أزمة أخلاقية وسياسية يعاني منها اليسار في عالمنا العربي
 


إستطاع المرشح إيمانويل ماكرون من تحقيق فوز مهم بالإنتخابات الفرنسية والوصول إلى قصر الإليزيه.
فالرئيس الفائز تميز بلغة واقعية وموضوعية في طرح المواضيع والقضايا التي تهم المواطن الفرنسي بعيدا عن اللغة المتطرفة التي كانت طاغية على خطاب غريمته لوبن.

إقرأ أيضا : ترامب يهنىء ماكرون بـفوزه الكبير
ولوبن تمثل اليمين المتطرف المعادي للمسلمين والمهاجرين والمتمسكة بهوية متطرفة فرنسية وخطابها كان غرائزي وشعبوي، والملفت في الموضوع أنها كانت تؤيد بشار الأسد بحجة محاربة داعش.
فقد أثارت تصريحاتها ببيروت عن الأسد وتأييده إمتعاض وإنزعاج من قبل كثيرين كونها تؤيد علنا ديكتاتورا يقصف المدنيين بالسلاح الكيماوي ويرتكب المجازر بشكل يومي.
بإستثناء بعض القوى والشخصيات  المحسوبة على اليسار والتي ما إن سمعت بتصريحات لوبن عن الأسد حتى بدأت هذه القوى كعادتها التموضع إلى جانب لوبن وتصويرها على أنها منقذ فرنسا والشرق وشيطنت غريمها ماكرون.
لكن بعد ان ظهرت النتائج بالأمس وأظهرت خسارة لوبن وفوز ماكرون أصاب هذا اليسار المهلل للبراميل المتفجرة صدمة وعجز عن التعبير وإختار الندب والبكاء على حظه المتعثر.

إقرأ أيضا : لوبن تعترف بالهزيمة
وإذ تظهر هذه التجربة عدم إنسانية هذا اليسار وعدم عقلانيته وصوابيته وتعلمه من الأخطاء سابقا، بحيث أنه سبق أن راهن على ترمب وهلل لوصوله وفوزه وسرعان ما اكتشف أن ترمب نفسه هو من قصف مستودعات الأسد الكيماوية.
هي بالطبع أزمة يسار لا يجيد إلا الندب والمراهنة على السراب وهي أيضا أولا وأخيرا أزمة أخلاق حلت بهذا الجانب السياسي من عالمنا العربي والإسلامي الذي لطالما كان رافعة التغيير فتحول إلى مبرر ومهلل للأنظمة الديكتاتورية والظالمة والفاسدة والمتطرفة.