لا تزال ميثاقية جبران باسيل شغله الشاغل ويتخذها كحرب وهمية في مشاريعية السياسية كوسيلة إبتزاز سياسي للقريب البعيد
 

أولاً: صراعات باسيل الطائفية والعنصرية...
منذ أن أطاح فريق ١٤ آذار، وبتواطؤ مفضوح مع الرئيس ميقاتي والوزير وليد جنبلاط، بحكومة الرئيس سعد الحريري عام ٢٠١٠ ، والوزير باسيل يصول ويجول في مجريات الحياة السياسية اللبنانية، فقد سبق و تأخرت ولادة حكومة الحريري أشهراً عدّة بانتظار حلّ عقدة توزير باسيل، ويومها قال الجنرال عون بالفم الملآن: لا حكومة بدون توزير باسيل السّاقط في الانتخابات البرلمانية، وبعد تأليف حكومة الرئيس ميقاتي، راح الوزير باسيل يخوض صراعات التيار الوطني الحر (لصاحبه الجنرال عون) بخلفيات طائفية وحزبية ومناطقية وعنصرية (وانعزالية حسب توصيف الحركة الوطنية اللبنانية أيام عزّها)، وكلّ ذلك بتغطية كاملة ومُساندة وافية من حزب الله، وفاءً لوثيقة التفاهم مع الجنرال عون، وظلّت الأمور مقبولة في تاريخ الصراعات السياسية اللبنانية ومعقولة إلى حدٍّ ما، حتى حلّت معضلة الشغور الرئاسي، وما إن حُلّت هذه المعضلة حتى أطلّت معضلة أدهى وأمرّ، إنجاز قانون انتخابات جديد.إقرأ أيضًا: قانون الإنتخاب المُتعسّر، بإنتظار الأخ إبليس
ثانياً: معضلة القانون الانتخابي.. وتعنُّت باسيل...
مع شغور منصب رئاسة الجمهورية عام ٢٠١٤ وتعثُّر انتخاب رئيسٍ جديد بسبب تعطيل جلسات المجلس النيابي، من قبل فريق الوزير باسيل، خاض باسيل معاركه المظفرة طوال ثلاثين شهراً، حتى تمكّن أخيراً من "لوي يد"ّ الدكتور سمير جعجع أولاً، وبعده الرئيس سعد الحريري، وطُوّب بعد ذلك الجنرال عون رئيساً للجمهورية، وما إن أطلّت معركة إنجاز قانون انتخاب جديد، ولم يدع باسيل فرصة إلاّ وانتهزها للنّيل من مُعارضيه وتهديدهم بضرورة الانصياع لإرادته وعزيمته (وأهوائه طبعاً)، وهاهي أمثولة انتخاب الرئيس ما زالت ماثلة أمام الجميع، ولم يحُل عليها الحول، فكما صبرنا ثلاثين شهرا (لسان حال باسيل) وأرغمناكم على انتخاب عون رئيساً للجمهورية، سنصبر مجدّداً وسنُجبركم للرضوخ لما نقترحُه عليكم من مُنوّعات انتخابية تتعلق بقانون انتخابي جديد (يحفظ حقوق المسيحيين المهدورة)، وحقوق سائر اللبنانيّن تبقى في ذمة أرحم الراحمين!، وصوناً لحُسن تمثيل المسيحيين (من قبل ثنائية جعجع-عون)، قانون السّتين مرفوض، التّمديد مرفوض، الفراغ ممنوع!، وسنتوصّل إلى قانون قبل الخامس عشر من أيار، وها أنا جالس فوق الشجرة، دائماً بلسان باسيل، ولن أنزل قبل انصياعكم وإذلالكم، فحقوق المسيحيين أمانة في عُنقي، وسأذود عنها حتى آخر رمق ببركات الولي الفقيه في لبنان المُنعم عليه ببركات الولي الفقيه في إيران.