لا تزال ترددات الجولة الإعلامية التي أقامها حزب الله للصحفيين على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة تسمع صداها في الأروقة وداخل البيوتات الجنوبية، وترتفع وتيرتها مع إرتفاع الحديث عن الحرب القادمة وإمكانية إشتعال الجبهات مرة جديدة.  
طبعًا لسنا هنا بحاجة للتذكير بأن أهل الجنوب يحتفظون بمخزون كبير جدًا من العداء لإسرائيل، ولكن بنفس الوقت هم ليسوا على إستعداد لخوض حرب جديدة مع هذا العدو لأهداف هي أبعد ما تكون عن مصالحهم المباشرة، بالخصوص أن الحرب القادمة إن حصلت لا سمح الله فهي ستكون في ظل إنعدام توفر شروط الحد الأدنى من الإحتضان الداخلي أو الخارجي. 

إقرأ أيضًا: وسائل دفاعية للعدو لم ترصدها كاميرات الجولة الصحفية
فأي تهجير لأهل الجنوب هذه المرة سيكون حتمًا نحو المجهول، إن لم نقل نحو البيئات المعادية التي أنتجتها  لهم مشاركة الحزب في سوريا ووقوفه إلى جانب بشار الأسد، بالإضافة إلى ما يحكى عن جفاف مالي يجتاح حزب الله بسبب العقوبات الأميركية وإدارة ظهر من الدول العربية المانحة بعد نكران جميلها، مما يعني إنعدام للتعويضات والإعمار. 
وفي هذا السياق يتهامس الكثير من الجنوبيين هذه الأيام داخل السهرات وخلف الأبواب المغلقة، متمنين فيها على السيد حسن نصرالله بأن يكرر نفس الوقفة التي وقفها في مهرجان الإنتصار ب 25 آيار 2013 وتوجه بالحديث إلى من يريد أن يقاتله بالذهاب إلى سوريا: " سوريا اليوم هي ساحة صراع مفتوحة فلنتقاتل هناك ونتجنب توسيع الحرب ". 

إقرأ أيضًا: حزب الله: حركة أمل أيضًا صارت شيعة سفارة ؟؟!!
طبعًا نحن لا نتمنى لسوريا وأهلها إلا السلام والخير، ولكن مع واقع تواجد الحزب العسكري وبسط سيطرته هناك على مساحات شاسعة قبل إتفاق المدن الأربعة، وازدادت توسعًا بعد الإتفاق، ومع تفريغ هذه المناطق من المدنيين وإن كان لا بد من إشعال الحرب مع العدو الإسرائيلي فلتكن في تلك الجغرافيا... وليجنبوا لبنان وأهل الجنوب ويلات لا يريدونها.