سرايا المقاومة المجموعات المسلحة المثيرة للجدل والتي تحظى بغطاء سياسي وعسكري من حزب الله باتت خارج الحزب لأسباب مالية وسياسية وهي اليوم تلفظ أنفاسها الأخيرة
 

سرايا المقاومة المجموعات المسلحة الرديفة للمقاومة والتي أسسها حزب الله لتضم تشكيلات لبنانية من مختلف الطوائف لرفد المقاومة بمقاتلين من غير الطائفة الشيعية ومن غير مقاتلي حزب الله المتفرغون في المقاومة.
اتخذت هذه المجموعات لاحقًا صفة الميليشيات بعد أحداث عدة في بيروت وبعض المناطق واتهمت هذه المجموعات إثر ذلك بمجموعات مخلة بالأمن، إذ لم يستطع حزب الله ضبط هذه العناصر فيما كان يعمل على حمايتها سرًا.
لم يستطع اللبنانيون احتضان هذه المجموعات وإعتبرها السنة كمجموعة مسلحة دخيلة على بيئتهم تهدف إلى العبث بأمنهم وتعمل ضمن مشروع حزب الله وبتغطية منه.
عوامل كثيرة أسهمت في إنتشار سرايا المقاومة داخل البيئة السنية، منها "المعاشات" للعاطلين عن العمل في ظل غياب خدمات تيار المستقبل والقوى السنية السياسية، ومنها سعي البعض إلى النفوذ في هذه القرية وذاك الشارع، إضافة إلى الساعين لتسوية أوضاعهم القضائية بتهم حمل السلاح، وغيرها.

إقرأ أيضًا: حزب الله يستعيد أمجاد المقاومة؟
اليوم وبعد سنوات عدة على تأسيسها تنكفيء سرايا المقاومة عن المشهد العام فهل قرر حزب الله الإستغناء عنها أو حلّها؟ 
يقول أحد عناصر السرايا وهو مسؤول إحدى المجموعات: إن حزب الله لم يدفع رواتب كثير من العناصر منذ أكثر من عام، ما أدى إلى حالة تململ داخل المجموعات.
وإعتبر هذا المسؤول في حديث صحفي أن حل هذه المجموعات إنه ليس نتاج الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، ولا ثمرة عمل القوى الأمنية، إنما جاء لخلافات جوهرية بين الحزب وهذه المجموعات.
وفي المواقف التي أحدثت شرخاً بين الحزب وهذه المجموعات ما حصل في دوحة عرمون، عندما استدعت القوى الأمنية قائد مجموعة للتحقيق معه على خلفية اشكال أمني وقع أخيراً في المنطقة، وحين حاول هذا "القائد" التواصل مع الحزب، تفاجأ بأنه لم يحظ بالحماية، فما كان من مسؤول في حزب الله إلا أن أجابه بالقول: "ما بدنا مشاكل هلق، منحل الموضوع بعدين"، حادثة بسيطة من حوادث مماثلة كثيرة زادت من حالة التململ داخل المجموعات، وأدت في النهاية إلى تفكك مجموعتين من نحو 300 عنصر في دوحة عرمون.
أما في وادي الزينة، حيث التجمع الأكبر للاجئين الفلسطينيين في قضاء الشوف، فالتفكك أخذ أبعاداً سياسية إلى جانب الأسباب المادية، وعلم في هذا السياق أن الفصائل الفلسطينية داخل المنطقة، وبجهد من حركة فتح، عملت على تفكيك مجموعة كبيرة للسرايا كي يبقى القرار الفلسطيني داخليّاً، خصوصاً بعدما شهدت المخيمات خروقاً لمجموعات غريبة عنها تهدد أمنها.

إقرأ أيضًا: متى يعرف حزب الله أنه في المكان الخطأ؟
وفي السعديات تشهد مجموعات السرايا حالة تمرد شبيهة بحالة المجموعات في دوحة عرمون. يقول قائد إحدى المجموعات فيها إن "الشح في المال وقطع السلاح أحدثا تمرداً بين العناصر"، إضافة إلى تخلي قيادة الحزب عمّن يُستدعى من العناصر إلى التحقيق بحجة أنه موضوع شخصي ما خصنا فيه.
هذه الأحداث وغيرها تؤكد تخلي حزب الله عن السرايا وإن الإجراءات الحالية هي مجرد بداية، وأما الأسباب فهي سياسية ومادية حيث أن الأزمة المالية التي يمر بها الحزب أدت إلى قطع الرواتب عن مجموعات كبيرة في السرايا، وكذلك فإن الحاجة السياسية للسرايا قد انتفت مع انكفاء العمل المقاوم لدى الحزب أقله في المدى المنظور.