت الوسط الى انه لا يوجد اساسا اي مبرر لكي يختلف الحريري مع عون او «التيار الحر» في هذه اللحظة السياسية، لافتة الانتباه الى ان رئيس الحكومة لا يحصر تفاهمه برئيس الجمهورية، بل هناك حد ادنى من التفاهم بينه وبين حزب الله كذلك.
وتستهجن الشخصية ذاتها تعمد البعض اساءة تفسير موقف الحريري من مبادرة عون الى تسليمه رئاسة جلسة مجلس الوزراء الاخيرة في بعبدا، وصولا الى الايحاء بانه أفرط في تقدير ما هو حق له، معتبرة ان هناك من افترض ان الفرصة مناسبة للضرب على الوتر السني الحساس انطلاقا من مزايدات انتخابية.
وتوضح الشخصية الوثيقة الصلة بالحريري، ان تقدير رئيس الحكومة لمبادرة عون ينبع من كونها شُجاعة ومعبرة، إذ لم يحدث من قبل ان امتلك رئيس ماروني جرأة ان يسلم مقعده لرئيس حكومة وان يدعوه الى ترؤس الجلسة حتى نهايتها، علما انها لم تكن قد ناقشت بعد اي بند في جدول الاعمال عندما غادرها عون، وما جرى ان الحريري نوه بهذا التصرف، لا أكثر ولا أقل.
وتشير الشخصية اياها الى انه سبق للرئيس الياس الهراوي ان اضطر مرة الى مغادرة قاعة مجلس الوزراء في بعبدا لوقت قصير، فطلب من الرئيس رفيق الحريري ان يترأس الجلسة، إلا ان الحريري بقي في مقعده، ومدة ترؤسه لها لم تتعد الدقائق العشر، ولذا لا تجوز المقارنة بين الحالتين.
وتنفي الشخصية المقربة من بيت الوسط وجود علامات ضعف او تهاون في سلوك الحريري حيال عون، مشددة على ان هناك عوامل موضوعية تقف خلف قبول رئيس «المستقبل» بـ«التأهيلي»، ورفضه للتمديد، واصراره على وضع قانون انتخابي جديد، وتناغمه مع عون في ملف الكهرباء.
وتنقل الشخصية نفسها عن الحريري قوله: أنا لست مغرما بأي من المشاريع الانتخابية المطروحة ولا اعتقد ان بينها ما هو مثالي، لكن بين ان أقدم تنازلات حتى يمشي البلد وبين ان ارفض تقديم التنازلات ونذهب الى المجهول، كان قراري اعتماد الخيار الاول.
ويتابع الحريري، تبعا لما يُنسب اليه: أنا آخر من يمكن ان يقتنع بـ «التأهيلي» على اساس طائفي، خصوصا ان كتلتي النيابية متنوعة، انما عندما وجدت ان هناك فئة مسيحية واسعة تَطمئن اليه وتجد فيه معالجة لهواجسها، كان لا بد لي من مراعاتها..
اما بالنسبة الى الانتقال من تفهم احتمال التمديد للمجلس النيابي الى الاعتراض القاطع عليه، فان الشخصية المحيطة بالحريري تضع هذا التحول في موقف رئيس «المستقبل» ضمن سياق سعيه الى تحفيز الجميع على وضع قانون جديد، لان ابقاء التمديد قيد التداول قد يُسبب استرخاء في الجهد المبذول لانجاز القانون، على قاعدة ان البديل متوافر.
كما ان هذه الشخصية تلمح الى ان تراجع الرئيس نبيه بري عن دعم مشروع التاهيلي ساهم في دفع الحريري الى التراجع عن تأييد خيار التمديد.
وفي ما خص الانسجام بين عون والحريري في ملف الكهرباء، والذي اثار الريبة وعلامات استفهام لدى بعض الاوساط السياسية، فيبدو انه يندرج في اطار استراتيجية يتبعها الحريري وقوامها- وفق اوساطه- «اعمل، واتركهم يتكلمون..»
يعتقد الحريري انه عندما ملأت النفايات الطرق، «تبهدلت» الطبقة السياسية كما لم يحدث من قبل، والآن اذا لم تُعالج ازمة الكهرباء ولم تتأمن التغذية المطلوبة في فصل الصيف، «ستبهدلنا الناس مجددا، اما عندما يتم تأمين الخدمات الضرورية، فان الكلام والاقتصاد يصبحان في مكان آخر».
ويعتبر الحريري ان الحكي سيستمر في كل الحالات، «مع فارق وحيد وهو ان الانجازات مع حكي، افضل بالتأكيد، لان الناس ستصبح اقل تاثرا بالقيل والقال عندما تلمس الانجازات العملية..».
وتنفي الشخصية اللصيقة بالحريري وجود قطب مخفية او صفقات مريبة في خطة الكهرباء، لافتة الانتباه الى ان ضمان الشفافية المطلوبة تكمن في كون المراحل التنفيذية للخطة ستكون موضع متابعة من مجلس الوزراء، لان اعتماداتها ستصرف من خارج موازنة وزارة الطاقة، اضافة الى الحصانة النابعة من التواقيع الالزامية لرئيسي الجمهورية والحكومة ووزير المال والوزير المختص.
 

 شروحات ميقاتي


على الضفة الاخرى، يكرس الرئيس نجيب ميقاتي شيئا فشيئا دوره كأحد ابرز المعارضين للحريري وسياساته، وهو الذي كان قد عانى الكثير من المعارضة القاسية التي قادها رئيس «المستقبل» ضده، عندما تولى رئاسة الحكومة.
وقال ميقاتي لـ«الديار» ان من واجبه ان يبادر الى تصويب الامور عندما يحصل خلل نافر او خطأ فادح في نهج الرئيس الحريري الذي نريده ان ينجح، لافتا الانتباه الى ان الحريري بالغ في السرور والابتهاج، غير المبررين، بعدما جيّر له عون رئاسة جلسة مجلس الوزراء الاخيرة في قصر بعبدا، لاضطراره الى المغادرة.
ويضيف ميقاتي: ليس صحيحا انها المرة الاولى التي يبادر فيها رئيس جمهورية الى التصرف بهذه الطريقة مع رئيس حكومة، إذ سبق ان حصل امر مشابه في ايام الرئيس الياس الهراوي الذي كان يترأس في احدى المرات جلسة لمجلس الوزراء في القصر الجمهوري، ثم اراد ان يغادر القاعة فطلب من الرئيس رفيق الحريري ان يتولى رئاسة الجلسة، ولم تحدث يومها كل هذه الاحتفالية.
ويبدي ميقاتي قلقه من بعض السلوكيات التي توحي بمحاولة العودة الى ما قبل اتفاق الطائف، مشددا على انه يؤيد الوفاق والتفاهم بين الرئيسين عون والحريري، «لكن يجب ان يراعي الجانبان المسائل الدستورية التي لا تحتمل المسايرة».
ويلفت ميقاتي الانتباه الى ان من بين الاخطاء التي جرى ارتكابها تفرد عون بالاعلان عن تأجيل جلسة مجلس النواب شهرا، من دون ان يحرك الحريري ساكنا، في حين ان قرار التأجيل يجب ان يُتخذ بموجب مرسوم يصدر عن رئيسي الجمهورية والحكومة ويوقّع كل منهما، موضحا ان هناك دراسة دستورية تثبت ذلك.
وعن رده على الاتهام الموجه اليه بأنه يتعمد في هذه المرحلة التصويب السياسي على الحريري، لاسباب انتخابية، يقول ميقاتي مبتسما: انا في الاساس انطلق في مواقفي من ثوابت دستورية ومبدئية، لكن لو افترضنا ان لدي ايضا اعتبارات انتخابية، فاين العيب او الغرابة في ذلك.. «ليش انا شو شغلتي كشخص يعمل في السياسة»؟ ويتابع: البعض يتضايق الآن من ملاحظاتي الموضوعية، في حين انهم لم يتركوا اتهاما الا ووجهوه الي عندما كنت رئيسا للحكومة... ما هذه المفارقة؟
من جهة اخرى، يؤكد ميقاتي ان المشروع الانتخابي الذي اقرته حكومته على اساس اعتماد النسبية في 13 دائرة، هو متوازن وعادل، ويعتمد معيارا واحدا يسري على كل الاراضي اللبنانية، لافتا الانتباه الى انه خضع لنقاش معمّق قبل اقراره.
ويستغرب ميقاتي كيف ان بعض مكونات حكومته التي كانت قد وافقت على هذا المشروع باتت اليوم معارضة له، متسائلا عما اذا كان وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية هو الذي أدى الى تغيير في الحسابات والمواقف، مضيفا: الدنيا دولاب في لبنان..

 

 

الجمهورية :

انتُخِبَ المرشّح الوسطي إيمانويل ماكرون رئيساً للجمهورية الفرنسية إثر فوزه على منافسته مرشّحة اليمين المتطرّف مارين لوبن، وبذلك يصبح ماكرون (39 عاماً) أصغرَ رئيس في تاريخ فرنسا التي حظيَت الانتخابات الرئاسية فيها هذه السنة بأهمّية كبرى، فهذه المرّة الأولى منذ ستّين عاماً يصل إلى الإيليزيه رئيس لا ينتمي إلى التيارات السياسية الأساسية (اليمين واليسار). وعلى الرغم من الاعتراضات الكثيرة على برنامجه الاقتصادي، إلّا أنّ تمسّكه بالاتحاد الأوروبي ساعَده في الحصول على تعاطفِ الكثير من الأوساط السياسية الفرنسية والأوروبية، وخصوصاً أنّ الانتخابات تسبق انتخابات مهمّة في ألمانيا وبريطانيا.

وقال ماكرون في أوّل خطاب له بعد انتخابه رئيساً: "سأتصدّى للانقسامات" التي تعاني منها فرنسا، مؤكّدا أنّه يدرك "غضَب وقلق وشكوك" الفرنسيين. وأورَد ماكرون من المقرّ العام لحملته في باريس: "أعرف انقسامات أمّتنا التي دفعت البعض الى الاقتراع في شكل متطرّف، إنّني أحترمهم" و"تقضي مسؤوليتي بتهدئة الخوف وبأن نعود الى التفاؤل".

كذلك، أكّد أنه سيعمل "على إعادة نسجِ العلاقات بين اوروبا والشعوب التي تؤلّفها، بين اوروبا والمواطنين". ووعَد ماكرون بأن تكون "إعادة الأخلاق" الى الحياة العامة أحد "أركان" عمله بعدما طبعت الحملة فضائح عن وظائف وهمية مفترضة طاوَلت مرشح اليمين فرنسوا فيون ومرشّحة اليمين المتطرف مارين لوبن.

وخَتم الرئيس الجديد خطابه بالقول: "فلنُحبّ فرنسا، سأخدمها بتواضع وتفانٍ وتصميم". وأكّد أنّ ضمان أمن المواطنين الفرنسيين أمر لا هوادة فيه، كما أكّد أنّ فرنسا ستكون في طليعة المعركة ضد الإرهاب.

وفاز ماكرون بالرئاسة بنسبة تُراوح بين 65,5 % و 66,1 % من الأصوات بحسب نتائج اوّلية. وماكرون الذي لم يكن معروفاً لدى الفرنسيين قبل ثلاث سنوات ويصف نفسه بأنه لا ينتمي "لا الى اليمن ولا الى اليسار" هزَم منافِسته مرشّحة اليمين المتطرف ماريلين لوبن التي نالت بحسب أولى التقديرات 33,9 % إلى 34,5 % في ختام حملة قاسية كشَفت انقسامات عميقة في فرنسا.

ومنِيت لوبن المناهِضة للهجرة ولأوروبا بذلك، بهزيمة كبرى بعدما حقّقت أداءً تاريخياً لحزبها مع اقتراع شهدَ نسبة امتناع عن التصويت عالية (بين 25,3 % و 27 %). وأثارت هذه الانتخابات انتباهاً عالمياً شديداً لأنها اعتُبرت بمثابة اختبار امام تصاعدِ النزعات القومية وبسبب تداعياتها على مستقبل اوروبا، لكن ايضاً بسبب صغرِ سنّ مرشّح لا يتمتّع بخبرة سياسية كبرى.

وفي كلمة ألقَتها أمام مؤيّدين لها، قالت لوبن إنّها هنّأت ماكرون وتمنّت له النجاح. وذكرت رئيسة "الجبهة الوطنية" أنّها لا تَعتبر نتائج الانتخابات فشلاً لحزبها الذي أصبح، وفقاً لها، "أكبرَ قوة معارضة في البلاد".

وهذه المرّة الثانية في 15 عاماً يصل اليمين المتطرف الذي ما انفكّ يكسب اصواتاً في الانتخابات، الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. لكن بخلاف ما حدثَ في 2002 بدت التعبئة الشعبية شِبه غائبة وكذلك في صفوف اليسار الراديكالي حيث يَرفض البعض "الاختيار بين الطاعون والكوليرا". وهذا ما يفسّر ارتفاع نسبة الممتنِعين عن التصويت.

مواقف دولية

وفور إعلان النتائج اعتبَر المتحدّث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، شتيفن سايبرت، انّ انتخاب ماكرون رئيساً "هو انتصار لاوروبا قوية وموحّدة".

من جهته، اعتبَر وزير الخارجية الالماني سيغمار غابرييل انّ فوز المرشح الوسطي على مرشّحة اليمين المتطرف يدلّ على انّ "فرنسا كانت وستبقى في وسط وقلبِ اوروبا". ودعا ميركل ووزير مالها فولفغانغ شويبله الى تقديم مساعدة فعلية لماكرون على الصعيد الاوروبي.

وقال إنّ: "انتصار ايمانويل ماكرون ينطوي في ذاته على واجبِِ علينا في المانيا لأنه ينبغي لماكرون ان ينجح. إذا فشل فإنّ السيّدة لوبن ستكون رئيسةً بعد خمسة أعوام وستزول اوروبا".

وأضاف: "لهذا السبب لا بدّ من إصلاحات في فرنسا، وإيمانويل ماكرون يعلم ذلك، وعلينا نحن الالمان ان ندعَمه حين نُجري إصلاحات، علينا ألّا نُلزم انفسَنا بسياسات تقشّف". وتابع: "لهذا السبب يجب ان يتوقّف نهائياً زمن التشدّد في الموازنة".

بدوره، أعلن متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية انّ تيريزا ماي "تهنّئ بحرارة" ايمانول ماكرون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وقال المتحدث في بيان إنّ "فرنسا هي احد حلفائنا المقرّبين، ونحن نرحّب بالعمل مع الرئيس الجديد حول مجموعة واسعة من الاولويات المشتركة".
من جهته، هنّأ رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ماكرون بانتخابه، معتبراً انّ الفرنسيين اختاروا "مستقبلاً اوروبياً".

كذلك، هنّأ رئيس البرلمان الاوروبي انطونيو تاجاني ايضاً ماكرون، موجّهاً دعوةً الى الرئيس الفرنسي المنتخب للقاء كلّ النواب الاوروبيين. وكتب على تويتر: "نُراهن على فرنسا في قلب اوروبا لكي نغيّر معاً الاتحاد ونُقرّب بين مواطنيه".

بدوره، هنّأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب السياسي إيمانويل ماكرون على فوزه بانتخابات الرئاسة الفرنسية، وقال إنه يتطلّع للعمل معه. وأضاف: "تهانينا لإيمانويل ماكرون على فوزه الكبير اليوم برئاسة فرنسا. أتطلّع بشدّة للعمل معه".

مواقف داخلية

من جهةٍ أخرى، أعلن قصر الإليزيه في بيان انّ "الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هنّأ بحرارة، خَلفه وزير اقتصاده السابق ايمانويل ماكرون بفوزه الكبير في مواجهة مرشّحة اليمين المتطرف". وقال هولاند في البيان: "أجريتُ اتّصالاً هذا المساء بإيمانويل ماكرون لأهنّئه بحرارة بانتخابه رئيساً للجمهورية".

بدوره، أعلنَ المسجد الكبير في العاصمة الفرنسية باريس بعد فرزِ النتائج أنّ فوز مرشّح الوسط على زعيمة اليمين المتطرف وانتخابه رئيساً لفرنسا علامة على المصالحة بين الأديان في البلاد. وقال المسجد الكبير في بيان: "إنّها علامة واضحة على الأمل للمسلمين الفرنسيين بأنّ بوسعهم العيش في وفاق واحترام للقيم الفرنسية".

وفي التداعيات المباشرة لنتائج الانتخابات الفرنسية، ارتفعَ اليورو من 1.0998 إلى 1.1010 دولار في أولى تبادلات الأسهم في آسيا.
وبدّد فوز ماكرون خطر خروج فرنسا من منطقة اليورو، رغم انّ الأسواق توقّعت الى حد كبير هزيمة لوبن بعدما توقّعت الاستطلاعات تكراراً تقدّماً كبيراً لماكرون.

ومع وصوله إلى قصر الإليزيه سيكون على ماكرون أن يواجه فوراً الملفات الأكثر سخونة، من بريكست الى ازمة الهجرة مروراً بأزمتي كلّ من سوريا وأوكرانيا. وستفرض الأجندة الدولية نفسَها فور تنصيبه، مع قمّة حِلف شمال الاطلسي في 25 ايار في بروكسل، تليها قمّة الدول السبع في إيطاليا، والقمّة الشهرية الأوروبية في حزيران وقمّة الدول العشرين في تمّوز في ألمانيا.

إلى ذلك، فإنّ الحماسة التي أبداها ماكرون خلال الحملة الانتخابية في ما يختص بمصير فرنسا "الاوروبية" قد ساعدته في الحصول على تعاطفِ الكثير من الأوساط السياسية الفرنسية والأوروبية. فهو يعتزم عَقد "مؤتمرات ديموقراطية" في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي بعد الانتخابات الألمانية في خريف 2017، بهدف التوصّل إلى وضعِ مشروع تتبنّاه جميع الدول الراغبة بذلك.

وهو يدعو إلى إنشاء ميزانية وبرلمان لمنطقة اليورو، مع استحداث وزير للمالية خاص بها. ويَعتزم تخفيض المهلة المسموح بها لإقامة عامل أجنبي من الاتحاد الأوروبي في فرنسا إلى سنة فقط، كما يدافع عن اتفاقية "سيتا".

الشرق الأوسط والهجرة

كذلك، يتطلع المراقبون في أوروبا كثيراً إلى ما يمكن أن تحمله نتائج الانتخابات الفرنسية على مستقبل التسوية في سوريا.

فماكرون يستند في موقفه من الشأن السوري على قواعد موقفِه من روسيا. فهو يعتبر أنّ "فرنسا وروسيا لا تتشاركان بنفس القيَم"، لكنّه لا يمانع من إحداث تعديل على سياسة العقوبات ضد روسيا إذا ما جاء ذلك في سياق تنميةِ السِلم مع موسكو.

ولا يتمسّك ماكرون بالموقف الحالي الفرنسي الداعي إلى رحيل الأسد، إذ إنه لا يمانع في التعامل مع الأمر الواقع الحالي والقبول ببقاء الأسد "من ضمن عملية انتقالية استراتيجية"، وفق تصريحاتٍ سابقة له.

لكنّه يصف النظام السوري بأنه متعطّش للدماء ويَعتبر أنّ سلوكه في حلب يمثّل "أكبر فظاعات القرن" ويطالب الأمم المتحدة بالتدخّل لدواعٍ إنسانية. ويعتبر أنّ أيّ حلّ لإعادة إعمار سوريا يتطلّب تدخّلاً دولياً يجب على القوى الغربية أن تكون أساسية داخله.

وفي ملفّ الهجرة، يتعهّد المرشح الوسطي بالنظر في طلبات اللجوء في أقلّ من ستة أشهر، بما يشمل طعون الاستئناف.

 

 

الاخبار :

حدّد الرئيس نبيه بري تاريخ صلاحية للعرض الذي قدّمه لحل أزمة قانون الانتخاب، ينتهي في 15 أيار. ومع أن الكرة الآن في ملعب اللجنة الوزارية، إلّا أن الاتصالات السياسية متوقّفة، والتلويح بالتصويت في مجلس الوزراء يفتح الباب أمام الحديث عن التصويت في مجلس النواب على قانون ميقاتي

 

 

كسر الرئيس نبيه برّي، أمس، رتابة الجمود القاتل في المفاوضات «المفترضة» بين القوى السياسية للوصول إلى قانون انتخاب جديد، تفادياً لحصول الفراغ في المجلس النيابي، الذي سينسحب على كامل المؤسسات الدستورية الأخرى.

وفي وقت كان وزير المال علي حسن خليل، يعلن فيه موقف برّي في خلال احتفال في مدينة صور، مؤكّداً أن تاريخ صلاحية العرض الذي قدّمه رئيس المجلس تنتهي في 15 أيار الحالي، كان برّي يؤكّد أمام زوّاره في عين التينة أنه قدّم كل ما في وسعه، لكن الآخرين لم يلتقطوا الفرصة.
وقال رئيس المجلس النيابي لـ«الأخبار» إن الاقتراح الأخير الذي تقدّم به للخروج من الأزمة الحالية، والذي يتضمّن قانوناً انتخابياً على أساس النسبية في دوائر متوسّطة وإنشاء مجلس شيوخ لحصر سموم الطائفية فيه، لن يعود صالحاً بعد تاريخ 15 أيار، موعد الجلسة التي كانت مقرّرة لمجلس النّواب، من دون أن يحدّد الرئيس مصير الجلسة المفترضة. وقال برّي لـ«الأخبار»: «لست مضطّراً لتنفير طائفة الموحّدين الدروز التي تعترض على المشروع، ولا فرقاء سياسيين آخرين، وحتى الأصوات الشيعية المعترضة، ولو أنها صامتة لكوني أنا من تقدّمت بهذا المشروع، ولأجل ماذا؟ لكي يضيّع الآخرون الفرصة؟ عرضي ينتهي بعد أيام، وعندها لن أعود أقبل بما قد أقبل به الآن، وأنا تنازلت عن صلاحيات من رئاسة المجلس اكتسبت على مدى سنوات طويلة، لأجل الوصول إلى حلول، لكن يبدو أن ثمّة من لا يريد حلاً، وأنا لن أساوم على مسألة رئاسة مجلس الشيوخ للدروز، لأنني أسمع هذا منذ الطائف». وقال بري إنه ومن يمثّل «منفتحون على عدد الدوائر المتوسّطة، وأبدينا كل إيجابية للنقاش، عليهم أن لا يضيّعوا الفرصة».


 

 


غير أن ما جرى تداوله أمس في الصالونات السياسيّة نقلاً عن مسؤولين في التيار الوطني الحرّ ومقرّبين من رئيس الجمهورية ميشال عون، عن أن طرح عون وحزب القوات اللبنانية لمسألة التصويت جاء ردّاً على كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل يومين، هو كذلك بالنسبة إلى برّي، الذي يرى أن مسألة التصويت تعقّد الأمور ولا تحلّها، مع قناعته بأنها ردٌّ متعمّد على كلام نصرالله. وقال برّي إن الأمور الآن في ملعب اللجنة الوزارية المكلّفة قانون الانتخاب، و«نحن وافقنا على طرح الأمير طلال أرسلان، إعادة العمل باللجنة الوزارية، لنرى ماذا ستنتج اللجنة، لكن من الأفضل أن يجدوا حلولاً في الوقت المناسب، وأن لا يستسهلوا مسألة الفراغ، لكن لا يتوقّع أحد منّا أن نوافق على قوانين طائفية».
إلّا أن برّي لمّح هذه المرّة، بشكلٍ واضح، إلى رهان بعض القوى السياسية في الداخل اللبناني على متغيّرات في الإقليم، ولا سيّما في سوريا، مؤكّداً أنه «بت مقتنعاً بأنهم (من دون أن يسمّي أحداً) يراهنون على تحوّلات في سوريا في ظلّ الهجمة الأميركية، لكن الأحداث أثبتت في الماضي أن الرّهان على الخارج لا يأتي بنتيجة». وبدا رئيس المجلس النيابي أمام زوّاره مهتمّاً بالدور «غير الفعّال» للتفتيش المركزي، مؤكّداً أن «البلد الآن يحتاج أمرين بصورة عاجلة: قانون انتخاب جديد وتفتيش».