كرّر رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره أمس تمسّكَه بالمشروع الذي تقدّمَ به لقانون الانتخاب، وقال: «أنا أريد قانوناً للبلد، وبطرحي هذا لا أشتغل لنبيه برّي، بل للبلد، ولأحميَ العهد، ومع الأسف هم يقدّمون طروحات تهدم العهد ولا تساعده». وأضاف: «ما يعنيني هو المشروع الذي قدّمته، وبالتالي كما يقول الشاعر: «إنّني اعطيتُ ما استبقيتُ شيئا». ومن هنا لا يمكن أن أقبلَ بالتمديد، هذا قراري النهائي، فليتفضّلوا ويقدّموا المخرج».

وردّاً على سؤال قال بري: «المرحلة من الآن فصاعداً ليست مرحلة مسايرة أو سكوت، بل هي مرحلة اعتماد سياسة «الرطل بدّو رطل ووقيّة»، قالوا وزايَدوا في انّهم يريدون تمثيلَ المسيحيين فتبيَّن انّهم يريدون مسيحيّين هم يختارونهم وإقصاءَ المسيحيين الآخرين، فهل يجوز الفرز بين مسيحي ابن ستّ ومسيحي ابن جارية؟ لقد قدّمت مشروعي للتمثيل العادل والصحيح للجميع، وفي مقدّمهم المسيحيين، وإن كانوا لا يصدّقون ذلك فليجرّبوه».

وكرّر بري استغرابه التراجعَ عن النسبية، وقال: «أنا في مرحلة ترشيح فخامة الرئيس لم اسمع منه كلمة غير أنه مع النسبية، فما الذي حصَل ليتبدّل هذا الموقف؟ لا أعرف، لقد صُدمت».

ورداً على سؤال آخر قال بري: «مجلس الوزراء ينعقد الخميس (غداً) وليكن معلوماً ان لا تصويت على قانون انتخاب، فجدول اعمال الجلسة يتضمن اكثرَ من مئة بند معظمُها سفرات وطلعات ونزلات، كان بلاها كلها، ووضعوا بدلاً منها قانون انتخاب وبَحثوا فيه، هنا الاساس هذه مسؤوليتهم وليست مسؤولية أحد آخَر».

وسأله زوّاره حول تهديدات البعض بالنزول الى الشارع، فأجاب بري: «هناك مَن يظنّ انّ الشارع لعبة، وأكثر من ذلك يظنّ انّ له أرجلاً صلبة على الشارع. الشارع يا جماعة له أربابُه ونقطة على السطر».

وحول الفراغ النيابي، قال بري: «بعد 20 حزيران إن لم تُجرَ انتخابات ولم يكن هناك قانون، فلا يبقى بلد ولا مؤسّسات ولا مَن يحزنون، و»يشَرّفوا يفَرجونا كيف بدن يحلّوا هالمسألة».

وقيل لبري: هناك مَن يؤكّد أن لا فراغ؟ فأجاب: «كيف يخاف من الفراغ مَن لم يمتهن مهنة إلّا فرض الفراغ؟ ولنعُد بالذاكرة قليلاً، في الاستحقاق الرئاسي عيّشونا في فراغ لنحوِ ثلاث سنوات، وفي حكومة تمّام سلام منعوا مجلس الوزراء من الانعقاد، تفضّلوا قولوا لنا ماذا حقّقت هذه الحكومة، أليسَ هذا فراغاً؟ والمجلس النيابي الذي يقولون إنّه ممدَّد له ماذا فَعل؟ منَعوه من الانعقاد اليسَ هذا فراغاً؟ ثمّ بـ«ألف يا ويلاه» انعقد تحت عنوان «تشريع الضرورة» من أجلِ الأميركان وبضغط منهم، أليسَ هذا فراغاً؟

ألم نعُد الى تشكيل الحكومات ايام حكومة ميقاتي وتعطيل التشكيل لأشهر، اليس هذا فراغاً؟ كذلك الأمر بالنسبة الى تشكيل حكومة تمّام سلام، اليس فراغاً؟ هم يسبقون الجميع الى الفراغ ومع ذلك لا يكترثون لخطورته».

وكرّر بري القول: «أنا لست مؤيّداً للتمديد، وإذا لم يكن هناك اتفاق على قانون انتخاب قبل 15 أيار فإنّ جلسة مجلس النواب لن تنعقد».

وعلمت «الجمهورية» انّ بري يبحث جدّياً موضوع تأجيل جلسة مجلس النواب لتعذّرِ الاتفاق. وقالت مصادر عين التينة لـ«الجمهورية» إنّ بري يصِرّ الآن على إجراء الانتخابات النيابية، وهو يمتلك وحده مفاتيح عقدِ الجلسة التشريعية إمّا لإقرار القانون الجديد وإمّا لتعديل مهَل القانون النافذ.

وإذا كان الرهان على استمرار الحكومة بعد نهاية عقد المجلس فرهانُهم خاطئ وعلمُهم بالدستور ضعيف، لأنّ الدستور ينصّ على انّ ولاية الحكومة تنتهي مع بداية ولاية المجلس النيابي الجديد على ان تُجرى الانتخابات قبل نهاية ولاية المجلس.

معنى ذلك ان لا حكومة بعد دخول المجلس في الفراغ الذي سينسحب على الحكومة، خصوصاً إذا تكرّر سيناريو حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بعد فقدانها ميثاقيتَها، علماً أنه إذا انسحب الوزراء الشيعة من الحكومة فليس هناك من وزير شيعي آخر في حصّة رئيس الجمهورية».

ودعت المصادر نفسُها إلى «التوقّف عند أجواء «القوات اللبنانية» الأخيرة بعد طرح بري، حيث نَقل له موفد رئيسها الدكتور سمير جعجع النائب جورج عدوان ترحيباً بطرحه واعتباره «دَيناً من المسيحيين لبري» .