أرجأ الرئيس العماد ميشال عون جلسة التمديد لمدة شهر بإنتظار الخروج بقانون إنتخابي جديد إلا أن المشاورات لا تزال على حالها ولا جديد حتى الآن
 

أولاً: القانون المتعسر...
قاتل الله هذه الطبقة السياسية التي أمسكت بتلابيب لبنان منذ أكثر من عقدين من الزمن، فأشاعت الفساد والسرقات والرشاوى، واحتكرت المناصب السياسية والإدارية والأمنية، تُغالب الأحداث والاقدار معاً، ولا تريد أن تتنازل عن مكاسبها ومآثرها المخزية قيد أنملة، وبما أنّ قانون انتخابات جديد قد يُتيح للجمهور إحداث بعض التغييرات في تركيبة السلطة، ماطلوا في إنجازه، وأحرقوا كافة الصيغ المقترحة، ولعلّ أبرزها وأفضلها مشروع الوزير السابق فؤاد بطرس، والذي أعدّه مع بعض الخبراء والعارفين بشؤون البلد والإنتخابات، وبعد ذلك لاقى مشروع وزارة الرئيس ميقاتي ذات المصير، وإذ داهمتهم المُهل، استبشروا خيراً، ومدّدوا لأنفسهم سنةً كاملة، وإذ لم يُفلحوا في الاهتداء للقانون العتيد، أكملوا الولاية بتمديدٍ ثانٍ لمدة ثلاث سنوات، وخلال هذه المدة ،خرجت من كنف هذه الطبقة الأعاجيب، ولعلّ أكثرها عجباً وغرابة ما عُرف بالقانون الأرثوذكسي، "ويا دار ما دخلك شر"، المسيحي ينتخب المسيحي، والمسلم ينتخب المسلم، لو تجرّأ احدٌ في دولة جنوب إفريقيا (التي عانت الأمّرين من التمييز العنصري) واقترح أن ينتخب الأسودُ الأسود، والأبيضُ الأبيض، لقامت القيامة على العنصرية والتّخلف، هذا في القارة التي ما زالت تعاني ويلات الفقر والتخلّف والجهل والمرض، فما بالك ببلد الإشعاع والنور والحضارة، فضلاً عن التعايش الإسلامي المسيحي، والانتماء الوطني، ومع ذلك هاهنا من يريد أن يفرز المواطنين تبعاً لهوياتهم الطائفية.

إقرأ أيضًا: المواكب الأمنية الباهظة وبغلات معاوية الشّهُب
ثانياً: مهلة الشهر الأخيرة...
آخر مهلة أتاحها رئيس الجمهورية، منحت الطبقة السياسية مهلة شهرٍ إضافي لإنجاز القانون الموعود، وبما أن لا أحد مستعجل هذا الأمر الجلل،خلا الجو للوزير باسيل، فباض وصفّر، إلاّ أن بيضته كانت كبيضة العُقر، فقد استلهم الصيغة الطائفية في القانون الأرثوذكسي وابتدع فكرة التأهيل، فذهبت جهوده أدراج الرياح، ودخلت الطبقة السياسية من جديد في دورٍ من الخمول والركود والعجز كما هو متوقّع، وهاهي مهلة الشهر تشارف على نهايتها، وبات قانون الإنتخاب من عويص المسائل.

إقرأ أيضًا: في زمن الاستعراضات..متى يستعرض رئيس الجمهورية جنوباً؟
ثالثاً: الأغلوطات وفقه إبليس ...
عن الإمام الأوزاعي أنّ النبي محمد (ص) نهى عن الاغلوطات، قال الأوزاعي: يعني صعاب المسائل، وكان ابن سيرين إذا سُئل عن مسألة فيها أغلوطة قال للسائل: أمسكها حتى تسأل عنها أخاك إبليس، ولعلّ السياسيين في بلدنا يُمسكون بقانون الإنتخاب، بإعتباره أغلوطة عويصة ليسألوا عنه أخيهم إبليس، عندها يتم لهم سحق هذا الشعب ومحقه.